رئيس الإمارات يبحث في فرنسا أمن الطاقة وتعزيز الشراكات

قصر الإليزيه يوضح أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لباريس تندرج في اطار مواصلة تعميق الشراكة الإستراتيجية التي تجمع البلدين لا سيما في ما يتعلق بالأمن والدفاع وطاقات وتقنيات المستقبل.

دبي - يزور الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فرنسا الأسبوع المقبل لبحث تعزيز العلاقات الثنائية، في أول زيارة رسمية خارجية له منذ أن تولّى منصبه في مايو/ايار الماضي خلفا لأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وقالت وكالة الأنباء الحكومية الإماراتية إنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيستقبل نظيره الإماراتي في قصر الاليزيه في باريس يوم الاثنين، موضحة أنّ الهدف من الزيارة هو بحث "آفاق التعاون والعمل المشترك في مختلف الجوانب خاصة في مجالات طاقة المستقبل وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء".

كما سيناقش الجانبان "مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة"، وفقا للوكالة.

وبحسب بيان صادر عن قصر الاليزيه، سيعقب الاجتماع بين الرئيسين مأدبة عشاء رسمية في حديقة قصر فرساي.

وقال الإليزيه "بالنسبة لرئيسي الدولتين، فإن الأمر يتعلق بمواصلة تعميق الشراكة الإستراتيجية التي تجمع البلدين، لا سيما في ما يتعلق بالأمن والدفاع وطاقات وتقنيات المستقبل".

وأضاف أن الهدف أيضا "تعزيز العلاقات الثنائية الوطيدة بالفعل"، لا سيما في مجال الاستثمار والثقافة وبحث سبل "الاستجابة لأزمة الطاقة العالمية" و"الجهود المشتركة" من أجل "الاستقرار والأمن الإقليميين".

وكان الرئيس الإماراتي قال الأربعاء في أول خطاب متلفز منذ توليه منصبه، إنّ الدولة الخليجية باقية كمزود "موثوق" للطاقة، فيما تواجه الأسواق ارتفاعا في الأسعار وتقلبات.

وجاء خطاب الشيخ محمد قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية هذا الأسبوع، سيحضّ خلالها قادة الخليج على ضخ المزيد من الخام في مواجهة الأسعار المرتفعة.

والشهر الماضي، قالت باريس إنها تجري "محادثات" مع الإمارات لإيجاد بدائل عن النفط الروسي الذي فُرض عليه حظر أوروبي. لكن الإمارات أكّدت في وقت لاحق أنّ إنتاجها النفطي قريب من الحد الأقصى المخصص لها ضمن مجموعة "اوبك بلاس" مع روسيا، مجددة التزامها بهذا الاتفاق.

وتتعرّض الدول الأعضاء في منظمة أوبك وتحالف 'اوبك بلاس' مع موسكو، حاليا لضغوط من القوى الغربية لزيادة إنتاجها لتهدئة الأسعار المرتفعة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط. ويؤكد تحالف "اوبك بلاس"، الكارتل المكون من 23 عضوا بقيادة الرياض وموسكو، رغبته في إرضاء روسيا والحفاظ على تماسك المجموعة.

وتسود مخاوف في أوروبا عموما من قطع روسيا لإمدادات الغاز وقد بدأت بالفعل في تقليص الكميات التي كانت تضخها لعدد من الدول الأوروبية. وعبر مسؤولون ألمان عن مخاوفهم من أن تلجأ موسكو لوقف الضخ عبر خط نوردستريم 1 بذريعة الصيانة الدورية التي تتم عادة في أغسطس/اب.

ودخلت دول أوروبية في سباق ضدّ الساعة لتأمين بدائل للنفط والغاز من روسيا، لكن هذا الأمر يحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل مع انعدام بنية نفطية أو غازية تحتية بين أوروبا ومصادر الطاقة من دول مثل نيجيريا أو إسرائيل أو الجزائر أو قطر.

وحتى أكبر الدول المنتجة للنفط والغاز أكدت مرارا أنه حتى مع ضخ المزيد من الانتاج فإنها لن تكون قادرة على سدّ الفجرة في الإمدادات من روسيا.  

وتقيم الإمارات علاقات سياسية واقتصادية وطيدة مع فرنسا وكانت وقّعت عقدا بقيمة 14 مليار يورو لشراء 80 مقاتلة رافال خلال زيارة ماكرون إلى الدولة الخليجية الثرية في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

وخلال هذه الزيارة، تم تمديد اتفاقية متحف اللوفر أبوظبي التي دشنها الرئيس الفرنسي في عام 2017، لمدة عشر سنوات حتى عام 2047.