حرب أوكرانيا لا تشغل روسيا عن دعم سوريا

الحرب الروسية الأوكرانية نقطة تحول لدى العديد من التنظيمات الإرهابية النشطة في شمال سوريا، التي استغلت ابتعادها عن دائرة الاهتمام الروسي في بدء عملية إعادة تموضع ورص صفوفها.

موسكو - أعلن الجيش الروسي أنه شن ضربات جوية نهاية الأسبوع الماضي على جماعة جهادية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا الجيب الأخير للمعارضة المسلحة في البلاد، مؤكداً القضاء على نحو ثلاثين مقاتلا، ردا على هجمات سابقة شنتها الفصائل المسلحة بعد إعادة رص صفوفها إثر انشغال روسيا بحرب أوكرانيا.
وشكلت الحرب الروسية الأوكرانية نقطة تحول لدى العديد من التنظيمات الإرهابية النشطة في شمال سوريا، التي استغلت ابتعادها عن دائرة الاهتمام الروسي في بدء عملية إعادة تموضع، بالتوازي مع محاولة تنظيمات أخرى بما فيها داعش استغلال التطورات الميدانية الجديدة التي طرأت على الساحة لتعزيز مواقعها والاستعداد لهجمات قادمة.

وقال الجيش الروسي "في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، نفذت القوات الجوية الروسية غارات جوية في محافظة إدلب على مواقع لتشكيلات مسلحة غير نظامية شاركت في إطلاق النار على مواقع للجيش السوري".

وقال الجيش الروسي في بيان نشر مساء الأحد "تم تدمير مخابئ ومعسكرات تدريب تابعة لجبهة النصرة الإرهابية، ومقتل 34 مقاتلا وإصابة أكثر من 60 آخرين". وجبهة النصرة هو ما كان يطلق سابقاً على هيئة تحرير الشام، الفصيل الرئيسي النشط في شمال غرب سوريا.

وتنفذ هيئة تحرير الشام بشكل منتظم هجمات دامية تستهدف جنودا سوريين وقوات حليفة لدمشق، بينما تشن القوات الروسية غارات بشكل متكرر على محافظة ادلب.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بحدوث غارات روسية السبت على مواقع لهيئة تحرير الشام، تسببت في مقتل خمسة مقاتلين.

وأعلنت العديد من العناصر الإرهابية النشطة في شمال غرب سوريا إدلب، مع بداية عام 2023، تنفيذ عملية إرهابية ضد القوات الروسية في محيط إدلب باستهداف دورية عسكرية روسية على طريق m4 .

وكثف الجيش السوري وحليفه الروسي ضرباتهما في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها في تشرين الأول/أكتوبر، رداً على هجوم بطائرة مسيّرة على الكلية الحربية في حمص (وسط سوريا) خلف أكثر من 100 قتيل. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

ويُخرق بشكل متكرر وقف إطلاق النار المعلن منذ آذار/مارس 2020 وتفاوضت بشأنه كل من روسيا حليفة النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة.

ويقول متابعون أن التنظيمات الجهادية بما فيها تنظيم داعش الإرهابي تستغل انشغال روسيا بالحرب على أوكرانيا في مواصلة الهجمات في سوريا، وسبق أن قال المتحدث باسم التنظيم عمر المجاهد، إنه يجب الاستفادة من "محاربة الصليبيين لبعضهم"، وشن موجة من الهجمات انتقاما لمقتل زعيم التنظيم في غارة أميركية شمال شرقي سوريا.

والأسبوع الماضي قتل وأصيب عدد من عناصر القوات الرديفة للجيش السوري بهجوم شنه عناصر داعش على نقاط عسكرية في البادية السورية،

وذكرت وسائل إعلام محلية أن عددا من عناصر القوات الرديفة للجيش سقطوا بين قتيل وجريح خلال صد هجوم نفذه تنظيم داعش من محور الرقة باتجاه النقاط العسكرية بمحيط منطقة الكوم شمال السخنة في البادية السورية"، مؤكدة مقتل وإصابة عدد من مسلحي التنظيم خلال الهجوم.

كما نفذ مقاتلو داعش في سوريا عملية نوعية عبر نصب كمين لحافلة جنود تابعة للجيش السوري النظامي في بادية الميادين بريف دير الزور ما أودى بحياة 23 جنديًا وأوقع العشرات من الجرحى، بالتزامن مع هجوم آخر بمحافظة الرقة تسبب في قتل نحو 10 جنود سوريين، وفقًا لبيانات نشرتها وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم.

وبحسب القوات الحكومية السورية لا تزال مناطق في بادية دير الزور الجنوبية والشرقية تشكل ملاذا لعناصر داعش، إلى جانب طريق دمشق دير الزور جنوب غرب دير الزور.

ويرى محللون أنه في ظل متغيرات متلاحقة في سياسات الدول الفاعلة في المنطقة ومع ازدياد حدة الاستقطاب وتعدد ساحات الصراع الروسي بداية من الأراضي الأوكرانية مرورا من إفريقيا ووصولا إلى سوريا، ستشهد الأيام المقبلة المزيد من التطورات في الأراضي السورية.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً داميا تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.