روسيا تؤكد على متانة العلاقات مع السعودية قبل اجتماع أوبك+

المتحدث باسم الكرملين يرد على أنباء حول خلافات بين موسكو والرياض داخل أوبك+ بالقول إن العلاقات بين روسيا والمملكة "بناءة وقائمة على التفاهم المتبادل والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة وعملية للغاية".
أوبك+ قد يتحرك إذا ظلت الأسعار دون 80 دولارا في النصف الثاني من العام
مصادر من أوبك+ تستبعد تخفيضات الإمدادات في اجتماع الأحد

موسكو/لندن - نفت موسكو اليوم الخميس قبل اجتماع مقرر يوم الأحد القادم لتحالف أوبك بلاس الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية و10 منتجين من خارجها بقيادة روسيا، صحة ما تردد من أنباء عن وجود خلافات مع المملكة حول سياسة الكارتل النفطي.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ردا على سؤال عن العلاقات مع السعودية إنها "بناءة وقائمة على التفاهم المتبادل والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة وعملية للغاية".

وفي مارس/آذار 2020، تخلى التحالف عن حصص الإنتاج تماما مما أدى إلى اندلاع حرب أسعار سعودية روسية في بداية جائحة كوفيد 19 لتنخفض على إثر ذلك أسعار النفط 25 بالمئة.

وسرعان ما عاود فرض الحصص والإعلان عن أكبر خفض للإنتاج حتى الآن بنحو 10 ملايين برميل يوميا والذي اتفق عليه الأعضاء عليه في أبريل نيسان 2020.

وللتحالف النفطي أهداف جيوسياسية في خضم التوترات القائمة بين كل من موسكو وواشنطن من جهة وفتور في العلاقات بين الإدارة الأميركية ودول خليجية منتجة للنفط تتقدمها الرياض.

وتقول مصادر إن الولايات المتحدة التي فشلت في إقناع السعودية ودول أوبك برفع إنتاج النفط في وقت كان يواجه فيه الرئيس الأميركي جو باين ارتفاعا في أسعار الوقود في بلاده وارتفاعا في معدل التضخم، دفعت لتفكيك أوبك+ وإحداث فرقة بين الرياض وموسكو.

وتحذر تقارير اقتصادية من أزمة في إمدادات الطاقة على ضوء الحرب الروسية في أوكرانيا والعقوبات الغربية على قطاع الطاقة الروسي.

وفاجأ تكتل أوبك+ الأسواق في الثاني من أبريل/نيسان بتنفيذ عمليات خفض إضافية للإنتاج مما أسفر عن رفع أسعار النفط. وروسيا هي ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم بعد السعودية.

واستبعدت أربعة مصادر في أوبك+ أن يزيد أعضاء الكارتل النفطي تخفيضات الإمدادات في اجتماعهم الوزاري يوم الأحد المقبل رغم انخفاض أسعار النفط صوب 70 دولارا للبرميل.

وتضخ أوبك+ قرابة 40 بالمئة من الإنتاج العالمي من النفط وتزود سوق صادرات الخام بنحو 60 بالمئة من احتياجاتها، مما يعني أن لقراراتها تأثيرا كبيرا على الأسعار.

ومع تراجع التوقعات الاقتصادية، تعهد عدد من أعضاء أوبك+ في أبريل/نيسان بتخفيضات طوعية اعتبارا من مايو/أيار حتى نهاية العام.

وجاء هذا بعد اتفاق في أوائل أكتوبر/تشرين الأول على خفض قدره مليوني برميل يوميا من مستويات الإنتاج المستهدفة مقارنة مع مستوى أساس للإنتاج في أغسطس/آب 2022. وبهذا يرتفع إجمالي تخفيضات الإنتاج إلى 3.66 مليون برميل يوميا أو نحو أربعة بالمئة من الاستهلاك العالمي.

وتجاوزت تخفيضات المجموعة أهدافها في الآونة الأخيرة، فيما يرجع أساسا إلى قدرة الإنتاج المحدودة لدى نيجيريا وأنغولا المنتجتين للنفط في غرب إفريقيا.

أوبك تتوقع أن يصل نمو الطلب على النفط إلى 2.33 مليون برميل يوميا هذا العام مع نمو الإمدادات من خارجها بنحو 1.4 مليون برميل يوميا

وأظهر مسح لرويترز أن البلدين لم يحققا أهدافهما الإنتاجية مجتمعة بفارق 600 ألف برميل يوميا في مايو/أيار في حين تسبب توقف الإنتاج في إقليم كردستان بشمال العراق في تراجع إنتاج البلاد 220 ألف برميل يوميا عن المستوى المستهدف الشهر الماضي.

ورفع الإعلان المفاجئ عن تخفيضات الإنتاج في أبريل/نيسان أسعار خام برنت القياسي تسعة دولارات للبرميل ليتجاوز 87 دولارا على مدى الأيام التي تلت ذلك، لكن الخام خسر تلك المكاسب منذ ذلك الحين وتراجع سعره إلى أقل من دون 73 دولارا تحت وطأة مخاوف تتعلق بالنمو الاقتصادي العالمي وتأثيره على الطلب على الوقود.

وفي الأسبوع الماضي قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إنه سيبقي البائعين على المكشوف "متألمين" ودعاهم إلى "الحذر"، مما أثار تكهنات بأنه يحذر من تخفيضات إضافية للإمدادات.

لكن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قال في وقت لاحق إنه لا يتوقع أي خطوات جديدة من تحالف أوبك+ في فيينا، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام روسية.

وقال مصدر في أوبك+ "في هذا الوقت بالتحديد، لا تغيير فيما يخص الاجتماع لكن كالعادة ووفقا لمزاج البعض، فإن كل شيء قد يتغير". وكررت ثلاثة مصادر أخرى هذا الكلام وطلبوا جميعا عدم نشر أسمائهم. وقال مصدران آخران إنه من السابق للأوان التأكد مما قد ينتهي إليه الاجتماع.

وبخلاف القرار غير المتوقع في أبريل/نيسان، فاجأ التحالف الأسواق عدة مرات في السنوات القليلة الماضية.

وقال بنك 'إتش.إس.بي.سي' في مذكرة أمس الأربعاء إنه لا يتوقع أن يغير تحالف أوبك+ سياسته، لكن التحالف قد يخفض الإنتاج لاحقا إذا لم تشهد السوق عجزا متوقعا في النصف الثاني من العام وظلت الأسعار دون 80 دولارا للبرميل.

وأضاف "نعتقد أن حزمة التخفيضات الحالية بالإضافة إلى الطلب القوي على النفط الذي نتوقعه من الصين والغرب اعتبارا من الصيف فصاعدا سيحدثان عجزا في السوق في النصف الثاني من عام 2023".

وقالت أوبك إنها تتوقع أن يصل نمو الطلب على النفط إلى 2.33 مليون برميل يوميا هذا العام مع نمو الإمدادات من خارج أوبك 1.4 مليون برميل يوميا.

ولم يتوقع بنك غولدمان ساكس أي تغيير في سياسة أوبك+ الأسبوع المقبل، لكنه توقع أن التحالف قد "يستخدم بعض التصريحات المتشددة للرد على الانتقادات بقدر ما". وقال البنك أيضا إن تحالف أوبك+ قد يتحرك لاحقا إذا ظلت الأسعار دون 80 دولارا في النصف الثاني من العام.