سوق السمك ببورسعيد يستقطب زوار مصر

المدينة المصرية التاريخية تعتبر اسما ذائعا لدى المصريين في اختيار وجهاتهم السياحية من رحلات اليوم الواحد.

بورسعيد (مصر) - مبني زجاجي ضخم مقام على مساحة نحو 20 ألف متر مربع، تعلوه عبارة "سوق السمك"، لكنه أحد أشهر أسواق الأسماك في مصر، بملامح مختلفة لمدينة بورسعيد المصرية التاريخية.

يعج السوق بالزوار ويضم نحو 240 متجرا، ويعد أحد أهم مزارات مدينة بورسعيد الساحلية (شرق)، المطلة على البحر المتوسط وقبلة لسفن السياح القادمة إلى ميناء المدينة.

وتعتبر بورسعيد اسما ذائعا لدى المصريين في اختيار وجهاتهم السياحية من رحلات اليوم الواحد، وخاصة في الإجازة الأسبوعية.

برز سوق السمك بطرازه الجديد عام 2019، بحي العرب في بورسعيد، وفق بيانات رسمية، بديلا عن نسخته القديمة المتاخمة له، وبين جنباته رائحة منعشة للبحر، وأسماك طازجة تزين طاولاته الخشبية، تصل صباح كل يوم لاسيما من ميناء المدينة.

ويعد طائر البجع أحيانا أحد زوار المكان الشهي المزدحم بالزوار الذين لا يملون من التجول بين طاولات خشبية ممتلئة بالثلج وتحوي أنواعا مختلفة من السمك الطازج الذي يلمع وتتطاير رائحته المحملة بعبق البحر المتوسط.

ومثل زوار السوق، لا تمل عين البجع من البحث عن بائع يعطيها طعامها المفضل من طاولات السمك، وترفرف أجنحتها فرحا بين زحام زوار سوق السمك الذي يضم بخلاف محل بيع الأسماك أفران للطهي وأماكن انتظار مجانية.

وليست الأسماك الطازجة فقط من تنعش شهية زوار السوق، فهناك أيضا أسماك حية تسعى، كسمك الثعابين أو "الحنشان" أو ثعبان البحر، وهو يمضي بين أركان الطاولة يخطف أعين الزوار.

وبين طاولات السوق الضخم، تجد أنواع مختلفة من الأسماك البحرية والنيلية (نهر النيل)، منها الكابوريا، والسبيط (الحبار)، والثعابين، والمكرونة، والبوري والسيبيا والبربوني (سلطان إبراهيم) والدنيس، والغطيان (سمك موسى)، والقشريات مثل الجمبري (الروبيان).

طقوس الباعة، مصدر بهجة تتسرب لمن يزور السوق في بورسعيد، إذ يتغنون ويتراقصون ويرددون عبارات تسويقية، لإغراء الزوار بالإقبال والشراء من صنوف الأسماك الطازجة.

"البوري بـ100 جنيه (3.24 دولار أميركي) قرّب (اقترب) يا باشا (سيد)"، هكذا ينادي أحد الباعة، وآخر يرفع الجمبري لأعلى ويلوح به للزوار، وثالث يردد: "يا صلاة النبي، يلا جمبري"، وآخرون يتجمعون أمام طاولات السمك ويصفقون بطريقة مبهجة.

ووسط تلك الأجواء الكرنفالية التي تتكرر على مدار اليوم، لا يتوقف باعة آخرون عن تزيين طاولاتهم الخشبية بمختلف أنواع السمك الغارق بين حبات الثلج، كأنها عروس تتزين.

ويقول جودة العاصي تاجر سمك إن السوق به مختلف أنواع السمك، لافتا إلى أن الأسعار بالسوق أرخص من أسواق أخرى.

وتبلغ أسعار البلطي بـ70 جنيها (2.27 دولار أميركي) للكيلو، والبوري بـ100 جنيه، والغطيان (سمك موسى)، والحبار بين 200 و250 جنيها (6.47 و8.09 دولار أميركي).

ويشير العاصي إلى أن إقبالا كبيرا على السوق يكون يومي الجمعة والسبت، أو مع إقبال السياح، أو القادمين من المحافظات مع الإجازات، لافتا إلى أن "من يزور بورسعيد لا بد أن يأتي للسوق ليتناول السمك الطازج"، كأحد أبرز وجهات وطقوس زيارته.

ويقول محمود شافعي وهو أحد المسؤولين بالسوق إن السوق الحضاري نقلة نوعية بديلة للسوق القديم، ويشهد قدوم السياح في جولاتهم الحرة، ورحلات المصريين ليوم واحد، ومتوفر فيه كل شيء.

وأكدت رنا نادر زائرة أنها تأتي لبورسعيد من محافظة مجاورة، لتتنزه وتتناول وجبة السمك الطازج الذي تشتهر به المدينة.

وتضيف نادر بحماسة أن تجربة أكل السمك الطازج تستحق أن تأتي إليها، لما لها من مذاق جميل يعرفه محبو الأسماك.

وبخلاف الزوار المصريين، فهناك سياح من دول عديدة لا ينقطعون عن زيارة بورسعيد، على مدار العام.

واستقبل ميناء بورسعيد السياحي 8582 سائحا على متن 5 سفن في مايو/أيار 2023 وحده، وفق ما نقله إعلام محلي عن المكتب الإعلامي للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ومدينة بورسعيد، وفق الموقع الإلكتروني للمحافظة التي تحمل اسم المدينة ذاتها، تم إنشاؤها على يد والي مصر الخديوي سعيد، في 25 أبريل/نسيان سنة 1859.

تقع المدينة على رأس المدخل الشمالي لقناة السويس، وتعتبر "من أجمل وأغنى المحافظات المليئة بالثروة السمكية والأماكن السياحية وشوارعها المشهورة بالمعمار الأوروبي".

وتشتهر بورسعيد بالشواطئ ورحلات القوارب، ووفرة المنازل ذات الطراز الأوروبي التي يرجع تاريخها إلى القرن 19، وفنار المدينة الذي يعود تاريخه إلى 1869، بخلاف متحف، وقاعدة تمثال ديليسبس وكورنيش المحافظة الذي يعد أحد أبرز أماكن التصوير والتنزه، والمسجد العباسي أيقونة الآثار الإسلامية بالمحافظة ذاتها.

وتتمتع المحافظة بمحطات رئيسية لاستقبال الطيور المهاجرة، بجانب التزلج على جبال الملاحات ببور فؤاد، الذي يشبه مشاهد الثلوج والأجواء الشتوية الأوروبية.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي قال عادل الغضبان محافظ بورسعيد، في تصريحات أوردتها صحيفة "اليوم السابع" الخاصة، إن "إنتاج المحافظة من الأسماك بلغ أكثر من 1100 طن شهرياً كمعدل للعام الماضي".