زار إبراهيمي: السينما أكثر فن يعبر بعمق عما نعيشه

الممثلة والمخرجة الإيرانية تتواجد في المغرب حاليا على هامش مشاركتها كعضو في لجنة تحكيم أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

مراكش (المغرب) - تعتبر السينما بالنسبة للممثلة والمخرجة الإيرانية زار (زهرا) أمير إبراهيمي "أفضل طريقة لإيصال صوت المعاناة والظلم، أكثر من أي فن آخر"، وفق قولها.

وأضافت زار في مقابلة مع رويترز على هامش مشاركتها في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش "السينما أكثر فن بالنسبة لي يعبر بعمق عما نعيشه، ربما أستطيع أن أعبر بالفن التشكيلي أيضا، لكن السينما أكثر قربا من الناس، ومن ثقافتهم وتفكيرهم".

ونالت زار جائزة أفضل ممثلة بمهرجان كان السينمائي عام 2022 عن فيلم "العنكبوت المقدس" للمخرج علي عباسي الذي يروي قصة حقيقية تعود إلى سبعينيات القرن الماضي عندما قُتل عدد من النساء في مدينة مشهد الإيرانية على يد رجل اعتبر القضاء عليهن مهمة مقدسة ترمي إلى تطهير المدينة من الفاسقات.

واعتبرت تتويجها في المهرجان الفرنسي المرموق "إعادة اعتبار لي، ورسالة غيرت أشياء كثيرة في مسيرتي الفنية، وقربتني أكثر من الشعب الإيراني رغم سعي جهات أخرى لإسكات صوتي".

ولفتت إلى أنها صنعت من معاناتها عنوانا للعطاء والفن "إذا كنت أعاني يجب ألا يكون ذلك مجانا، يجب أن أصنع شيئا من هذه المعاناة".

وزهراء أمير إبراهيمي من مواليد 1981 درست المسرح في طهران، وبدأت حياتها المهنية في صنع الأفلام قصيرة، حيث قدمت أول فيلم لها عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، أصبح صيتها ذائعًا جدًا بعد فترة وجيزة من عملها الأول في التلفزيون الإيراني العام. وكانت معروفة جيدًا في إيران بعد أدائها الشهير في المسلسل الإيراني نرجس.

وتعد زهراء أيضًا مصورة محترفة، حيث يركز عملها على الموضوعات والقضايا الاجتماعية. تعيش الآن خارج بلدها بسبب العديد من المشاكل التي واجهتها في إيران.

ففي عام 2008 غادرت زار إيران نحو فرنسا مكرهة بسبب فضيحة جنسية لاحقتها وقادتها إلى التحقيق وشطب كل أعمالها الفنية وهو ما تتذكره قائلة "لم أرد أن أغادر إيران، أجبرت على ذلك بالقوة"، مضيفة "في لحظة قلت ربما أفقد حياتي في الدفاع عن مواقف في بلدي أو بالأحرى نظام لا يفهمني".

وعن خوضها مؤخرا مجال الإنتاج السينمائي قالت إنها دائما ما تتساءل "هل يمكنني أن أستعمل صوتي لأتكلم عن مواضيع مسكوت عنها" قبل أن تجيب "لم لا؟".

وقالت إنها عندما تقرأ الدور وتجد "الأفكار أو الشخصية التي تهمني، أسعى إلى أن أجد النقاط المشتركة في هذه الشخصية مع شخصيتي الحقيقية، وهذا غالبا ما يحدث معي، وأحيانا أقترح على المخرج أن يغير أو يضيف شيئا، أحيانا يقبل بذلك، وأحيانا أخرى لا يغير شيء وهذا يغذي هذا التفاعل الذي أحبه في السينما".

وختمت بالقول إنها تعتبر نفسها محظوظة كونها كاتبة سيناريو وممثلة ومخرجة ومنتجة مؤخرا، قائلة "لا أفوت هذه الفرصة لأوصل أصوات الآخرين من خلال أعمالي، بالنسبة لي هذا نوع من المقاومة، وإن كنت لا أعتقد بأن السينما باب من أبواب النضال".

وأضافت "لكن بما أنها فن يصل إلى فئة عريضة من الناس، فلما لا نوصل الأصوات المقموعة".

واختيرت زار عضوا في لجنة تحكيم أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي انطلق في 24 نوفمبر/تشرين الثاني ويستمر حتى الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وأسندت إدارة المهرجان رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للممثلة والمنتجة الأميركية جيسيكا شاستين التي حصلت العام الماضي على جائزة أوسكار أفضل ممثلة.

ويرافق جيسيكا شاستين إلى جانب الإيرانية زار أمير إبراهيمي كل من الممثلة الفرنسية كامي كوتان، والممثل والمخرج الأسترالي جويل إدجيرتون، والمخرجة البريطانية جوانا هوك، والمخرجة الأميركية دي ريس، والمخرج السويدي المصري طارق صالح، والممثل السويدي ألكسندر سكارسجارد والكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني.

وانتظمت الدورة العشرون للمهرجان بمشاركة 75 فيلما تنتمي إلى 36 دولة، وتعرض هذه الأفلام ضمن أقسام متنوعة هي المسابقة الرسمية، والعروض الاحتفالية، والعروض الخاصة، والقارة الحادية عشرة، وبانوراما السينما المغربية، سينما الجمهور الناشئ، والأفلام التي سيتم تقديمها في إطار التكريمات.

ويعد مهرجان مراكش السينمائي الدولي من أهم المهرجانات السينمائية العالمية وأحد أهم المهرجانات في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك لوجود كبار السينمائيين الذين يحضرون ويكرمهم المهرجان، وأيضا لاهتمامه الكبير بالسينما الأوروبية والهندية والعربية والأميركية، وللعديد من الجوائز التي قُدمت له كأحسن مهرجان كجائزة فيليني وجائزة روبيرتو روسيليني.