فليك يسقط في امتحان المنتخب بعد نجاحات تاريخية مع بايرن

هانزي فليك يصبح اول مدرب والوحيد في تاريخ البلاد المقال منذ استحداث هذا المنصب عام 1926، بيد انه لم يكن مفاجئا نظرا لضغوطات تعرض لها الماكينات الألمانية من قبل انصاره والصحف المحلية في الاشهر الاخيرة.

ميونيخ (ألمانيا) - عاش هانزي فليك النعيم عندما اشرف على تدريب بايرن ميونيخ وقاده الى سداسية نادرة عام 2000 لكنه عانى الجحيم على رأس الجهاز الفني لمنتخب المانيا خلال فترة عهده حيث فشل في وقف انحدار منتخب بلاده الى الحضيض منذ عام 2018.

كانت الخسارة القاسية امام اليابان 1-4 السبت في مباراة ودية، وهي الرابعة لـ"دي مانشافت" في آخر خمس مباريات، القشة التي قصمت ظهر البعير ما ادى الى قرار الاتحاد الالماني باقالة فليك من منصبه حتى قبل خوض المباراة الودية الثانية ضد فرنسا الثلاثاء.

قرار غير مسبوق للاتحاد الالماني، لان فليك بات اول مدرب والوحيد في تاريخ البلاد الذي تتم اقالته منذ استحداث هذا المنصب عام 1926. بيد انه لم يكن مفاجئا نظرا للضغوطات التي تعرض لها المنتخب الالماني من قبل انصاره والصحف المحلية في الاشهر الاخيرة.

"هانزي خارجا"، نغمة ترددت في اصداء مدرجات فولفسبورغ بعد الهدف الياباني الرابع، في حين اعرب قائد منتخب المانيا الفائز بمونديال 1990 لوثار ماتيوس عن شكوكه بشأن امكانية استمرار فليك في منصبه بعد انتهاء المباراة.

انتهت مسيرة فليك على رأس الجهاز الفني للمنتخب بالفشل، هو الذي كان مساعدا امينا لسلفه يواكيم لوف حيث لم ينجح في انتشال المانيا من النفق الذي دخلته عام 2018 وتحديدا في مونديال روسيا عندما خرجت من الدور الاول في مجموعة كانت في متناولها لكنها احتلت المركز الاخير فيها بخسارتها امام المكسيك وكوريا الجنوبية والفوز على السويد 2-1 في الوقت بدل الضائع.

ولم تكن حال المنتخب أفضل مع فليك في مونديال قطر نهاية العام الماضي، إذ ودع الألمان من دور المجموعات أيضاً بحلولهم في المركز الثالث بعد الخسارة افتتاحاً أمام اليابان 1-2 ثم التعادل أمام إسبانيا 1-1 قبل الفوز على كوستاريكا 4-2.

وقبل خوض المونديال القطري، عاش فليك اخفاقاً آخر في دوري الأمم الأوروبية حيث حل المنتخب الألماني ثالثاً في المجموعة الثالثة للمستوى الأول خلف إيطاليا والمجر التي أسقطته على أرضه في لايبزيغ 1-0.

 مهندس سداسية بايرن 

ويعرف عن فليك بانه رجل حوار ويقول حارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير الغائب عن الملاعب منذ اواخر العام الماضي بعد كسر مزدوج في ساقه اثر رحلة تزلج، في سيرته الذاتية "يولي هانزي اهتماما كبيرا بالتواصل مع اللاعبين داخل الملعب وخارجه".

يولي اهتماما كبيرا بالتواصل مع اللاعبين داخل الملعب وخارجه

ويعرف نوير مدربه فليك منذ اكثر من عقد عندما كان الاخير مساعدا للوف في المنتخب، ثم عندما عمل مساعدا للكرواتي نيكو كوفاتش مدرب بايرن ميونيخ السابق قبل ان يحل محله.

وفي خريف عام 2019 عندما كان الفريق البافاري يحقق نتائج مخيبة من بينها خسارة قاسية امام اينتراخت فرانكفورت 1-5 ليجد نفسه في منتصف ترتيب الدوري المحلي، اقالت ادارة النادي كوفاتش وحل بدلا منه فليك بشكل موقت فكانت نقطة تحول في مسيرته التدريبية.

بعد بداية متذبذبة شهدت خسارة فريقه مباراتين من اصل 6، بدأ يحقق النجاح تلو الآخر ما اقنع إدارة النادي البافاري بالتعاقد معه بصورة دائمة.

ضربت جائحة كوفيد العالم ربيع عام 2020، لكن الدوري الالماني استأنف نشاطه بعد توقف دام حوالي الشهرين وقاد فليك بايرن ميونيخ الى اللقب نهاية حزيران/يونيو، اتبعها باحراز كأس المانيا مطلع تموز/يوليو ثم احرز ثلاثية نادرة بتتويجه بطلا لدوري ابطال اوروبا بالفوز على باريس سان جرمان 1-صفر في المباراة النهائية. ثلاثية اخرى اضافها بالفوز في الكأس السوبر الاوروبية والكأس السوبر الالمانية وبطولة العالم للاندية في العام ذاته.

ادى اختلاف في وجهات النظر بينه وبين المدير الرياضي السابق في بايرن ميونيخ حسن صالحميدزيتش الى رحيله عن بايرن قبل ان يتم تعيينه مدربا لالمانيا.

وعلى الرغم من تأكيده عقب الخسارة امام اليابان بانه لا يزال الرجل المناسب لقيادة منتخب المانيا، كان للاتحاد الالماني رأي آخر، فتمت اقالته قبل تسعة اشهر من نهائيات كأس اوروبا التي تستضيفها بلاده في صيف 2024.