غالانت يعلن جاهزية إسرائيل للتعامل مع أي طارئ من إيران

مستشار خامنئي في تهديد مباشر يؤكد أن سفارات إسرائيل "لم تعد آمنة" بعد الضربة التي دمّرت مبنى القنصلية الايرانية في دمشق.
واشنطن في حالة تأهب للتعامل مع أي هجوم إيراني على قواتها
إيران قد تحرك وكلاءها في المنطقة للرد على الهجوم الإسرائيلي
من غير الوارد أن تنخرط إيران في حرب مباشرة مع إسرائيل

القدس - قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الأحد إن إسرائيل مستعدة للتعامل مع أي سيناريو قد يستجد مع إيران، إذ تبقي على التأهب لهجوم محتمل ردا على مقتل قادة عسكريين إيرانيين في الأول من أبريل/نيسان في هجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، بينما تحتفظ الولايات المتحدة بحالة تأهب قصوى وتستعد لهجوم محتمل من جانب إيران يستهدف مصالح إسرائيلية أو أميركية في المنطقة.

وتأتي تصريحات غالانت بينما لم تهدأ التهديدات الإيرانية بالانتقام لقتلى القنصلية وبينهم قائدان كبيران في الحرس الثوري، في حين استعرضت وكالة أنباء إيرانية رسمية أسماء عدد من الصواريخ القادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي.

وأصدر مكتب غالانت البيان بعد أن أجرى "تقييما لموقف العمليات" مع كبار مسؤولي الجيش. وقال في البيان "إثر اكتمال التقييم، أكد الوزير غالانت على أن مؤسسة الدفاع أكملت الاستعدادات للردود في حالة وقوع أي سيناريو قد يستجد في مواجهة إيران".

وهددت إيران بالرد على ضربة يشتبه بأنها إسرائيلية في دمشق أسفرت عن مقتل سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، من بينهم قائد بارز.

ولم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم. ومع ذلك قال مسؤولون إسرائيليون بشكل عام إنهم يعملون ضد إيران التي تدعم جماعات مسلحة مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة وحزب الله في لبنان، وتخوض حماس وحزب الله معارك مع إسرائيل على مدى الأشهر الستة الماضية.

وحذّر يحيى رحيم صفوي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني، من أن سفارات إسرائيل "لم تعد آمنة" بعد الضربة التي دمّرت مبنى قنصلية طهران في دمشق ونُسبت إلى الدولة العبرية.

وقال صفوي إن "سفارات الكيان الصهيوني لم تعد آمنة"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إيسنا"، وذلك بعد نحو أسبوع على الضربة التي أودت بحياة سبعة من أفراد الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران.

وقال صفوي إن "جبهة المقاومة جاهزة وعلينا أن ننتظر لنعرف كيف سيكون" الردّ، مشدّدا على أن "مواجهة هذا النظام الهمجي حقّ شرعي ومشروع"، لافتا إلى أن سفارات إسرائيلية كثيرة في المنطقة أغلقت أبوابها.

ومن غير الوارد أن تنخرط إيران في حرب مباشرة مع إسرائيل، لكنها قد تقوم بتحريك وكلاءها في المنطقة: حزب الله اللبناني وميليشياتها الأخرى المنتشرة في سوريا والميليشيات العراقية الموالية لها وجماعة الحوثي في اليمن، للرد على الهجوم الإسرائيلي.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغت الحصيلة الإجمالية للضربة التي استهدفت دمشق الاثنين 16 قتيلا. ومن بين الضحايا، اللواء محمد رضا زاهدي وهو القيادي العسكري الإيراني الأبرز الذي يتم استهدافه منذ اغتيال واشنطن في 3 يناير/كانون الثاني 2020 اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس.

وكان زاهدي من القادة البارزين في فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني.

وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في أعقاب الضربة "سيعاقب رجالنا الشجعان الكيان الصهيوني، سنجعله يندم على هذه الجريمة وغيرها"، فيما تعهّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالردّ على هذا الهجوم، مؤكدا أنّ "هذه الجريمة البشعة لن تمرّ من دون ردّ".

ومنذ العام 2011، نفّذت إسرائيل مئات الضربات في سوريا المجاورة، مستهدفة مواقع للحكومة السورية والجماعات الموالية لإيران وأهداف عسكرية إيرانية.

وتكثّفت الضربات في خضمّ الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل وحركة حماس، بينما يعدّ القصف الذي طال القنصلية الإيرانية الاثنين الخامس الذي يستهدف سوريا خلال ثمانية أيام.

ومنذ بدء الحرب في غزة، ضاعفت إيران تصريحاتها المؤيّدة لحماس متهمة إسرائيل بتنفيذ "إبادة جماعية"، لكنّها نفت أيّ تدخّل مباشر في القتال.

والأحد كتبت وكالة تسنيم الإيرانية تقريرا تحت عنوان "تخبط وخشية إسرائيلية بالتزامن مع تزايد احتمالات هجوم إيران الانتقامي"، رصدت فيها الوضع في الشارع الإسرائيلي بعد هجوم القنصلية والتهديدات التي أطلقها الثوري الإيراني.

وقالت "في الوقت الذي تتزايد فيه احتمالات الهجوم الإيراني على أهداف تابعة للكيان الصهيوني انتقاما لقادة وعناصر في الحرس الثوري، تخيم موجة من الخوف والقلق على المجتمع الصهيوني وحكومته".

وأشارت الوكالة إلى أن المعلومات التي حصل عليها مراسلها تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تنتج مشاهد مصطنعة لمحيط شارع أيالون في تل أبيب (طريق رئيسي ومزدحم) للقول إن الصواريخ أو الطائرات المسيرة الإيرانية استهدفت مناطق سكنية في هذه المدينة وتسببت في وقوع خسائر بشرية لإظهار فشل الهجوم الإيراني المحتمل ضد المنشآت العسكرية والأمنية لهذا الكيان وأنه استهدف المناطق السكنية والمدنية بدلا من ذلك.

وتابعت تسنيم "إن إعلان إيران عن حتمية الانتقام وفشل السلطات الصهيونية في التقدير الصحيح لكيفية تنفيذ هذا الانتقام دفعها إلى اتخاذ قرارات أخرى مختلفة للعديد من السيناريوهات المحتملة".

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أغلقت العديد من سفاراتها حول العالم خوفا من استهداف إيران لهذه السفارات. كما أقيمت في الأيام الماضية ملاجئ مختلفة في الأراضي المحتلة لتواجد السكان المحتلين في حال تعرضهم لهجوم من قبل إيران.

كما أشارت التقارير إلى أن الإسرائيليين باشروا باقتناء مستلزماتهم تحسبا لهجوم ايراني قد يضطرهم للبقاء لفترة طويلة في الملاجئ.