'سبّق الخير' كوميديا سينمائية تنتقل إلى الشاشة الصغيرة

صناع الفيلم يفاجئون التونسيين بتحويل العمل إلى سيتكوم سيعرض على التلفزيون خلال الموسم الرمضاني.

تونس - في خطوة لم تكن متوقعة فجر الممثل التونسي كريم الغربي مفاجأة تتعلق فيلم "سبّق الخير"، حيث كشف في تدوينة كتبها على حسابه بموقع إنستغرام "نحن بصدد تصوير عمل كوميدي سيعرض على قناة نسمة (خاصة)" خلال شهر رمضان، في إشارة إلى تحويل الفيلم إلى سلسلة كوميدية.

واعتبار البعض من رواد المواقع الاجتماعية أن هذا الخبر بمثابة مفاجأة حلوة ستكسر الرتابة المسيطرة على البرمجة الرمضانية المتوقعة والتي لا تَعِد بالكثير، نظرا لقلة الأعمال التي تم الإعلان عنها حتى الآن.

وأكد زين العابدين المستوري الخبر، قائلا عبر صفحته على فيسبوك "سيتكوم سبّق الخير في رمضان مباشرة بعد الآذان على قناة نسمة الجديدة.. سيتكوم عائلي مئة بالمئة" وهو شعار لا تنفك القناة تكرره.

ويحمل العمل الكوميدي التلفزيوني توقيع المخرج قيس شقير وسيناريو وحوار زين العابدين المستوري وأحمد الصيد، كما يضم أسماء النجوم الذين شاركوا في الفيلم ومنهم كمال التواتي ولطفي العبدلي وكريم الغربي ومجد بلغيث ورشا معاوية وسفيان الداهش ولبنى السديري ولطفي بندقة وريم عياد ورياض النهدي وعبدالحميد قياس وفاطمة بن سعيدان وفتحي العكاري وكوثر بلحاج وإكرام عزوز، بالإضافة إلى ظهور وجوه جديدة في السيتكوم.

ويحسب لصناع الفيلم جمعهم غير المسبوق لأقطاب الكوميديا في تونس الذين لم يجتمعوا في أعمال سينمائية سابقة وظلوا على مدى سنوات أشد المتنافسين على مستوى ما يقدمونه من أعمال مسرحية كوميدية، وذلك ليقدموا عملا سينمائيا كوميديا يسخر من الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في تونس ويسلط نحوها سهام نقده اللاذع.

وجمع العمل السينمائي الذي تتواصل عروضه في كامل المحافظات التونسية حتى الآن، كمال التواتي ولطفي العبدلي وكريم الغربي ورياض النهدي ولطفي بندقة وهم من الممثلين المعروفين بتخصصهم في "الفكاهة" والإضحاك في تونس.

ويبدو أن صانعو "سبّق الخير" الذين نجحوا في تقديم عمل جمع بين الكوميديا والنقد يسعون لاستثمار هذا النجاح في عمل تلفزيوني برمج بالتزامن مع حلول شهر رمضان وهو موعد سنوي يجمع العائلة التونسية أمام الشاشة الصغيرة.

وتميّزت أحداث الفيلم الذي جمع بين مواهب وقدرات على قدر عال من التنافس والتكامل بأسلوب الإضحاك وهو تقنية اختارها صناع العمل لرسم البسمة على وجوه الحاضرين وإخراجهم لبرهة من الزمن من عالمهم اليومي الروتيني والمليء بالأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وتتركز أحداث الفيلم حول "الباهي سبّق الخير" و"ياسر عاقل" (كريم الغربي ولطفي العبدلي) اللذين يلتقيان في السجن بسبب سوء حظهما، فتجمع بينهما علاقة صداقة تتطور حين يكتشفان عن طريق ساحر سجين معهما أنهما يتمتعان بقدرة "خارقة" تمكنهما من العثور على خارطة ستقودهما إلى كنز كبير سيجعلهما يتخلصان من براثن الفقر ومن سوء الطالع، إلا أنه أثناء بحثهما عن أجزاء الخارطة يتفطن رئيس الحكومة لأمرهما فيحاول الحصول على كنزهما لإنعاش خزينة الدولة وحتى لا تتم الإطاحة بحكومته.

وفي رحلة البحث عن الكنز تتواتر المشاهد في قالب كوميدي ساخر وينجح أبطال العمل في صنع الضحكة الصادقة بعيدا عن كل مظاهر الابتذال والتهريج.

ولم يسقط فيلم "سبّق الخير" في الابتذال والمشاهد والحوارات المقتبسة من مواقع التواصل الاجتماعي، بل حاول نقد الواقع التونسي بأسلوب ساخر وبسيط دون كليشيهات مبالغ فيها.

والطريف في هذا الفيلم أن صناعه لم يقدموا الشعب على أنه ضحية لصراع الطبقة السياسية، بل هو المسؤول عن جزء من الأوضاع التي آلت إليها البلاد منذ سنة 2011، فالشخصيتان "الباهي سبّق الخير" و"ياسر العاقل" هما صورة للمجتمع التونسي الباحث عن بلوغ الرفاه ورغد العيش دون تعب أو كلل ودون توفر أدنى مقومات ثقافة العمل، والأمر نفسه بالنسبة إلى الحكومة التي بدت، وفق أحداث الفيلم، متكاسلة ومتقاعسة في أداء واجباتها تجاه الشعب، إذ بدل البحث عن حلول جدية لإنقاذ البلاد، فهي تنتظر إيجاد الكنز لتحقيق مطالب المواطنين.

واستطاع العمل السينمائي منذ عرضه الأول شد مشاهديه بأجواء فكاهية نجحت في رسم الضحكة على وجوه الحضور لنحو الساعتين، كما نجح في تحطيم الأرقام القياسية في قائمة الأفلام المعروضة في شباك التذاكر.

ويتوقع أن ينجح العمل التلفزيوني أيضا في كسب قاعدة جماهيرية، وما يدعمه في ذلك هو افتقار التلفزيون التونسية للأعمال الكوميدية، حيث أن المنافسة لن تكون كبيرة، نظرا لقلة الأعمال المتوقع عرضها خلال الموسم الرمضاني والتي من بينها سيتكوم "كابتن ماجد" الذي سيعرض كذلك على قناة نسمة.

ويضم سيتكوم "كابتن ماجد" نخبة من النجوم منهم كمال التواتي وريم الزريبي وكوثر الباردي وأميمة المحرزي ويونس الفارحي.

ويعد كمال التواتي الذي يشارك أيضا في سيتكوم "سبّق الخير" من بين الممثلين الأكثر شعبية في تونس، حيث أدى دور أحد الأبطال الرئيسيين في السلسلة التلفزيونية الرمضانية الأكثر رواجا "شوفلي حل" والتي حجزت له مكانا في ذاكرة التونسيين.