فليك في مهمة إعادة ألمانيا سريعا إلى القمة

المدرب الالماني الجديد مطالب باستعادة كبرياء وهيبة المنتخب الوطني قبل استضافة البطولة القارية على ارضه.

هرتسوغينوراخ (ألمانيا) - والآن؟ بعد إقصاءين مبكرين في كأس العالم 2018 وفي كأس أوروبا المقامة حاليا، أصبحت ألمانيا مجرد ظل المنتخب الذي أرعب العالم لفترة طويلة، وبالتالي سيتعين على المدرب الجديد هانزي فليك إعادة البناء بهدف الوصول إلى القمة في النسخة القارية المقامة على ارضها عام 2024.

صباح الأربعاء، في اليوم التالي للهزيمة في ويمبلي أمام إنكلترا بهدفين نظيفين في ثمن النهائي، يطرح المعلقون سؤالين: ما الذي يفتقر إليه هذا المنتخب الزاخر بالمواهب الفردية؟ وهل يمكن أن يأخذ فليك هذه المجموعة إلى المستوى العالي، أم سيتعين عليه إعادة تشكيل كل شيء؟

اللاعبون أنفسهم، والمدرب السابق يواكيم لوف لديهم الإجابة على السؤال الأول حيث اعتبر المدرب المنتهية ولايته بعد 15 عاما على رأس المانشافت أن: "ما ينقصنا هو رباطة الجأش في بعض الأحيان، الغريزة القاتلة، الخبرة".

وأضاف المدرب الذي سيسلم مفاتيح المنتخب المتوج معه بكأس العالم 2014، إلى مساعده وقتها فليك: "في كل مباراة كانت لدينا أوقات لم نكن فيها بنسبة 100% (...) ولكن الجودة موجودة، والحالة الذهنية أيضًا".

التطرق إلى عدم النضج، أو الخبرة، أمر غير مقنع، بالنظر إلى مجموعة متوسط أعمار لاعبيها 27.6 عاما حيث أربعة منهم توجوا أبطالا للعالم عام 2014 وهم بين الركائز الأساسية في التشكيلة: حارس المرمى العملاق مانويل نوير، قطب الدفاع ماتس هوملس، لاعب الوسط طوني كروس والمهاجم توماس مولر.

كل شيء ميؤوس منه قليلا

بالنسبة للقائد نوير، تكمن المشكلة بشكل أكبر في الموقف: "الرغبة التي أظهرها الإنكليز في اللحظة التي سجلوا فيها الهدفين في مرمانا كانت أكبر من رغبتنا".

وقال المهاجم الدولي السابق لوكاس بودولسكي المتوج بدوره بلقب كأس العالم 2014 والذي يعمل محللا لإحدى القنوات التلفزيونية في الكأس القارية الحالية: "لم أر هذا الطموح، هذه الإرادة، هذه الروح القتالية"، مضيفا "كان كل شيء ميؤوسًا منه إلى حد ما، عندما ترى وجوه اللاعبين، لا يحدث شيء".

إذن ما الذي يمكن أن يفعله فليك، في وقت ستقام فيه نهائيات كأس العالم في قطر بعد ثمانية عشر شهرًا، وأن اتحاده سيطلب منه قبل كل شيء أن يكون قادرًا على المنافسة في غضون ثلاث سنوات عندما تستضيف ألمانيا كأس أوروبا 2024؟.

بالنسبة للخبراء، من الواضح أنه لن يتخلى عن أسس عمل لوف الذي عمل معه مساعدا لسنوات. قال لوف الأربعاء: "لدينا لاعبون صغار سيتعلمون من هذه التجربة، وسيتحسنون كثيرًا في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، وستكون بطولة أوروبا 2024 ذروة مسيرتهم الكروية. يمكننا أن نتوقع تلك الأشياء الجميلة".

خلال مروره المظفر في بايرن ميونيخ (سبعة ألقاب في 19 شهرًا)، حافظ فليك على روابط وثيقة جدا مع لاعبي النادي البافاري، بينهم مولر الذي أعاده إلى التألق وهو في سن الثلاثين تقريبًا، ولكن أيضًا مع الركيزتين الأساسيتين اللتين لا غنى عنهما يوزوا كيميش وليون غوريتسكا، بالإضافة إلى الجوهرة الصغيرة البالغة من العمر 18 عامًا جمال موسيالا والذي كان (فليك) سببا في ظهوره في صفوف المحترفين، وبالتالي سيعتمد عليهم منطقيا.

كروس وغوندوغان يرحلان؟

وتوقع أسطورة بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا لوثار ماتيوس، حامل الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية (150 مباراة) والمقرب جدا من المدرب الجديد للمانشافت، أن "توماس مولر لن يوقف مسيرته الدولية بمفرده، ولن يستبعده هانزي بالتأكيد"، مضيفا "في غضون عام ونصف يجب أن يكون لدينا منتخب قوي في قطر، وتوماس لديه مكان في صفوفه".

لا يزال الحارس العملاق نوير (35 عامًا) في أفضل حالاته ولا يتعرض مركزه إلى التهديد.

من ناحية أخرى، تتكهن الصحافة الألمانية بنهاية المسيرة الدولية للاعبي الوسط كروس وإلكاي غوندوغان. رحيلهما سيسمح بنقل كيميش من مركز المدافع الأيمن حيث كان لوف يفضل إشراكه، إلى لاعب الوسط الدفاعي حيث تألق بشكل رائع مع بايرن ميونيخ بقيادة فليك.

أما بالنسبة لهوملس، فهو يترك مسألة مستقبله مفتوحة: "لم أفكر في الأمر بعد، أريد أولاً أن أنفصل عن العالم لبضعة أيام"، بحسب ما قاله عقب خيبة أمل الخروج من ثمن نهائي الكأس القارية.

سيكون وصول فليك إلى دفة القيادة سلسًا مع مباريات سهلة ضد ليشتنشتاين وأرمينيا وأيسلندا في أوائل أيلول/سبتمبر المقبل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022. لكن ألمانيا سبق لها أن أخفقت أمام منتخب مغمور في هذه المجموعة من التصفيات بخسارتها أمامه مقدونيا الشمالية وعلى أرضها 1-2.