سلطان عُمان إلى طهران لتنشيط مسار المصالحات الإقليمية

السلطان هيثم يزور إيران بعد أيام قليلة من زيارة القاهرة، ما يشير إلى وساطة عمانية محتملة لإنهاء الخلاف بين الطرفين بينما يبقى ملف السلام في اليمن على رأس جدول المباحثات المقررة مع الرئيس الإيراني.

مسقط - يبدأ سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد الأحد زيارة إلى طهران تستمر يومين، وفق ما أعلن الديوان السلطاني الأربعاء، تأتي في خضم تقارب دبلوماسي تشهده المنطقة مؤخرا خصوصا بين إيران وجيرانها العرب وبعد اتفاق تاريخي بين طهران والرياض أنهى سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين القوتين الإقليميتين.

كما تأتي الزيارة بعد أيام قليلة من أخرى مماثلة قام بها سلطان عمان إلى مصر هي الأولى له منذ تتوليه السلطة خلفا للسلطان الراحل قابوس، فيما تقود سلطنة عمان وساطات في أكثر من ملف معتمدة على مبدأ الحياد الايجابي في الأزمات الإقليمية والدولية.

ويرجح أن يكون على جدول زيارة سلطان عمان لإيران استكشاف فرص تسوية الخلافات بين القاهرة وطهران، بينما ترددت أنباء سابقة عن مساع لإنهاء التوتر بين البلدين بدفع من الاتفاق الإيراني السعودي الذي نشط مسار مصالحات كانت إلى وقت قريب مستبعدة.

ومن المتوقع أيضا أن يكون الملف اليمني حاضرا بقوة خلال الزيارة حيث تقود مسقط وساطة بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة اليمنية لإحياء محادثات السلام، فيما كان وفد عماني وآخر سعودي قد اجريا في الفترة الماضية مباحثات مع مسؤولين حوثيين في صنعاء.

وأفاد الديوان السلطاني في بيان أوردته وكالة الأنباء العمانية أن السلطان هيثم سيقوم "بزيارة رسميّة إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لمدّة يومين ابتداء من يوم الأحد"، مؤكدا أن الزيارة تأتي "تعزيزا لروابط الصداقة بين سلطنة عُمان والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الصديقة، وتوطيدًا للعلاقات المُثمرة وحسن الجوار بينهما وتلبيةً للدّعوة الكريمة من فخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي".

وأضاف أن الزيارة سيتخللها بحث "مختلف التطورات على الساحتين الإقليميّة والدوليّة، وتعزيز كل ما من شأنه الارتقاء بأوجه التّعاون القائمة بين البلدين".

وتأتي زيارة السلطان هيثم بعد زهاء عام من زيارة قام بها رئيسي إلى مسقط، وتخللها توقيع اتفاقات تعاون.

وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان التي أبقت على تمثيلها الدبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، على رغم قيام دول في مجلس التعاون الخليجي بمراجعة علاقاتها مع إيران بعد الأزمة بين الرياض وطهران.

وتأتي زيارة السلطان لطهران بعد أسابيع من إبرام السعودية وإيران اتفاقا برعاية الصين في مارس/اذار، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وعززت طهران مؤخرا تواصلها مع عواصم خليجية شهدت العلاقة معها فتورا في الأعوام الماضية مثل أبوظبي والكويت.

كما تأتي في ظل تقارير عن تواصل بين طهران والقاهرة قد يفضي لرفع التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى سفير. وكان السلطان هيثم زار مصر الأحد حيث التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وسبق لسلطنة عمان أن أدت دورا وسيطا بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لعام 2015 بين طهران وست قوى دولية كبيرة.

وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران. وبدأت أطراف الاتفاق، بمشاركة غير مباشرة من واشنطن، مباحثات تهدف لإحيائه في أبريل/نيسان 2021، تعثرت اعتبارا من سبتمبر/أيلول الماضي. كذلك أدت مسقط أدوارا في تبادل سجناء بين الجمهورية الإسلامية ودول غربية.

لكن يرجح أن تركز زيارة السلطان هيثم لطهران على الملف اليمني وبحث كسر جمود المفاوضات وتسريع جهود التسوية وضمان استمرار الهدنة وأيضا فتح قنوات تواصل لتسوية الأزمة بين طهران والقاهرة.