سلطان عمان يبحث في أول زيارة لمصر علاقات اقتصادية أوسع

المباحثات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والسلطان هيثم شهدت تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، في إطار التنسيق والتشاور الدائمين بين الدولتين.
العديد من الوفود العُمانية زارت مصر خلال الآونة الأخيرة لاستكشاف الفرص الاستثمارية
القاهرة تسعى إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات الخليجية لتنفيس أزمتها الاقتصادية

القاهرة - أجرى سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد اليوم الأحد مباحثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة التي وصلها في وقت سابق في زيارة تستمر يومين هي الأولى له منذ توليه السلطة، فيما ينتظر أن تتوج بتوقيع جملة من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، في وقت تتطلّع فيه مصر إلى استقطاب الاستثمارات الخليجية بهدف تنفيس أزمتها الاقتصادية.

وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية في بيان على صفحته بفيسبوك إلى أن "المباحثات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والسلطان هيثم شهدت تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، في إطار التنسيق والتشاور الدائمين بين الدولتين وسعيهما لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين، لاسيما في ظل التهديدات الكبيرة التي تواجه المنطقة والعديد من الدول العربية، حيث تطابقت رؤى الجانبين حول ضرورة تكثيف الجهود لتسوية الأزمات القائمة، على النحو الذي يحمي المصالح العليا للشعوب العربية ويصون مقدراتها ومكتسباتها".

 

وتتصدّر جملة من الملفات زيارة السلطان هيثم إلى القاهرة ومن بينها زيادة التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين ومناقشة القضايا العربية في ظل تغير الخارطة السياسية الإقليمية، خاصة وأن المنطقة تعيش على وقع نجاح القمة التي استضافتها مدينة جدة السعودية الجمعة.

كما ينتظر أن تتطرق المباحثات بين السيسي والسلطان هيثم إلى تطورات الملف الليبي والأزمة اليمنية حيث تلعب مسقط دورا في دفع مفاوضات تثبيت الهدنة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين، فضلا عن العلاقات العربية مع إيران بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين طهران والسلطنة. 

وقال عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية إن "زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى القاهرة التي تأتي بعد أقل من عام من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطنة تؤكد على اهتمام الحكومة العمانية بمصر وما تشهده العلاقة من تطور"، وفق "اليوم السابع".

وأشار الدبلوماسي العماني إلى "أن السلطنة تكن لمصر التقدير والاحترام على المستويين الشعبى والرسمى"، مشيرا إلى "أهمية الزيارات المتبادلة بين البلدين للتنسيق فيما يتعلق بتطوير العلاقات بما يلبى تطلعات الشعبين".

وذكر بيان صادر عن ديوان البلاط السلطاني أن زيارة السلطان هيثم تأتي "امتدادا للعلاقات التاريخية التي تربط السلطنة ومصر، وتأكيدا على حرص قيادتي البلدين على توثيق تلك الروابط الراسخة بينهما".

وأوضح السفير العماني أن "البلدين وقعا على مذكرة تفاهم سياسية فيها من البنود التي تسمح بالتحرك في مساحات الحوار السياسي والتشاور بينهما" مشيرا إلى أن "سلطنة عُمان تؤمن بتعظيم مساحة الحوار بين الأطراف المتنازعة وهذا أيضًا ما تفعله مصر المشهود لها في القضايا العربية".

وأشار إلى أن الآونة الأخيرة شهدت العديد من الزيارات المتبادلة، كاشفا أن الكثير من الوفود العُمانية زارت مصر لاستكشاف  الفرص الاستثمارية وكان آخرها وفد من رجال الأعمال العُمانيين أعضاء غرفتى تجارة سُحار وعُمان حيث عقدوا لقاءات مع رجال أعمال مصريين بالتنسيق مع هيئة الاستثمار واطلعوا على الإمكانيات التي توفرها العاصمة الإدارية الجديدة.

وتابع أن كوكبة من رجال الأعمال المصريين قاموا مؤخرا بزيارات للسلطنة، مضيفا أن بعضهم بدأوا بالاستثمار في صناعة الأسمدة والبلاستيك الموجودة في المناطق الحرة، إضافة إلى القطاع السياحي، وفق المصدر نفسه.

ودعا المستثمرين المصريين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في عمان على غرار المناطق الاقتصادية والموانئ والتشريعات الجاذبة للاستثمار.

وتأتي زيارة سلطان عمان إلى مصر بينما تواجه الأخيرة أزمة مالية حادة وشحا في الدولار وتسعى إلى الخروج من ضائقتها المالية بمحاولة استقطاب المزيد من الاستثمارات الخليجية وتراهن على زيادة التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية مع مسقط للتخفيف من حدة الأزمة.

وبلغت قيمة التبادل التجاري بين سلطنة 1.1 مليار دولار خلال العام الماضي مسجلا زيادة بنحو 64.6 في المئة مقابل 650.8 مليون دولار خلال عام 2021، وفق إحصائيات جهاز الإحصاء المصري.