حملة توقيف أردنية لـ“مثيري الشغب” بعد انفلات أمني

الأردن يرفض التسامح مع أي محاولة لاستغلال الغضب ضد إسرائيل لإحداث الفوضى أو التحريض على إثارة الشغب والتخريب.

عمان – أعلنت مديرية الأمن العام في الأردن في بيان الأحد أن القبض على عدد من “مثيري الشغب” ممن حاولوا الاعتداء على عناصر الأمن والممتلكات في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين شمال عمان السبت.

ونقل البيان عن الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي قوله إن “قوة أمنية ألقت القبض على عدد من مثيري الشغب في منطقة البقعة إثر قيامهم بأعمال شغب وتخريب، وإشعال النيران وإلقاء الحجارة على المركبات بالطريق العام”. وأضاف أنه “جرى ضبط الأشخاص للتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات القانونية كافّة بحقهم”.

وأكد السرطاوي أن “مديرية الأمن العام ستتعامل بحزم ودون تهاون مع كل مَن يعتدي على أمن المجتمع ويستهدف التخريب والإضرار بالممتلكات والمقدّرات، وتعطيل حياة المواطنين والاعتداء على حقوقهم من خلال محاولة قطع الطريق”.

وأشار إلى أن “العمل جارٍ لمتابعة كل من يثبت تورّطه بالمشاركة والتحريض على إثارة الشغب والتخريب، وأنه سيصار إلى متابعتهم حتى القبض عليهم وتقديمهم ليد العدالة”.

وتقول السلطات في الأردن إن الاحتجاجات السلمية مسموح بها، لكنها لن تتسامح مع أي محاولة ممن يسعون إلى استغلال الغضب ضد إسرائيل لإحداث الفوضى أو محاولة الوصول إلى منطقة حدودية مع الضفة الغربية المحتلة أو إسرائيل.

ونشرت مديرية الأمن العام على صفحتها على منصة إكس السبت تسجيلين مصورين قصيرين مدتهما 31 ثانية و34 ثانية تضمنا مشاهد من أعمال شغب وإشعال نيران وإغلاق طرق، ومحاولات اعتداء على رجال الأمن من خلال رمي حجارة وزجاجات تجاههم.

ويشهد الأردن حيث نحو نصف عدد السكان من أصول فلسطينية، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي تظاهرات تضامنية مع قطاع غزة.

وقال وزير الاتصال الحكومي مهند المبيضين الجمعة لقناة “المملكة” الرسمية إن “الأردنيين خرجوا منذ بداية هذه الحرب (حرب غزة) بتعبير وطني محترم مسؤول ضمن القانون لدعم الأهل في قطاع غزة، و(لكن) بعض الأطراف تريد اختطاف الشارع وممارسة الشعبوية”.

وأوضح أن “الأردن القوي هو الأردن المتحد والصلب الذي يدعم فلسطين، وليست الفوضى التي تدعم فلسطين”.

ومخيم البقعة الذي يضم أكثر من مئة ألف لاجىء فلسطيني هو الأكبر في الأردن ويقع على بعد 20 كيلومترا شمال مدينة عمان. وهو واحد من مخيمات “الطوارئ” الستة التي تم تأسيسها في عام 1968 بهدف استيعاب اللاجئين الفلسطينيين والنازحين الذين تركوا الضفة الغربية وقطاع غزة نتيجة حرب العام 1967.

ويعيش أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني مسجل في الأردن، وهو أكبر عدد من لاجئي فلسطين في جميع مناطق الأونروا. يتمتع معظمهم بالمواطنة الكاملة.

ويقطن حوالي 18 في المئة في المخيمات العشرة المعترف بها للاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء البلاد. وهناك أيضا ثلاثة مخيمات غير رسمية.

وأثارت دعوات الحراك الاحتجاجي من قادة حماس للشعب الأردني انتقادات من قبل السلطات الأردنية التي أكدت أن أيَّ محاولات للتحريض على الدولة الأردنية هي محاولاتٌ يائسة تريد أن تشتت البوصلة.

وتتخوف السلطات الأردنية من أن توظّف المناطقُ التي يقطنها أردنيون من أصول فلسطينية الاحتجاجات المتعلقة بغزة في تنظيم احتجاجات حاشدة ضد السلطة ردا على ما تعتبره سياسة رسمية تُعاملها كمناطق من درجة ثانية بسبب أصولها، وهو ما ظهر خلال الشعارات التي رفعت في الاحتجاجات على رفع أسعار المحروقات في نهاية العام الماضي.

وقال وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين في تصريحات لسكاي نيوز عربية إن الأردن بلد له سيادة وله مرجعياته الدستورية وقادته التي تسمو على أي مرجعيات.

وتأتي هذه التصريحات بعد خطاب عبر الفيديو في فعالية في العاصمة الأردنية عمان، دعا فيه رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل إلى نزول الملايين للشارع بشكل وصفه بالمستدام، الأمر الذي دفع الكثير من المراقبين إلى اعتبار خطاب مشعل دعوة صريحة من الحركة إلى توسيع نطاق الفوضى في المنطقة.