خوارزمية لسبر ماضي الكون السحيق

يعيد عقارب الزمن الى الوراء

باريس - اكد فريق من الباحثين الدوليين انهم تمكنوا من تصميم برنامج كمبيوتر يقوم على خوارزمية تتيح لهم سبر اغوار الكون السحيق وتحديد المواقع التي جاءت منها المواد المكونة للمجرات الحالية.
ويعتمد البرنامج على قياس كثافة الكون في وضعه الحالي للعودة 15 مليار سنة الى الوراء، اي الوقت المقدر لولادته.
وتقوم النظرية السائدة حول تشكل الكون على تشبيه ولادته بعملية انفجار عظيم نتج عنها توزع جسيمات مرتفعة الحرارة بردت لاحقا لتشكل النجوم والكواكب والاجسام الاخرى الموجودة في الفضاء.
والان وبعد مليارات السنين لا يزال الكون يتسع. وعليه فانه يصبح اقل كثافة على مر الوقت، مع ازدياد الفضاء بين مكوناته.
ويقول الباحثون برئاسة اورييل فريش من المركز الوطني للبحث العلمي في مرصد كوت دازور على الساحل الجنوبي لفرنسا، ان الحسابات الخوارزمية التي قاموا بها مكنتهم من استنتاج الوضع السائد في السنوات الاولى التي اعقبت الانفجار العظيم عندما كان الكون لا يزال كثيفا جدا.
وهذا يساعد الباحثين على ان يفهموا كيفية توزيع المجرات حاليا بعد قذف كتلة المواد الاساسية المكونة لها بسبب الانفجار الكبير، ويحصلوا على صورة دقيقة حول تموضع هذه المجرات ومجرات اخرى.
وقال الباحثون في مقال نشرته مجلة "نايتشر" العملية البريطانية الخميس ان هذه الطريقة ادق من اي طريقة اخرى معتمدة حاليا لتحديد مواقع المجرات.
وتؤكد احدث "خارطة" للكون وضعها علماء بريطانيون واستراليون الفكرة الشائعة بان الكون معتم وفارغ، تتخلله خيوط من الضوء تشكلها المجرات.
ويامل الباحثون في رصد مواقع 250 الف مجرة تبعد حوالي ثلاثة بلايين سنة شمسية عن الارض. ونشرت في اطار المشروع مواقع مئة الف مجرة. ويمكن لهذه الاعمال ان ترفع عدد المجرات المعروفة الى مليون خلال بضع سنوات، كما يتوقع الباحثون.
وللعودة بالزمن الى الوراء اي لحل معضلة معادلات حركة المادة الى الوراء انطلاقا من مواقع حالية معروفة للمجرات، استند الباحثون الى اعمال عالم الفلك الروسي ياكوف زلدوفيتش التي تعود للسبعينات واعمال اكثر حداثة للرياضي الفرنسي يان برونييه.
كما اعتمدوا على نظام خوارزمي وضعه عالم الفلك الفرنسي ميشال اينون لكي يحددوا، خلال ساعات من الحسابات، وعلى الة في مرصد الكوت دازور، المواقع الاساسية وسرعات، عشرات الالاف من المجرات.
وبينت التجارب التي اجروها على صورة متخيلة للكون ان التقنية الجديدة تقدم نتائج ممتازة عند تطبيقها على المسافات الكبيرة، اي اكثر من عشرة ملايين سنة ضوئية.
ويأمل الباحثون ان يتمكنوا من فتح "نافذة جديدة على العالم البدائي، وفهم طريقة تشكله بصورة افضل".