روابط وثيقة بين الجماعة الإسلامية في لبنان وحركة حماس

باحث يؤكد أن الجماعة الإسلامية في لبنان تعمل كامتداد لحماس، مؤكدا أن الحركة السنية ليست تنظيما تابعا لحزب الله الشيعي.

بين تنظيم الجماعة الإسلامية في لبنان الذي قُتل سبعة مسعفين في مركز تابع له في غارة إسرائيلية ليل الثلاثاء الأربعاء وحركة المقاومة الإسلامية حماس علاقة وثيقة تنعكس تعاونًا في القتال في الجنوب اللبناني منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وقال رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان علي أبوياسين اليوم الأربعاء "كل القوى التي تعمل في الجنوب اللبناني تنسق بين بعضها" البعض.

ومنذ بدء التصعيد قبل حوالي ستة أشهر أعلنت الجماعة الإسلامية مسؤوليتها عن عدة هجمات شنت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل تشمل عمليات مشتركة مع حماس، وفق قيادي في الجماعة طلب عدم الكشف عن هويته أكد أن "الجماعة تنسق ميدانيًا مع حماس وحزب الله في جنوب لبنان".

ويسجل قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الاسرائيلية بين حزب الله اللبناني، حليف حماس، والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وتشنّ إسرائيل منذ أسابيع غارات جوّية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانيّة تستهدف مواقع لحزب الله، ما يزيد المخاوف من اندلاع حرب مفتوحة.

وفي العاشر من مارس/آذار، أعلنت الجماعة الإسلامية مقتل ثلاثة من عناصرها في هجوم ضدّ إسرائيل في جنوب لبنان.

وفي الرابع والعشرين من الشهر الجاري نجا القيادي في الجماعة الإسلامية محمد عساف من غارة استهدفت بلدة الصويري في غرب لبنان، وفق مصدر أمني.

وفي الثاني من يناير/كانون الثاني قضى اثنان من أعضائها مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري في ضربة إسرائيلية استهدف شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأدانت الجماعة الإسلامية في بيان اليوم الأربعاء "العدوان الإسرائيلي الجبان والغادر الذي استهدف مجموعة من المسعفين" والذي أسفر عن مقتل سبعة منهم في مركز إسعافي في بلدة الهبّارية بجنوب لبنان تديره جمعية الإسعاف اللبنانية التابعة لها. وللعديد من الأحزاب والفصائل في لبنان جمعيات صحية وإسعافية تابعة لها.

 

"كل القوى التي تعمل في الجنوب اللبناني تنسق بين بعضها".

بدوره أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات مقاتلة تابعة له "قصفت مجمعًا عسكريًا" في الهبارية، مضيفًا "تم القضاء في المجمع على قيادي إرهابي كبير ينتمي إلى تنظيم الجماعة الإسلامية ونفذ هجمات ضد الأراضي الإسرائيلية وكذلك إرهابيين آخرين كانوا معه".

وأوضح الباحث في مركز مالكوم كي ر- كارنيغي للشرق الأوسط مهند الحاج علي أن "الجماعة الإسلامية في لبنان تعمل كامتداد لحماس" وأضاف "التنظيمان تجمعهما علاقة عضوية". وأكّد أن هذه الحركة السنية "ليست تنظيمًا تابعًا" لحزب الله الشيعي.

وشهدت العلاقات بين الجماعة الإسلامية وحزب الله توترات سابقا، خصوصًا بعد اندلاع الحرب السورية في العام 2011 بسبب تدهور علاقة حماس بالنظام السوري.

وقال أبوياسين "كنّا نتباين ولا زلنا في ما يخص دخول حزب الله في الحرب إلى جانب النظام السوري".

غير أن علاقتها بحزب الله عادت لتتحسّن خصوصًا منذ انتخاب قيادة جديدة لها في أيلول/سبتمبر 2022 مقرّبة أكثر بعد من حماس على رأسها الأمين العام الشيخ محمد طقوش، بحسب الحاج علي.

وقال القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه "أصبحنا اليوم في الخندق نفسه على صعيد الملف الفلسطيني".

وعلى المستوى السياسي، لا تتمتع الجماعة الإسلامية بثقل كبير حيث يمثلها نائب واحد فقط في البرلمان اللبناني هو عماد الحوت، لكنها حاضرة في المناطق السنية منها قرى حدودية في منطقة العرقوب بينها الهبّارية، على ما أشار الحاج علي. ويضمّ جناحها العسكري المعروف باسم "قوات الفجر" نحو 500 عنصر، بحسب تقديرات الباحث.

وتأسست الجماعة الإسلامية في لبنان في مطلع الستينيات وتنتمي إلى مدرسة الإخوان المسلمين وحسن البنّا الفكرية.

وأشار القيادي إلى أن الجماعة لم تشارك في الحرب الأهلية اللبنانية التي امتدّت من العام 1975 حتى 1990، لكنها أسست ذراعها العسكرية "قوات الفجر" في العام 1982 لمحاربة اجتياح إسرائيل للبنان ومن ثم احتلالها للجنوب.