'عيسى' يحمل هموم المهاجرين الأفارقة إلى كان السينمائي

المخرج المصري مراد مصطفى المسكون بقضايا الأفارقة المتواجدين في مصر ينجح في اقتناص جائزتين بالمهرجان العالمي بفضل فيلمه.
تألق السينما التونسية في فرنسا بإحراز مبدعيها على جوائز مختلفة
'بنات ألفة' لكوثر بن هنية يفوز بأربع جوائز
'وداعا جوليا' لمحمد كردفاني ينال جائزة الحرية

كان (فرنسا) - نجح فيلم مصري يسرد قصة معاناة المهاجرين الأفارقة في لفت أنظار عشاق الفن السابع عبر العالم، بفضل فوزه بأكثر من جائزة في مهرجان كان السينمائي الدولي.

وحاز فيلم "عيسى" أو "أعدك بالفردوس" للمخرج مراد مصطفى على "جائزة الجمهور" بأسبوع النقاد ضمن فعاليات مهرجان كان، وجاء ذلك بعد يومين من حصوله في نفس المسابقة على جائزة "الرايل الذهبية" التي تمنح لأفضل فيلم قصير بعد تصويت لجنة تحكيم خاصة تتكون من مئة عضو وناقد سينمائي، ويعد من أشهر المخرجين الذين حصلوا على هذه الجائزة المرموقة من قبل هم المخرج المكسيكي اليخاندرو جونزاليس إناريتو والمخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو.

وتدور أحداث فيلم "عيسى" حول مهاجر أفريقي في مصر، عمره 17 عاما، ويتعرض للعديد من المشاكل والأزمات، وتتعقد الأحداث بعد تعرضه ومجموعة من أصدقائه لحادث صادم، ويحاول طوال أحداث الفيلم إنقاذهم، لإحساسه بالمسؤولية.

والفيلم من إخراج مراد مصطفى الذي شارك في كتابة السيناريو مع سوسن يوسف ومونتاج محمد ممدوح وإنتاج مشترك بين "ريد ستار" و"بونانزا" و"سي سينما" و"شيفت برودكشن" وفيلم كيلينك وقاع 23، وهو من بطولة كيني مارسيلينو وكنزي محمد.

وقال مراد مصطفى عبر حسابه بإنستغرام "لقد كانت رحلة طويلة منذ أن بدأت، ليس فقط هذا الفيلم ولكن منذ أن صنعت أول فيلم قصير لي منذ 4 سنوات حتى وصلت إلى هذه النقطة التي أعتبرها بداية جديدة بالنسبة لي وفرصة لفتح الباب".

وأضاف "أنا ممتن لكل من ساعدني ووقف بجانبي في خطواتي، لكنني في الغالب ممتن للسنوات التي عملت خلالها كمساعد مخرج وللكثير من المواقع التي كنت فيها وطاقم العمل والمخرجين، مساعدين عملت معهم ولصناعة بأكملها كنت جزءًا منها".

ويواصل المخرج المصري في هذا العمل الذي يعد رابع أفلامه القصيرة، الهدف الذي بدأه في أعماله السابقة التي عُرضت كلها في مهرجان كليرمون فيران، وهو الحكي عن غير المصريين وتحديدا الأفارقة الذين يعيشون في مصر، وفق قوله، مضيفا "أنا ابن منطقة شعبية تعتبر حتى الآن أكبر تجمع للأفارقة في مصر، وأرى أننا في حاجة إلى أن نحكي حكايات تدور في مصر من عيون أبطال مختلفين".

وأعرب مراد مصطفى خلال حديثه مع مجلة "سيدتي" عن فخره لأنه استطاع أن يضيف جائزة جديدة للسينما المصرية تسجل في تاريخ السينما العالمية.

ومراد مصطفى مخرج مصري من مواليد القاهرة عام 1988، درس الإخراج في العديد من الورش السينمائية، وعمل مساعد مخرج لمدة عشر سنوات منذ عام 2009 مع المخرجين محمد دياب وشريف البنداري، كما عمل في العديد من الأفلام المستقلة، وتعاون كمخرج تنفيذي في فيلم "سعاد" الذي اختير ضمن قائمة الأعمال الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي 2020.

وقدم مصطفى أفلام "حنة ورد" و"خديجة" و"ما لا تعرفه عن مريم" وشاركت الأفلام الثلاثة في مهرجانات دولية عديدة، ونالت عدة جوائز.

وتم اختيار فيلمه "عيسى" بعد محطته بمهرجان كان للمنافسة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في مسابقة الأفلام القصيرة وذلك في الدورة الـ45 من المهرجان والتي من المقرر إقامتها في الفترة ما بين 15 و24 نوفمبر/تشرين الثاني.

وطوى مهرجان كان السينمائي الدولي بعد اثني عشر يوما من الإبهار والفعاليات الزاخرة بالنجوم، في السابع والعشرين من مايو/أيار، صفحة نسخته السادسة والسبعين والتي شهدت مشاركة مميزة للسينما العربية، بمنح جوائزه لأفلام عربية في مختلف مسابقاته.

وفاز الفيلم السوداني "وداعا جوليا" للمخرج محمد كردفاني بجائزة الحرية في مسابقة "نظرة ما" وهو أول مشاركة سودانية في المهرجان تدور أحداثه في الخرطوم خلال السنوات القليلة السابقة لانفصال الجنوب عن الشمال.

كما فاز فيلم "عصابات" للمخرج المغربي كمال لزرق بجائزة لجنة التحكيم، وحصلت المغربية أسماء المدير على جائزة الإخراج عن فيلم "كذب أبيض" والمستند على وقائع حقيقية من حياة صانعة العمل ومؤلفته.

وشملت القائمة المختارة للمسابقة التي تسلط الضوء على الأفلام المتميزة ذات القصص غير التقليدية، 20 فيلما لمخرجين من فرنسا وأستراليا والصين وكندا والأرجنتين وتشيلي وإنجلترا وكوريا الجنوبية والبرتغال والبرازيل ومنغوليا وإيران.

وفي مسابقة جوائز النقاد للأفلام العربية التي ينظمها مركز السينما العربية على هامش مهرجان كان تحصلت تونس على 3 جوائز، وفق ما أعلنه المركز الوطني للسينما والصورة.

وتتمثل هذه الجوائز في فوز أمين بوحافة بجائزة أحسن موسيقى عن فيلم "تحت الشجرة" للمخرجة أريج السحيري، فيما توّج يوسف الشابي بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه "أشكال"، وآلت جائزة أحسن ممثل لآدم بسة عن فيلم "حراقة" للمخرج لطفي ناتان.

وثمنت وزارة الشؤون الثقافية جهود المبدعين التونسيين في تونس وخارجها لمزيد التعريف بالسينما التونسية، ومختلف الأنماط الفنية والثقافية المتميزة التي تزخر بها البلاد.

وتمكن فيلم "بنات ألفة" الذي يمثل المشاركة العربية الوحيدة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي حيث نافس على جائزة السعفة الذهبية إلى جانب 20 فيلما، من حصد أربع جوائز.

ونال الفيلم الوثائقي وهو للمخرجة التونسية كوثر بن هنية ويعالج بعين سينمائية سقوط نساء في براثن التطرف، جائزة "العين الذهبية" (L'œil d'or) بالتوازي مع فيلم "كذب أبيض" لأسماء المدير من المغرب.

وتمنح جمعية مؤلفي الملتيميديا هذه الجائزة التي تعدّ من أبرز الجوائز المؤهلة لفئة الأفلام الوثائقية الطويلة لأكاديمية جوائز الأوسكار، هذا إلى جانب جائزة "المواطنة" (Prix de la Citoyenneté) التي تمنحها جمعية Clap Citizen.

أما أول جائزتين تحصّل عليهما فيلم بن هنية فكانتا جائزة "السينما الإيجابية" والتي تمنح للفيلم الطويل الأكثر إيجابية في قائمة الأفلام المترشحة بالمسابقة الرسمية، فضلا عن تنويه خاصّ من لجنة جائزة الناقد "فرنسوا شالي" التي ترصدها جمعية "فرنسوا شالي"، ويشارك في التقييم لجوائزها مجموعة من النقاد والصحفيين العالميين المختصين في المجال السينمائي.

وأعربت وزارة الشؤون الثقافية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك عن اعتزازها بتواصل تألق السينما التونسية بمختلف مشاربها وأنماطها الفنية، مثمّنة الحضور المتميّز لصناع الفن السابع التونسيين خلال الأعوام الأخيرة في المحافل العربية والدولية.

وأكدت الوزارة على دعمها المتواصل لكل المثقفين والمبدعين والفاعلين في المجال السينمائي بما من شأنه أن يساهم في تطوير آليات صناعة السينما التونسية وتثمين محتوياتها.