زيارة سانشيز إلى المغرب تعطي دفعة قوية للشراكة بين البلدين

بيدرو سانشيز يتوقع أن تصل الاستثمارات الإسبانية في المغرب إلى 45 مليار أورو بحلول العام 2050، مشيدا بالجهود المغربية لعصرنة الاقتصاد.
الزيارة تؤكد الالتزام السياسي والاقتصادي والدبلوماسي بمزيد تعزيز العلاقات
زيارة سانشيز إلى الرباط تقيم الدليل على تمسك مدريد باعترافها الراسخ بمغربية الصحراء
تكريس للدينامية غير المسبوقة التي يعرفها التعاون بين الرباط ومدريد

الرباط - توقع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الذي اختتم زيارة عمل الأربعاء بيوم واحد للمغرب التقى خلالها برئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش ولاحقا استقبله العاهل المغربي الملك محمد السادس، أن تبلغ الاستثمارات الإسبانية في المملكة 45 مليار أورو بحلول العام 2050، في أحدث مؤشر على عزم البلدين على إعطاء دفعة قوية لشراكتهما الإستراتيجية. 

وأشاد سانشيز خلال مؤتمر صحفي في ختام زيارته إلى المملكة بالتطور الإيجابي للمبادلات التجارية بين البلدين الشريكين لافتا إلى أن "إسبانيا تعد شريكا مرجعيا للمغرب"، وفق موقع "تليكسبريس" المغربي.

وتوقع مزيد توطيد الشراكة الاقتصادية الثنائية، معتبرا أن "التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030، يشكل نموذجا ملموسا لجودة العلاقات المغربية - الإسبانية والعزم المشترك للدفع بخارطة الطريق الثنائية المعتمدة في العام 2022".

كما أشاد بالجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب من أجل عصرنة اقتصاده، لافتا إلى "إسهام المقاولات الإسبانية في هذه الجهود الرامية لتطوير الاقتصاد المغربي، لا سيما في مجالات النقل والطاقات المتجددة وتدبير الموارد المائية".

ووقعت عدة شركات إسبانية خلال الآونة الأخيرة عددا من الاتفاقيات لإنجاز مشاريع في مجالات مختلفة في المغرب آخرها مشروع توسعة مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، فيما فازت مجموعة من المقاولات الإسبانية بصفقات لتطوير البنية التحتية في المملكة.

ولعب اعتراف مدريد بمغربية الصحراء من خلال تأييد مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة، معتبرة أنه الحل الواقعي والوحيد للنزاع المفتعل، دورا مهما في المسار الجديد للعلاقات بين البلدين اللذين توّجا تعاونها بشراكة إستراتيجية.

وقال المحلل السياسي الشرقاوي الروداني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن "الزيارة التي أداها سانشيز إلى المغرب تكتسي أهمية بالغة سواء على المستوى السياسي أو الإستراتيجي".

وأضاف أن "الزيارة تؤكد الالتزام السياسي والاقتصادي الدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا بمزيد تعزيز العلاقات وفق رؤية إستراتيجية"، موضحا أنها "تأتي بعد نحو عام على الزيارة السابقة التي أداها سانشيز إلى الرباط وتوجت بالتوقيع على 19 اتفاقية في العديد من المجالات من بينها الأمن والاقتصاد والصحة والتعليم.

وتابع أن الزيارة تقيم الدليل على "تعبئة مكثفة للبلدين لتعزيز علاقاتهما الاستثنائية، في إطار ديناميكية تغذيها الرؤية الشمولية للعاهل المغربي الملك محمد السادس لبناء علاقات متوسطية على أسس متينة ودائمة ومنصفة".

وأشار إلى أن "الوضع الجيوسياسي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط يشهد تغيرات عميقة تتطلب تعاونا مستداما وشاملا"، لافتا إلى أهمية مبادرة الأطلسي التي أطلقها المغرب بهدف تسهيل ولوج دول الساحل الأفريقي إلى المحيط.

وأوضح أن "المساهمة في تنمية أفريقيا تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للبلدان الأوروبية المتأثرة بالتطورات في غرب إفريقيا والساحل"، معتبرا أن "تعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا أمر حاسم للاستجابة للتحديات الجيوسياسية المتوسطية والإفريقية، انطلاقا من الاقتناع بأن هذا التعاون متعدد الأبعاد قادر على المساهمة في تعزيز السلم والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط".

وشدد على أن "محور الرباط – مدريد سيلعب دورا إستراتيجيا أساسيا في التقارب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن يكون بمثابة نموذج مبتكر للتقارب بين الجنوب والشمال"، لافتا إلى أن هذا النموذج الفريد من التعاون "يتجلى بشكل ملموس على المستوى الأمني لا سيما مكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع والهجرة غير النظامية".

بدوره أكد الباحث والمتخصص في الشأن الإسباني عبدالحميد البجوقي أن زيارة رئيس الوزراء الإسباني إلى المملكة "تكرس الدينامية غير المسبوقة التي يعرفها التعاون بين الرباط ومدريد وتعزز شراكتهما الشاملة ومتعددة الأبعاد"، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.

ولفت إلى أن الرباط تحظى بالأولورية بالنسبة إلى مدريد وهو ما أكده وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس في العديد من المناسبات، مشيرا إلى أن المغرب شريك موثوق لإسبانيا في مجالات حيوية من بينها التعاون في المجال الأمني والهجرة غير النظامية والأمن الطاقي.

وأكد أن "هذه الزيارة تأتي لتجدد التأكيد على الموقف الإسباني الثابث بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء"، لافتا إلى أن هذا التأييد "عزز الدينامية الدولية الداعمة لعدالة القضية الوطنية والرامية إلى إنهاء النزاع المفتعل حول الإقليم المغربي".

وتابع أن "التنظيم المشترك لمونديل 2030 يشكل فرصة لتعزيز الاستثمارات الاسبانية بالمغرب، لاسيما في مجال البنيات التحتية، مما يعطي لعلاقات التعاون بين الرباط ومدريد بعدا أكبر وأساسا متينا لتطورها حاضرا ومستقبلا".