صوتك يدق جرسا غير مسموع للتنبيه من مشاكل القلب

علماء يطورون خوارزمية ترتبط بالذكاء الصناعي يمكنها التقاط اختلافات خفية للغاية في الكلام بحيث يتعذر على البشر سماعها بالأذن العادية تحدث قبل التعرض للجلطات.

واشنطن – لا يكف الذكاء الاصطناعي عن التوسع بشكل مطرد في كافة مجالات الحياة عامة وفي الطب خاصة، اذ اعلن فريق طبي أميركي عن تطويع التقنية لتحليل الصوت والتنبؤ بمشاكل القلب المحتملة.

ووفق الباحثين في مركز "مايو كلينيك" بالولايات المتحدة، يمكن اكتشاف معاناة الأشخاص من  مشكلات قلبية مقلقة من خلال أصواتهم.

وأنشأ العلماء خوارزمية ترتبط بالذكاء الصناعي يمكنها التقاط اختلافات خفية للغاية بحيث يتعذر على البشر سماعه بالأذن العادية في الكلام والصوت.

واختار الباحثون مجموعة ضمت 108 أشخاص معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، وانتهى الأمر بما يقرب من ستة من كل 10 ممن سجلوا درجات عالية في سلم المخاطر الصوتية في المستشفى في غضون عامين، مقارنة بثلاثة فقط من بين كل 10 ممن حصلوا على درجات أقل.

كذلك فقد كان الأشخاص الذين سجلوا درجات عالية أكثر عرضة بمعدل 2.6 مرة للإصابة بمشكلات تتعلق بالشريان التاجي، و3 مرات أكثر لاحتمال تشكل ترسبات في شرايين القلب وبالتالي التعرض لجلطات، مقارنة بالأفراد الذين كانت درجاتهم منخفضة على سلم المخاطر الصوتية.

لا نقترح أن يستبدل الأطباء بتقنية تحليل الصوت لتقديم الرعاية الصحية

وقال الدكتور جاسكانوال ديب سينغ سارا، أخصائي طب القلب في "مايو كلينيك" والمؤلف الرئيسي للدراسة: "تستخدم هذه التكنولوجيا التعلم الآلي لتحديد شيء لا يمكن قياسه بسهولة كميا بالنسبة لنا باستخدام أدمغتنا وآذاننا البشرية".

واعتبر سينغ سارا أن هذه التقنية ستمكّن في المستقبل من مراقبة الأشخاص الأكثر عرضة لأمراض القلب عن بعد، وتقييم الحالات الأكثر خطورة.

وأضاف: "لا نقترح أن يستبدل الأطباء بتقنية تحليل الصوت لتقديم الرعاية الصحية، ولكننا نظن أن هناك فرصة كبيرة لتقنية الصوت للعمل كمساعد لأساليب المعالجة والتطبيب الموجودة حاليا".

واختتم قائلا: "يعتبر تقديم (عينة صوتية) أمرا ممتعا بالنسبة للمرضى، وقد تشهد هذه التقنية المزيد من التطوير بحيث تعزز أساليب حماية الأشخاص الأكثر عرضة للإصابات ذات الصلة بالقلب".

وأمراض القلب والأوعية الدموية وفق ما ذكرت منظمة الصحة العالمية ، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، تعد السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، حيث يتوفى بسببها ما يقرب من 18 مليون شخص سنويًا.

تُعد النوبات القلبية والسكتات الدماغية، عادة، أحداثاً وخيمة وهي تنجم، أساساً، عن انسداد يحول دون تدفق الدم وبلوغه القلب أو الدماغ.

ومن أكثر أسباب ذلك الانسداد شيوعاً تشكّل رواسب دهنية في الجدران الداخلية للأوعية التي تغذي القلب أو الدماغ.

يتمثل عادة سبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية في وجود توليفة من عوامل الخطر، مثل تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحي والسمنة والخمول البدني والارتفاع المفرط في ضغط الدم وداء السكري وارتفاع نسبة الشحوم في الدم.