شجار في البرلمان العراقي يؤجل جلسة انتخاب خليفة للحلبوسي

الجولة الأولى انتهت بفوز مرشح حزب "تقدم" شعلان الكريم على منافسيه لمنصب رئاسة مجلس النواب بـ152 صوتاً.

بغداد - أعلنت الدائرة الإعلامية في مجلس النواب العراقي بعد منتصف ليل السبت، رفع الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس جديد للبرلمان، من دون أي نتيجة بعد إجراء جولتين للتصويت إثر وجود خلافات بين الأطراف السياسية على شخصية الفائز في الجولة الأول شعلان الكريم فيما تتحدث مصادر عن مشاجرة بين النواب أدت إلى رفع الجلسة.

وحضر في الجولة الثانية للجلسة 232 نائباً، والتي استؤنفت بعد ساعات من الجولة الأولى وقد صوتّ المجلس على إضافة فقرة تعديلات ضمن النظام الداخلي للبرلمان المتمثلة بـ "إعادة هيئة رئاسة مجلس النواب كما كان سابقاً بدل الرئيس ونوابه"، بحيث تصبح الصلاحيات ملكاً للهيئة.
 وعبر هذه الفقرة استطاع النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي رفع الجلسة وتأجيلها إلى إشعار آخر.

وفي الجولة الأولى تقدم مرشح حزب "تقدم" شعلان الكريم، على منافسيه لمنصب رئاسة مجلس النواب العراقي. بـ152 صوتاً، وجاء خلفه النائب سالم العيساوي مرشح تحالف السيادة بـ97 صوتاً.

 وبحسب بيان أوردته الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، فإن مجلس النواب يعقد جلسة انتخاب رئيسه بحضور 260 نائبا. وأشار البيان إلى أن "عدد المرشحين لمنصب لنائب رئيس مجلس النواب، هم خمس نواب "محمود المشهداني، سالم العيساوي، شعلان الكريم، طلال الزوبعي، عبد الرحيم الشمري".

ومع بدء الجلسة، انسحب النائب رحيم الشمري من السباق. فيما أكد الشمري في بيان "احتفاظه بالحق القانوني بالترشح في الجولة الثانية إذا لم يتم حسم اختيار رئيس مجلس النواب في الجولة الأولى".
 وأظهرت مقاطع فيديو نشوب مشادات كلامية بين النواب تحت قبة البرلمان طوال ساعات إنعقاد الجلسة.

وأكدت مصادر برلمانية بحسب أحاديث جانبية لأعضاء مجلس النواب، فإنه لا يوجد اتفاق على اختيار شخصية محددة، إذ هناك انقسامات داخل الكتل السياسية والأحزاب في البرلمان العراقي لحسم اختيار رئيس جديد.
وأضافت المصادر أن الجلسة سادتها أجواء غير مستقرة ومشاجرات من قبل نواب في "الإطار التنسيقي" سعوا لمنع فوز مرشح حزب "تقدم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان المقال، محمد الحلبوسي، ما دفع رئاسة البرلمان الى رفع الجلسة.

وقالت النائبة عن القوى الكردية سروة عبد الواحد، على منصة "إكس" إن "بدعة تعديل النظام الداخلي وإلغاء صلاحيات رئيس المجلس في أثناء فقرة التصويت على اختيار الرئيس أدت إلى رفع الجلسة إلى إشعار آخر".

ومنذ إنهاء عضوية الحلبوسي في مجلس النواب، عقد المجلس جلسات عدة لانتخاب رئيساً جديداً له إلا أنه لم يتم طرح الموضوع في تلك الجلسات بسبب عدم اتفاق رؤساء الكتل السياسية على المرشح البديل.

ويضم البرلمان العراقي 329 نائبا وتملك أحزاب وتيارات شيعية معظمها مقربة من إيران الغالبية فيه، وتتقاسم السلطات الثلاث في العراق المتعدد الطوائف والاثنيات، بين مكونات مختلفة، حيث تعود رئاسة الجمهورية تقليدا إلى الأكراد، ورئاسة الوزراء إلى الشيعة، ورئاسة البرلمان إلى السنة.

ويدرك حزب تقدم أن انتخاب رئيس البرلمان ليس محسوماً وأعلن قبل الجلسة أن كل شيء وارد خلالها نظراً لعدم وجود اتفاق سياسي. وغالبا ما يتطلب انتخاب وتعيين رؤساء السلطات الأساسية في البلاد وقتا طويلا ومفاوضات شاقة قد تدوم أشهرا.

وكان النائب عن كتلة "تقدم" النيابية فهد الراشد قد أكد الجمعة، أن المرشح الوحيد من كتلته لشغل منصب رئيس مجلس النواب هو شعلان الكريم.  أما النائب سالم العيساوي فهو مرشح تحالف (السيادة)، ومحمود المشهداني مرشح تحالف (العزم). وأوضح الراشد أن "حزب تقدم أبلغ الإطار التنسيقي والكتل الكردية بشكل رسمي بأن مرشحه الوحيد هو النائب شعلان الكريم".