عارض شائع لدى الرجال ينذر بالوفاة

وفق دراسة يابانية حديثة، الرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي تزيد احتمالية تعرضهم للوفاة المبكرة بمقدار الضعف مقارنة بأقرانهم.

طوكيو – يتعايش كثير من الرجال مع الضعف الجنسي على انه حالة عابرة بلا تداعيات خطيرة على الصحة، لكن دراسة طبية صادمة توصلت إلى أنه يمكن أن يكون مؤشراً قوياً على احتمالات الوفاة المبكرة.

ووجدت دراسة يابانية استعرضت نتائجها جريدة "ديلي ميل" البريطانية ان الرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي تزيد احتمالية تعرضهم للوفاة المبكرة بمقدار الضعف مقارنة بأقرانهم.

ويعني هذا أن على الأطباء إجراء قائمة طويلة من الفحوص على الأشخاص الذين يشكون من الضعف، ومن ثم يتوجب منحهم رعاية مضاعفة من أجل تجنيبهم خطر الوفاة.

وقال الباحثون إن النقص المستمر في الاهتمام الجنسي يمكن أن يكون علامة على العادات السيئة مثل التدخين أو شرب الكحول أو الإفراط في تناول الطعام، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة تؤدي الى الوفاة المبكرة.

وقام العلماء بفحص السجلات الطبية وإجابات المسح لأكثر من 20 ألف رجل وامرأة في اليابان لأكثر من عقد من الزمان، ومن ثم توصلوا إلى هذه النتائج.

وأظهرت الدراسة أن الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً والذين لديهم رغبة جنسية منخفضة كانوا أكثر عرضة للوفاة بالسرطان بمقدار الضعف تقريباً، بينما كان خطر الوفاة بأمراض القلب أكبر مرة ونصفا.

وظلت النتائج صحيحة حتى بعد أن وضع العلماء في الحسبان التدخين وتعاطي الكحول ومؤشر كتلة الجسم والظروف الصحية الأساسية ومستويات التمارين ومتغيرات أخرى.

ويعتقد العلماء أن عادات نمط الحياة السيئة هي التي قللت من الدافع الجنسي لدى الرجال، وهي ذاتها التي تسبب الأمراض الأخرى التي تؤدي الى الوفاة.
وقال مؤلفو الدراسة من جامعة ياماغاتا اليابانية: "على الرغم من اعتبار النشاط الجنسي والرضا الجنسي مفيداً للصحة النفسية والرفاهية في المجموعات الأكبر سناً، لم يتم التحقيق في العلاقة بين الاهتمام الجنسي وطول العمر".

وأضافوا: "هذه الدراسة هي الأولى التي تدرس مستقبلياً الارتباطات بين الاهتمام الجنسي والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، بما في ذلك الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان في المجتمع المحلي".

الدراسة الأولى التي تدرس مستقبلياً الارتباطات بين الاهتمام الجنسي والوفيات

واللافت في الدراسة أن العلماء درسوا نتائج الفحوصات الصحية للأشخاص التي طُلب أيضاً ملء استبيانات الاهتمامات الجنسية، وكانت النساء في الدراسة أكثر إبلاغاً عن انخفاض الرغبة الجنسية لديهن بأكثر من الضعف لدى الرجال، ومع ذلك لم يُثبت العلماء وجود أي صلة بين ذلك والوفيات، خلافاً لما هو الحال عند الرجال.

تبين من البيانات التي درسها العلماء أن الأشخاص الذين أبلغوا عن وجود ضعف جنسي لديهم هم من كبار السن الذين كانوا أكثر عرضة لشرب الكحول أكثر، ومرض السكري، وضحكوا بشكل أقل، وعانوا من نوع من الضيق النفسي، ومستويات تعليم أقل.

وكتب العلماء في خلاصة دراستهم: "بناءً على هذه النتائج، نتوقع أن الحفاظ على الاهتمام الجنسي قد يكون مرتبطاً بالصحة النفسية الإيجابية خاصة بين الرجال".

ويعاني نحو 150 مليون رجل في العالم على الأقل من مشاكل الانتصاب.

وهناك أسباب مختلفة، ومنها بالنسبة لشريحة كبيرة من الرجال التقدم في العمر، إذ أن ضعفالانتصاب يزيد بنسبة واحد في المائة كل عام. كما أن بعض الأمراض تؤدي هي الأخرى إلى الضعف الجنسي وعلى سبيل المثال، السكري وأمراض الأوعية الدموية والاضطرابات العصبية والاكتئاب وأمراض الكلي. بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والأدوية التي تساعد على زيادة معدل التبول من شأنها هي الأخرى أن تتسبب في مشاكل الانتصاب. ولا ننسى عوامل أخرى تزيد من حدة الإصابة بالضعف الجنسي مثل التدخين والكحول والمخدرات أو عدم ممارسة الرياضة.

المشكلة الرئيسية تكمن في ارتفاع الضغط النفسي على المصابين بالضعف الجنسي. والأشخاص الذين تصل أعمارهم 35 عاما يمكن أن يتأثرون نفسيا من عدم القدرة على الانتصاب. أما الشريحة المتأثرة بشكل كبير من الضعف الجنسي فهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم مابين 60 و69 سنة.

ضعف الانتصاب هو بمثابة مؤشر سابق على أمراض القلب التي تتبعها آلام في الصدر أو مشاكل في التنفس. ويكون الضعف الجنسي نتيجة لتصلب الشرايين التي تغذي القضيب بالدم عبر الأوعية الدموية. وفي كثير من الأحيان بعد سنة أو سنتين تلي الإصابة بالضعف الجنسي أزمة قلبية.