عائلات الرهائن تخيّر الحكومة بين اجتياح رفح أو صفقة تبادل مع حماس

وزير الخارجية الإسرائيلي يؤكد أنه من الممكن تأجيل التوغل المزمع في مدينة رفح في حال التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

القدس - خيرت عائلات أسرى إسرائيليين في غزة اليوم السبت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بين اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، أو إبرام صفقة تبادل مع حركة حماس، داعية إلى تسوية هذا الملف حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب ضد حركة حماس.
ويأتي هذا التطور بعد بث كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس، مقطعا مصورا لأسيرين محتجزين لديها، يطالبان الحكومة بالسعي للإفراج عنهما.
وخلال المقطع قالت الكتائب في جمل مكتوبة "الضغط العسكري الذي تمارسه إسرائيل تسبب بمقتل عشرات الأسرى في غزة وحرم البقية من الاحتفال بعيد الفصح اليهودي الذي بدأ الثلاثاء ويستمر أسبوعا مع أسرهم دون توضيح عددهم".

وفي المقطع المصور، قال الأسير سيغال من مستوطنة كفار عزة "أريد أن أبعث برسالة لعائلتي بأنني أحبهم جدا، من المهم أن تعلموا أنني على ما يرام، وآمل أن تكونوا أنتم كذلك".
وأضاف "لدي ذكريات جميلة جدا من عيد الفصح في العام الماضي الذي احتفلنا به معا، وآمل أن نحظى بأفضل مفاجأة ممكن أن تحصل".
وتابع "نحن هنا في خطر في ظل القصف، وهذا أمر مخيف ومرعب نعيشه منذ وقت طويل، وأنا أتساءل حتى متى؟"، مردفا "أحيانا نشعر بأنكم قد تخليتم عنا، أطلب من رئيس الحكومة وجميع الوزراء المرونة في المفاوضات".
وأعرب عن أمله أن "يعود جميع الأسرى إلى منازلهم وعائلاتهم قريبا جدا، كما تتمتعون أنتم بجوار عائلاتكم"، قائلا "شاهدت عدة مرات المظاهرات في تل أبيب والقدس، وأنا أريد أن تستمروا جميعا في هذه المظاهرات".
بدوره، قال الأسير ميران، من مستوطنة كيبوتس ناحال عوز "عائلتي العزيزة، أنا مشتاق لكم جميعًا، أبي، أختي، أخي، زوجتي أليشاي، وبنتاي روني وألما الغاليتان".
وأضاف "هذا العام لم نتمكن من الاحتفال في أي عيد معًا بسبب هذه الحرب الشنيعة، آمل أن نتمكن على الأقل من الاحتفال معًا في عيد الاستقلال (الفصح) المقبل".
وتابع "أنا هنا في أسر حماس منذ أكثر من 202 يوم، نعيش أوضاعا صعبة تحت القصف العنيف، وآن الأوان للتوصل إلى صفقة تخرجنا من هنا، ونحن على قيد الحياة وبصحة جيدة".
وطالب ميران، ذويه بأن "يبذلوا ما بوسعهم من أجل الضغط على الحكومة بكافة الطرق الممكنة، بما في ذلك مواصلة المظاهرات، من أجل أن يكون هناك مفاوضات تفضي إلى صفقة الآن".
وتصر إسرائيل على اجتياح رفح بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.
ودعت عائلات الأسرى في بيانها، أعضاء الحكومة إلى الإفراج عن ذويها المحتجزين في غزة، حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب، وفق البيان.
وأضافت أن "الجهاز الأمني قادر على التعامل مع أي سيناريو يأتي به الاتفاق، أما دخول رفح فسيؤدي إلى مزيد من الأسرى أو موتهم في الأسر وعلى إسرائيل أن تختار إعادة المحتجزين".

وفي سياق متصل قال يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم السبت إنه من الممكن تأجيل التوغل المزمع في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة في حال التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس.

وتقدر تل أبيب وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية نفذتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، زادت أوضاعهم سوءا منذ أن بدأت حربها على غزة، وفق منظمات فلسطينية معنية بالأسرى.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
ولم تسفر المفاوضات بشكل نهائي عن بلورة اتفاق بسبب رفض إسرائيل مطلب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت نحو 112 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".