دور الكلمة في ظل الأزمات في 'الناشر الأسبوعي'

المجلة تنشر استطلاعاً مع كتّاب وناشرين عرب تناولوا فيه دور الكلمة المنشورة وسط محاولات تغييبها في زمن الأزمات، مؤكدين تعاظُم أهميتها مع تزايد تحديات صناعة النشر.

نشرت مجلة "الناشر الأسبوعي" استطلاعاً مع كتّاب وناشرين عرب بعنوان "الكلمة في زمن الأزمات.. صوت الحق والحقيقة"، تناولوا فيه دور الكلمة المنشورة وسط محاولات تغييبها في زمن الأزمات، مؤكدين تعاظُم أهميتها مع تزايد تحديات صناعة النشر، وفي ظل محاولات لإسكات صوت الكلمة وصوت الحقيقة.

وكتب الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس التحرير، أحمد بن ركاض العامري، افتتاحية العدد الجديد بعنوان "أرض الفلاسفة تحتفي بالشارقة" تناول فيها الاحتفاء اليوناني بالشارقة ضيف شرف معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024. وجاء في كلمته "تتواصل إنجازات مشروع الشارقة الثقافي التنويري الذي يقوده ويرعاه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، منذ خمسة عقود، وفي الوقت نفسه تواصل عواصم الثقافة في العالم الاحتفاء بالشارقة عاصمة الثقافتين العربية والإسلامية والعاصمة العالمية للكتاب"، واصفاً الشارقة بأنها "عاصمة الجسور الثقافية المبنية بالمحبة والقيم السامية والرؤية الاستراتيجية، وقبل ذلك بالنوايا الصادقة في تعزيز التعارف والتفاهم والتآخي بين الثقافات الإنسانية، وفق قاعدة التكافؤ، إذ تستند رؤية الحاكم الحكيم على إرث عربي إسلامي كبير، وعلى مبادرات تفتح الجسور والعقول والقلوب".

واستعرض مناسبات تكريم الشارقة في عواصم ثقافية كبيرة في العالم، قائلاً إن "هذه الخريطة الاحتفائية بالشارقة، إمارة الحكمة والكتاب، تؤكد نجاح الرهان على الثقافة بوصفها تعارفاً وتعاوناً وتشاركاً وتفاهماً وبناءً وتنويراً. كما تؤكد أن الثقافة هي عروة وثقى بين الشعوب على هذا الكوكب".

وأضاف أحمد العامري "بدأ الاستعداد لاحتفاء اليونان بالشارقة ضيف شرف معرض سالونيك الدولي للكتاب، خلال دورته الـ 20 التي تقام في الفترة من 16 حتى 19 مايو/ أيار من العام المقبل. وفي جعبة الشارقة قائمة من الفعاليات بمشاركة أدباء وباحثين وفرق شعبية، لنقل صورة حيوية عن الثقافة العربية في الإمارات وفي عموم الوطن العربي، والتأكيد على عمق الإرث المشترك بين العرب واليونانيين، وأثر التبادل الثقافي القديم والمتجدد بين الأُمّتين العريقتين".

وتضمن العدد 62 من مجلة "الناشر الأسبوعي" التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، موضوعات تتعلق بشؤون الكتابة والنشر والقراءة، من بينها حوار مع الناشر المغربي عبد الغفار سويريجي عن صداقته مع الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو عاشق مدينة مراكش. كما نشرت المجلة حواراً مع الروائية الكاميرونية دجايلي أمادو أمال، التي باعت مجوهراتها لتتمكّن من تمويل مشروعها الأدبي. واشتمل العدد على مقالات ودراسات ومراجعات للكتب وزوايا لنخبة من الأدباء.

وجاءت زاوية مدير تحرير "الناشر الأسبوعي"، الشاعر علي العامري بعنوان "مفترق طرق" تحدث فيها عن عتبة جديدة لوعي عالمي جديد، مشيراً إلى مراجعات فكرية قام بها عدد من الفلاسفة والمفكرين، من بينهم جورجيو رومانو شيوته، الذي ذكر في مقالته "نهاية الغرب" أنّ الغرب لم يعد قادراً على تقديم نفسه "قدوة أخلاقية" في العالم.

وأضاف علي العامري في زاويته أن "العالم اليوم صار يرى بوضوح، وقد عبّر كثير من الغربيين عن ذلك، بقولهم إنهم كانوا ضحايا غسل الأدمغة، وضحايا شعارات سقط القناع عنها دفعة واحدة، وضحايا خداع فكري، وضحايا تضليل إعلامي، وضحايا تزوير تاريخي"، متسائلاً "هل نحن الآن على عتبة صحوة وعي جديد؟ وهل كان على العالم أن يمرّ بامتحان الضمير، حتى تعلو الأصوات، وتعلو النداءات، وتعلو الاحتجاجات في مدن العالم، مطالبة بوقف القتل، ووقف ازدواجية النظر إلى حقوق الشعوب، وخصوصاً الفلسطيني الذي تزداد مأساته حدّة في غزة (هيروشيما العصر)، وغيرها من المناطق".

وتابع "يبدو أن العالم يقف الآن على مفترق طرق فكري جديد، بعدما صار الغرب غربيْن، وبانت الفوارق عندما انكشف المستور، وانكشف الادعاء الصارخ، وانكشفت عنصرية تتخذ التمويه رداء لها".