فرنسا تنهي أزمة التأشيرات مع الجزائر بعد المغرب

القرار الفرنسي بإنهاء أزمة التأشيرات مع الجزائر وقبلها مع المملكة المغربية يشير إلى مساع فرنسية لإعادة تطبيع العلاقات مع الجارين على أساس التوازن بما يرضي الشريك المغربي ولا يغضب الشريك الجزائري.  

الجزائر - أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الأحد أن باريس والجزائر قررتا العودة إلى "علاقات قنصلية عادية" ينتهي معها قرار تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين إلى النصف، في إجراء مماثل لذلك الذي اتخذته باريس مع المغرب خلال زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية للرباط.

وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي على اثر لقاء بالرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اليوم الأحد في زيارة تأتي لبحث ملفات خلافية على رأسها أزمة التأشيرات التي تشمل المغرب والجزائر وتونس.

وتسعى فرنسا لإيجاد توازن في العلاقات خاصة بين المغرب والجزائر في ظل توتر العلاقات بين الجارين على خلفية قضية النزاع في الصحراء المغربية.

وقال دارمانان في تصريح بعدما استقبله تبون "أطلعت الرئيس الجزائري أنه منذ الاثنين الماضي قرّر البلدان إعادة العلاقات القنصلية العادية. العلاقات عادت إلى ما كانت عليه قبل جائحة كوفيد"، مضيفا أن ذلك يشمل "كل ما يتعلق بالتأشيرات والمبادلات بين شعبي البلدين وذلك لنرتقي بهذا التبادل لمستوى علاقات الصداقة القوية والخاصة التي تربط الجزائر وفرنسا".

وأعادت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في أغسطس/اب الدفء للعلاقات بين البلدين بعد شهور من التوتر، بسبب ملفات عدة منها ملف التأشيرات.

وأكد دارمانان الذي التقى نظيره إبراهيم مَراد أنه جاء إلى الجزائر بطلب من الرئيس ماكرون "وهي فرصة للجانب الفرنسي لإبراز إرادته الكبيرة لمواصلة التعاون الذي تم بين الرئيسين".

وكانت مصادر في أوساط وزير الداخلية الفرنسي أفادت الجمعة بأن جيرالد دارمانان سيزور مع زوجته "الصحراء الجزائرية حيث ولد جده" لأمه، علما بأن الاسم الأوسط للوزير الفرنسي هو موسى، اسم جده لأمه.

وولد موسى واكيد في دوار أولاد غالية. وكان من الرماة الجزائريين ومقاوما في قوات الداخل الفرنسية في 1944.

كما تأتي زيارة الوزير الفرنسي للجزائر بينما تجري بلاده ترتيبات لزيارة من المقرر أن يقوم بها ماكرون في الأشهر الأولى من العام الجديد للرباط لاستكمال تسوية ما سمتها الصحافة المغربية والفرنسية بـ"أزمة صامتة" بين فرنسا والمغرب.

وتشير تلك التحركات الفرنسية على الجانبين الجزائري والمغربي إلى محاولة لإعادة الدفء للعلاقات ومحاولة ضبط إيقاع العلاقات مع البلدين على أساس التوازن والابتعاد عن كل مسببات التوتر.

ويبقى الموقف الفرنسي من ملف النزاع في الصحراء المغربية ملتبسا وتريد الرباط من باريس موقفا واضحا خاصة بعد إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس أن بلاده تنظر لعلاقاتها الخارجية بمنظار مغربية الصحراء.

وأثار التقارب الفرنسي الجزائري في الفترة الأخيرة قلقا لدى المغرب الذي يدرك أن باريس في حاجة ماسة لإمدادات الغاز من الجزائر وقد تخضع لابتزاز من الجانب الجزائري لاستقطاب فرنسا في صفها في دعم البوليساريو.

لكن الزيارة التي سيقوم بها ماكرون للمغرب في الأشهر الأولى من العام الجديد ستحدد بلا لبس الموقف الفرنسي من نزاع الصحراء، بينما يتوقع أن يعلن الأخير موقفا واضحا على غرار اسبانيا التي أقرت بدعم مغربية الصحراء وبأن مقترح الرباط للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الأساس الواقعي والقابل للتطبيق لحل النزاع وهو موقف تؤيده الولايات المتحدة وعدة عواصم غربية.