حساسية التمساح الفائقة ضمنت له البقاء

هل تريد اختبار قابليتها؟

باريس - تعتبر التماسيح على اختلاف انواعها من فئة القتلة الخطيرين بفضل ندبات عالية الحساسية على طول فكها تسمح لها بالتقاط ادنى ارتعاشة على سطح المياه، وفق ما اظهرت دراسة نشرتها مجلة نايتشر العلمية البريطانية الخميس.
واوضحت عالمة الاحياء دافني سوارس من جامعة مريلاند ان هذه الندبات لا يتعدى حجمها اظفر الاصبع الصغير وهي مكسوة بما يشبه الوبر ومزروعة على طول الفكين الاعلى والاسفل. والندبات مرتبطة بشبكة من الاعصاب الفائقة الحساسية ومكسوة بطبقة رقيقة جدا من الجلد.
وتبين للباحثة من جراء اختباراتها على تماسيح من المسيسيبي، انها قادرة على الاحساس بسقوط نقطة واحدة من المياه في بحيرتها وتحديد موقعها. وخلال التجربة، كانت التماسيح تستدير فور سقوط القطرة وتتجه نحو الموقع وكانما نحو فريسة.
غير ان التماسيح لا تتمتع بهذه الحساسية الا حين يكون شدقها في المياه، فيكون الفك الاسفل مغمورا بالمياه، والفك الاعلى خارجها. فهي عاجزة عن الاحساس بارتعاش سطح المياه او التوجه الى مصدره عندما يكون رأسها خارج الماء تماما او على العكس، مغمورا كليا بالماء.
وللتحقق من نظرتيها حول "الندبات اللاقطة"، قامت دافني سوارس بتغطيتها بطبقة بلاستيكية كثيفة، فلاحظت في هذه الحال ايضا ان التماسيح لم تكن تلتقط اي ارتعاش في المياه.
وتتمتع جميع انواع التماسيح الموجودة حاليا وعددها 23 بهذه الندبات اللاقطة، وتشير الآثار الظاهرة على عظام اسلافها ما قبل التاريخ انها كانت تتمتع بها ايضا.
ولا شك ان هذا النظام هو الذي ساعد هذه المخلوقات على البقاء لاكثر من 65 مليون عام.
واوضحت سوارس ان "التماسيح هي مجموعة ذات سلف مشترك يعود الى ما قبل حقبة الديناصورات بكثير. وبالرغم من انها تشكل مجموعة على حدة، الا ان لديها قاسما مشتركا مع حيوانات اخرى ظهرت منذ ما قبل التاريخ مثل الثعبان وخلد الماء. فجميعها تملك شبكة عصبية تنقل الاشارات الى الدماغ".