سباق مع النار لتطويق أكبر حريق يضرب تونس منذ ربع قرن

السلطات التونسية تعلن إخماد أكثر من 90 بالمئة من حرائق اندلعت بغابات جنوبي تونس العاصمة قرب احياء سكنية، في ما صنف كثاني اكبر حادث من نوعه منذ العام 1998.

تونس - أعلنت السلطات التونسية، الأربعاء إخماد أكثر من 90 بالمئة من حرائق اندلعت بغابات جنوبي تونس العاصمة، في ما صنف كثاني اكبر حادث من نوعه منذ نحو ربع قرن.
واندلع حريق بجبل بوقرنين في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس الثلاثاء، ونشبت النيران في مساحات واسعة من المنطقة الغابية التي تطل على أكبر ضواحي العاصمة تونس ومنها مدن الزهراء وحمام الأنف وبرج السدرية وبومهل.

وشهدت المناطق المتاخمة سحبا كبيرة من الدخان والرماد وهروب آلاف الحيوانات البرية نحو المناطق السكانية.

وقالت وزارة الدفاع، في بيان، إن "الجيش نفذ 40 طلعة جوية باستعمال مروحيتين وطائرة C130 لإخماد الحريق الذي اندلع بمنطقة برج السدرية".
وأضاف البيان: " بتضافر جهود الحماية المدنية (الدفاع المدني)، وأعوان الغابات، وعنصر قيادة ميداني عسكري، تمّ إخماد الحريق والسيطرة عليه بنسبة تفوق 90 بالمئة".
وتابع: "لا تزال مروحيات الجيش الوطني مستمرة في نشاطها للسيطرة على ما تبقى من جيوب الحريق".
والثلاثاء، اندلع ايضا حريق بحبل برج السدرية جنوبي العاصمة التونسية.

وبينما تواصل وسائل الدفاع البرية حماية التجمعات السكنية للضاحية الجنوبية للعاصمة تونس خوفاً من تسرب النيران إلى الأحياء الآهلة بالسكان، استأنفت قوات الدفاع المدني في تونس فجر الأربعاء، عمليات إطفاء حريق جبل بوقرنين باستعمال الطائرات.

أعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان، الأربعاء، "إرسال حوامتين كبيرتين تابعتين للقوات الجوية و20 شاحنة كبيرة للحماية المدنية لمساعدة في إخماد الحرائق المندلعة في غابات تونس".
وجبل بوقرنين الذي نشبت فيه النيران الثلاثاء هو جبل يقع في الشمال الشرقي التونسي قرب مدينة حمام الأنف، ويحوي محمية وطنية.

وسمع مساء الثلاثاء دوي انفجارات بالجبل، التي رجح المدير الجهوي للحماية المدنية ببن عروس العميد نجم الدين بالحاج محمد في تصريح لموزاييكأن تكون أسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية.

كما شهدت منطقة بوعرقوب من محافظة نابل، أيضا حرائق في جبل بجانب الطريق الرئيسة، التي تصل المنطقة بمركز المحافظة.

وتدخلت عناصر الحماية المدنية لإطفاء الحريق لكن النيران مازالت مشتعلة وبدأت تقترب بشكل تدريجي نحو أحياء بوعرقوب.

 سمّي بجبل بوقرنين نظرا لوجود قمتين في أعلاه يبلغ ارتفاع واحدة منهما 576 مترا، والأخرى 493 مترا.

وفي يونيو/ حزيران 1998 شهد الجبل واحدا من أخطر الحرائق التي عرفتها البلاد، إذ استغرق إخماد النيران العديد من الأيام، بينما أكد المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني معز تريعة،  أن الحريق الجديد يصنف الثاني من نوعه من حيث الخطورة وتوسع رقعة النيران.

وبحسب تريعة فإن الأولوية هي حماية المناطق الآهلة بالسكان والسهر على سلامة القاطنين في الأحياء المتاخمة للجبل الملتهب، مشيرا إلى تفعيل خطة الطوارئ في كل المنطقة للتدخل بحسب تطوّر الأحداث.

ولم تذكر السلطات التونسية أسباب اندلاع الحرائق التي حدثت وسط تصاعد الحرارة في البلاد التي فاقت 40 درجة مئوية.

وتزامن الحريق الضخم مع التحقيق مع رئيس حركة النهضة الاخوانية بتهم ارهابية، ما دفع بعض المراقبين لتوجيه اصابع الاتهام اليه.

 وسبّبت حرائق العام 2021 في إتلاف ألفَي هكتار من الغابات، الأمر الذي يستلزم سنوات لإعادة إنباتها.

وتمثّل الحرائق الصيفية الخطر الأكبر الذي يهدّد الغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية في تونس، لا سيّما أنّ التشخيص الذي تعدّه مصالح الغابات لم يكشف بعد الأسباب الحقيقية لاندلاع الحرائق التي تُقيَّد 90 في المائة منها ضدّ مجهول.