دعم أميركا لاسرائيل على حساب أوكرانيا يُعجل بزيارة زيلينسكي لواشنطن

واشنطن تعلن عن حزمة جديدة من العقوبات تستهدف آلة الحرب الروسية، في وقت يزور الرئيس الأوكراني واشنطن للمطالبة بحزمة مساعدات جديدة لبلده.

واشنطن - يعقد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عدة اجتماعات الثلاثاء في الكونغرس وفي البيت الأبيض لإقناع المسؤولين الأميركيين بعدم وقف المساعدات لقواته التي تتراجع على أكثر من جبهة في مواجهة القوات الروسية، بينما تأتي الزيارة فيما استأثرت إسرائيل بمعظم الدعم الأميركي في الحرب ضد حماس.

وتأتي هذه الزيارة فيما أعلنت روسيا الثلاثاء أنها أحرزت "تقدمًا كبيرًا" في منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا في دليل على تكثيف ضغوطها على الأرض.

ويفيد الجيش الأوكراني بأن روسيا تكثف هجماتها على طول خط الجبهة التي تمتد على حوالي ألف كيلومتر وقد أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا في الأيام الأخيرة بالتقدم الذي أحرزه جيش بلاده. في المقابل فشل الهجوم الأوكراني المضاد خلال الصيف بشكل واسع.

وللمرة الثالثة خلال عام، سيجوب الرئيس الأوكراني أروقة الكونغرس الأميركي الذي يشهد مداولات مشدودة جدا حول المساعدة الإضافية لكييف.

ووصل زيلينسكي إلى الكونغرس الثلاثاء للقاء قادة في مجلسَي الشيوخ والنواب قبل أن يتوجه إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي جو بايدن. وأكد الزعيم الديموقراطي في مجلس الشيوخ تشاك شومر "ستكون هذه زيارته الأهم".

وأقر الكونغرس الأميركي مساعدات لأوكرانيا تزيد عن 110 مليارات دولار منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022 لكنه يشهد عرقلة منذ الأسبوع الماضي حول المساعدات الإضافية التي طلبها الرئيس الأميركي جو بايدن والبالغة قيمتها 61 مليار دولار.

ويؤيد الديموقراطيون منح هذه المساعدة الإضافية ولا يعارضها الجمهوريون بل يطالبون لقاء دعمها بتعديلات رئيسية في سياسة الهجرة الأميركية.

وعلى صعيد هذه النقطة بالذات، تتعثر المباحثات ما يثير استياء الرئيس الأوكراني الذي قال "إذا كان هناك شخص يهلل للقضايا العالقة من دون حلّ في الكابيتول، فهو بوتين وزمرته المريضة فحسب".

واعتبر الكرملين الثلاثاء أن أي مساعدة أميركية جديدة لأوكرانيا ستشكل "إخفاقًا كبيرًا" وقال الناطق باسمه دميتري بيسكوف ردًا على سؤال من الصحافيين حول اللقاء المرتقب بين زيلينسكي وبايدن إن "عشرات مليارات الدولارات التي ضخت لأوكرانيا لم تساعدها على النجاح في ميدان المعركة. والعشرات الإضافية التي ترغب بها أوكرانيا سيكون مصيرها الإخفاق الكبير".

ورحب بوتين بـ"نفاد" الأسلحة من الجيش الأوكراني على ما جاء في مقطع مصور نشر الأحد وصور خلال مراسم أقيمت الجمعة.

وأكد متحدثا عن أوكرانيا "عندما لا يكون لديك قاعدتك وعقيدتك وصناعتك الخاصة في مجال الدفاع وأموالك الخاصة ولا تملك شيئا، لا مستقبل لك. في المقابل نحن نملك كل ذلك".

وقد حولت روسيا اقتصادها ليصب في مجهود الحرب وهي تحرز تقدما في جنوب أوكرانيا وشرقها فقد حقق الجيش الروسي تقدما "كبيرا" في منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا المحتلة جزئيا، على ما أكد يفغيني باليتسكي الحاكم المعين من جانب موسكو.

وشن الروس قبل يومين "هجوما كثيفا" في محيط افديفكا وماريينكا وهما نقطتان ساخنتان عند خط الجبهة الشرقي على ما قال أولسكندر تارانفسكي القائد الأوكراني للمنطقة مؤكدا أن قواته "ًصامدة بحزم" في مواقعها.

وتواصل روسيا كذلك ضرباتها اليومية في أنحاء مختلفة من أوكرانيا. فقتل الثلاثاء رجل يبلغ الثالثة والسبعين في قصف على كوبيانسك في شمال شرق البلاد وفق السلطات المحلية.

وبالموازاة، أعلن جهاز الأمن الأوكراني الثلاثاء أنه يحقق في هجوم أدّى إلى أعطال واسعة النطاق في شبكتَي الاتصالات والانترنت لأكبر شركة اتصالات خلوية في أوكرانيا "كييف ستار" موجها أصابع الاتهام الى روسيا.

وينوي زيلينسكي أن يؤكد مجددا لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أن مساعدة الولايات المتحدة أساسية لوقف بوتين وسيجري بعد ذلك محادثات مع رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون في لقاء يعتبر غاية في الأهمية.

وكان سلفه أقيل قبل أسابيع قليلة من جانب نواب موالين لترامب ومعارضين لمساعدة إضافية تمنح لكييف، بعدما اتهم بين أمور أخرى بإبرام "اتفاق سري" مع الديموقراطيين حول أوكرانيا.

وأمام الكونغرس نظريا حتى الجمعة موعد بدء العطلة البرلمانية، للتوصل إلى اتفاق حول هذه الأموال الإضافية. وسبق للبيت الأبيض أن حذر من أنه سيكون "من دون مال" بحلول نهاية السنة في حال لم يتخذ أي إجراء.

وتخشى أوكرانيا أن يؤثر تعطل طويل الأمد في الولايات المتحدة على المساعدة العسكرية الأوروبية لكييف إذ ان الاتحاد الأوروبي يناقش هو أيضا مستقبل هذه المساعدة.

وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء حزمة جديدة من العقوبات تستهدف أكثر من 250 فردًا وكيانًا يُشتبه في قيامهم بتزويد أو تمويل صناعة الدفاع الروسية في حربها ضدّ أوكرانيا والالتفاف على العقوبات المعمول بها ضد روسيا منذ بدء غزوها لأوكرانيا.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في بيان "حوّل الكرملين روسيا تدريجا إلى اقتصاد حرب، لكن آلة حرب بوتين لا يمكنها أن تستمر مع الإنتاج المحلي وحده".

وأضافت "تستمر عقوباتنا في تشديد القبضة على الموردين والدول التي تزود روسيا السلع التي تحتاج إليها بشدة لتطوير مجمعها الصناعي العسكري وصيانته".

وفي بيان منفصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء أنها ستفرض عقوبات تستهدف 100 فرد وكيان وتضم القائمة أفرادًا وشركات بتهمة تزويد شركات روسية بمكونات الكترونية ذات أولوية، مثل الدوائر الالكترونية المتكاملة.

وفرضت واشنطن عقوبات على أشخاص وكيانات مقرها في الصين وروسيا وهونغ كونغ وباكستان تشارك "في تصنيع وتوريد أسلحة وتقنيات صينية" وفقًا لوزارة الخزانة. وذكر اسم المواطن الصيني هو شياو شون وشركته الدفاعية "جارفيس اتش كاي" وشبكة شركائه.

وتشمل العقوبات تجميد أصول قد تكون عائدة إلى الأشخاص والشركات المستهدفة في الولايات المتحدة، فضلاً عن منع أي شخص أو شركة أميركية من التعامل مع المستهدفين بالعقوبات تحت طائلة استهدافهم بدورهم.