صبحي حديدي يتتبع 'سرديات طوفان' أكتوبر

الناقد والمترجم السوري يواصل اشتغاله على مشروعه النقدي والترجمة بدأب وجهد عميقين، مستغلا تحليل معطيات كانت جارية ساعة الكتابة، أو تضعها في سياق نُظُم دراسية مختلفة لا تبدأ من السياسة والتاريخ فقط، ولا تنتهي عند الأركيولوجيا والأنثروبولوجيا.

يواصل الناقد والمترجم السوري صبحي حديدي اشتغاله على مشروعه النقدي والترجمة بدأب وجهد عميقين، حيث رفد المكتبة العربية والعالمية بالعديد من منجزه الفكري والنقد، وشارك حديدي في تحكيم الجوائز العربية التالية: جائزة سلطان بن علي العويس (الإمارات)، جوائز قطان التشجيعية (فلسطين)، جائزة الأركانة للشعر (المغرب)، جائزة محمود درويش (فلسطين)، جائزة الرواية العربية (مصر) هذا إلى جانب مساهماته النقدية في كافة المحافل الأدبية والفكرية والترجمات عربيا ودوليا.

والناقد حديدي يقيم في باريس ـ فرنسا، ويكتب بصفة دورية في صحيفة "القدس العربي" - لندن، والشهرية الفرنسية Le Nouvel Afrique-Asie – باريس.

وضمن ما سبق ذكره صدر للناقد والمترجم والمعلق السياسي السوري صبحي حديدي حديثا عن "منشورات الدار الأهلية" في عمان، كتاب جديد حمل بعنوان "سرديات الطوفان: غزّة المعمدان وصهيون الإبادة"، جاء في زهاء 272 صفحة من القطع المتوسط، وصمم الغلاف الشاعر والفنان التشكيلي زهير أبو شايب.

تتوزع مقالات الكتاب على قسم أول يعود قليلًا إلى ما قبل "طوفان الأقصى"، لاعتبارات أُريد لها أن توفّر خلفية متعددة الميادين لما ستسفر عنه جرائم الحرب الإسرائيلية من باطن، أبعد في التاريخ من يوم 7 تشرين الأوّل/أكتوبر 2023.

ومقالات القسم الثاني تتناول سرديات ما بعد ذلك الطوفان، وتعيد التأكيد على مسارات المنحى المركزي ذاته في تحولات الصهيونية المعاصرة.

ويرى صبحي حديدي أن مقالات الكتاب لا تنأى عن وقائع السياسة ولا عن مفاعيل الثقافة، بل تدأب على الجمع بينهما، في اللغة والنطاق والمقاربة والموضوعات، وتسعى إلى تكريم ما ينطوي عليه المزيج من فضائل، غير غافلة عن مجازفة التشابك أيضًا. ويعتبر أنها تشتغل على تحليل معطيات كانت جارية ساعة الكتابة، أو تضعها في سياق نُظُم دراسية مختلفة لا تبدأ من السياسة والتاريخ فقط، ولا تنتهي عند الأركيولوجيا والأنثروبولوجيا.

ونذكر هنا، صبحي حديدي ناقد ومترجم ومعلّق سياسي من سورية، تخرّج من جامعة دمشق، وتابع دراساته في فرنسا وبريطانيا. نشر العديد من الدراسات النقدية والأبحاث، خاصة في نقد الشعر والرواية، والتعريف بنظرية الأدب والمدارس النقدية المعاصرة. من بين مؤلفاته الصادرة عن الدار الأهلية: "شعريات التعاقد العسير: ألق التجريب وأرق القراءة"؛ "زوال لا يزول: قراءة في شعريات باقية"؛ "إدوارد سعيد الناقد: آداب التابع وثقافات الإمبريالية"؛ "الرواية والتاريخ: وقائع الأرشيف ومجازات السرد"؛ "مصائر المخيّلة: بين قصيدة النثر والأقنوم الطروادي". كما صدر أيضا محمود درويش والملحمية الغنائية: 1992 ـ 2003"؛ إدوارد سعيد: النظرية النقدية وصورة الآخر"؛ قصيدة النثر العربية: تجارب التسعينيات"؛ "أرب الأدب: في سياسة المعنى ورسالة النصّ"؛ "شعريات التعاقد العسير: ألق التجربة وأرق القراءة". هذا إلى ترجماته العديدة في الفكر والأدب.