قادة الفكر يبحثون مستقبل النشر والصناعات الإبداعية في أبوظبي

المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية يفتتح دورته الثالثة في أبوظبي، مطلقا جوائز مسابقة الابتكار للشباب.
الجائزة تعتبر أول منصة لريادة الأعمال وريادة الأعمال الداخلية للشباب في دولة الإمارات
الجائزة تهدف إلى الاستفادة من التكنولوجيا لإثراء تعلّم اللغة العربية ورعاية المواهب الإبداعية في مجالات الفنون والإعلام والشعر

أبوظبي - أطلقت النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية مبادرة "جائزة مسابقة الابتكار للشباب" الجديدة، والتي تهدف إلى الاستفادة من التكنولوجيا لإثراء تعلّم اللغة العربية ورعاية المواهب الإبداعية في مجالات الفنون والإعلام والشعر.

واستحدث المؤتمر الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية تحت شعار "التحولات التكنولوجية في صناعة النشر ومحركات البحث"، أول منصة لريادة الأعمال وريادة الأعمال الداخلية للشباب في دولة الإمارات، وتهدف إلى توفير منصة للشباب للتعلم المبتكر والإبداع بمجالي اللغة العربية والصناعات الإبداعية.

ويعدُّ المؤتمر انطلاقة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024، الذي يقام خلال الفترة من 29 أبريل/نيسان إلى 5 مايو/أيار في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (آدنيك)، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.

في هذا السياق، قال الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية "انطلاقا من رسالة مركز أبوظبي للغة العربية الرامية إلى الارتقاء بحضور اللغة العربية وتعزيز انتشارها، ولاسيما بين الأجيال الجديدة، تأتي جائزة مسابقة الابتكار للشباب التي تهدف إلى تمكين الشباب وتنمية قدراتهم في ابتكار حلول غير تقليدية للتعامل مع لغتهم والتعامل بها. وتسعى الجائزة إلى تشجيع الطلبة على القراءة باللغة العربية بشكل أكبر، مما يعزز من كفاءتهم اللغوية ويثري معارفهم باللغة، وهو ما سيسهم في الحفاظ على موروثنا الثقافي ويُرسخ الشعور بالفخر والانتماء للغة والثقافة العربية".

وأضاف "الجائزة مصممة لتسهم في صنع أثر على المدى الطويل على صعيد تمكين الشباب، وتوفير البيئة المناسبة لتعزيز تقديرهم للغة والثقافة، وإرساء معايير نظام أكاديميّ مترابط يُسهّل تبادل الأفكار والخبرات".

وتدعو الجائزة الشباب العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاما إلى مشاركة أفكارهم النيّرة. وتشمل الفئات المستهدفة الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاما، والمبدعين ورواد الأعمال الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و30، والطلبة الناطقين باللغة العربية الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21، والمبدعين ورواد الأعمال الناطقين باللغة العربية الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و39.

وتتنافس الأفكار المطروحة ليتم اختيار أفضل 10 أفكار منها وفقا لمعايير لجنة تحكيم منصة "يونيبرونور"، والتي تشمل الإبداع والابتكار التكنولوجي، وتأثير المحتوى، وجدوى وقابلية التوسع في الفكرة. وسيحظى كل من المتأهلين للتصفيات النهائية للجائزة بفرصة ذهبية لعرض أفكارهم المبتكرة على المسرح الرئيس في المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية لمدة 3 إلى 4 دقائق، ثمّ ستناقش اللجنة الأفكار المعروضة لاختيار ثلاثة فائزين.

وتم إرسال نماذج التسجيل لجائزة مسابقة الابتكار للشباب إلى مجموعة من الجامعات والمعاهد المرموقة في جميع أنحاء دولة الإمارات، بما في ذلك مركز الشارقة لريادة الأعمال، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة خليفة، وجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة أبوظبي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة الشارقة، وجيمس مودرن أكاديمي، وجامعة ميدلسكس دبي، ومنصة Hub 71، وجامعة هيريوت وات دبي، وجامعة بيرمنجهام دبي، وجامعة أميتي الشارقة، وجامعة العلوم والتكنولوجيا، وجامعة عجمان، وجامعة ولونغونغ في دبي.

افتتح المؤتمر محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، وشارك فيه متحدّثون في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية من 50 دولة، للتباحث في  مستجدّاته، واستعراض أفضل الممارسات والتجارب حول العالم، بما يدفع عجلة تحول قطاع النشر، ويُسهم في نشر المحتوى العربي وتصديره إلى العالم، وفتح آفاق جديدة للشراكات والتعاون المستقبلي بين الأطراف المشاركة في الحدث.

وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر قال الدكتور علي بن تميم "إن المؤتمر، وما حققه من نجاح، مرتبط بإدراكه المبكر أهميةَ الصناعات الإبداعية، وحثِّه الدائم على استثمار ثراء اللغة العربية، وتنوعِ ثقافاتها، في هذا المجال، الذي لا زال -عربيا- يعوزه الكثيرُ ليكون جسرَ اتصالٍ عالمي تنتقل عليه تجلياتُ الحضارة العربية، ومنظومةُ قيمها الإنسانية، وسرديةُ التراثِ العربي القائمة على احترام الآخر والتفاعل معه".

وتابع "نحن معكم اليوم، للعام الثالث على التوالي، لنتشارك الأفكار، ونتبادلَ الرؤى، ونستقطبَ العقولَ المبتكرة والطاقات الخلاقةَ، ونُشرك الشبابَ والأجيالَ الجديدةَ... لنجسد مكتسبات الماضي العريق، في منتجاتٍ تخدم الحاضر، وتقود نحو المستقبل، في ديمومة تليق بمفهوم الاستدامة، الذي تؤكد عليه دوما رؤية القيادة الحكيمة".

وتناولت جلسات المؤتمر موضوعات حيوية في قطاعات النشر والصناعات الإبداعية أبرزها "دور الصناعات الثقافية والإبداعية في دعم الاقتصاد"، و"اقتصاد الصناعات الإبداعية وتعاون القطاعين العام والخاص"، إلى جانب "أسرار صناعة السينما: العلاقة الديناميكية بين الأدب والتطويع السينمائي"، و"تطويع الألعاب الرقمية لسرد قصصي عالمي يتعدّى الحدود الثقافية".

وسلّط المؤتمر كذلك الضوء على محاور "تطوّر أذواق المستهلكين في عصر إنشاء المحتوى عبر المنصّات المتعدّدة"، و"توجّهات جديدة في أنماط القراءة: نحو تعزيز حبّ القراءة في الجيل القادم"، بالإضافة إلى موضوع "ما بعد البيانات: تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشريّة".

كما عقد المؤتمر برنامجا لدعم المواهب الشابّة من خلال مجموعة مسارات تتضمّن الواقع الممتد عبر نظرة على عالم رواية القصص وصناعة المحتوى التفاعلي، وتقنيات كتابة السيناريو لصياغة قصص مؤثّرة لعرضها على الشاشة، إلى جانب الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والإستراتيجيات التي تتيح للمؤلفين والناشرين الترويج لأعمالهم بفعّالية، والتفاعل مع جمهورهم، وسُبل إنشاء أستوديو منزلي احترافي عبر مجموعة من الإرشادات لتصميم أستوديو مستدام وفعّال للبودكاست وصناعة المحتوى وإنتاج الفيديو، بالإضافة إلى مسار القصص المصوّرة والروايات المرئية لاستكشاف فن سرد القصص من خلال الوسائط المرئية، وتقديم إحصائيات الكتب التفصيلية لبيانات النشر بما يُوفّر معلومات قيّمة عن اتجاهات السوق وتفضيلات المستهلكين.

وشهد المؤتمر أيضا عقد جلسات التبادل المهني مع وكلاء الأعمال الأدبية والأفلام بهدف دعم بيع حقوق النشر والترجمة وشرائها، وتوفير فرص لتحويل النصوص إلى إبداعات مرئية. كما احتضن مسابقة لعرض أفضل الأفكار في مسابقة تتحدّى المشاركين لاستخدام التكنولوجيا والابتكار لتعزيز تعلّم اللغة العربية وتمكين المواهب الإبداعية الشابة في دولة الإمارات، بالشراكة مع جهات من القطاع الخاص.

واستضاف معرض ومسرح العروض في المؤتمر تجارب تفاعلية عرضت أحدث ما توصّلت إليه تقنيات النشر والمحتوى. كما مثّل ساحة للتفاعل والتعلّم والاكتشاف، إذ دعا الحضور إلى اختبار أحدث التقنيات، بدءًا من تطبيقات الواقع المعزّز والواقع الافتراضي في النشر، وصولًا إلى البرامج المتطوّرة التي أحدثت تحوّلًا في صناعة المحتوى ونشره. وتلقى المشاركون آراء مباشرة من الجمهور، بينما حظي الزوّار بنظرةٍ قيّمة على مستقبل قطاع النشر.

صانعو الألعاب العرب يكشفون عن طموحهم بتقديم منتج عالمي يعكس ثقافتهم

تحت عنوان "تطويع الألعاب الرقمية لسرد قصصي عالمي يتعدى الحدود الثقافية" أقيمت الجلسة الرابعة من "حوارات مبتكرة" للمؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية. وشارك فيها فوزي مسمار نائب الرئيس للإبداع العالمي شركة يوبيسوفت للألعاب الرقمية، ومحمد زاهر من شركة نيكو بارتنرز، وعصام بخاري رئيس ومدير تنفيذي لشركة مانجا للإنتاج، وأدار الحوار إدوارد ناوتكا مستشار في صناعة النشر والمحتوى ومحرر دولي في مجلة "بابليشرز ويكلي" في نيويورك.

استهل الجلسة عصام بخاري الذي أشار إلى أن شركة "مانجا أربيا" التي يرأسها هي شركة سعودية تنتج ألعاب الفيديو والمجلات. وقال "هدفنا أن نلهم أجيال الغد، فالمحتوى له تأثير هائل على الأجيال الشابة، وعندما بدأت عام 2017 لم يكن لدينا لا مكتب ولا أستديو وكان حلمي إنتاج فيلم ومسلسل إنيمشن فعملت على الرسوم المتحركة لتوفير فرصة التعليم والتدريب".

وأضاف "الآن أشعر بالفخر لأن فيلم 'الرحلة' وهو واحد من منتجاتنا عرض على أكثر من 53 منصة، فهو منتج يعبر عن محتوانا الأصلي، وهي المعادلة الجديدة في هذه الصناعة، وحبذا لو نعقد شراكات مع العالم دون أن يعتبرونا سوقا يصدرون إليه، وأعتقد أن هذا سيحدث تفاعلاً في هذه الصناعة".

وذكر بخاري "بالتعاون مع وزارة الثقافة ووزارة التعليم في السعودية طورنا برنامجا على الإنترنت لتعليم المانجا شارك فيه ثلاثة ملايين ونصف المليون من الشباب، لأننا في عصر الذكاء الاصطناعي ونحتاج أن نستثمر بالأجيال الشابة ونستثمر بالعقول ونعلمهم كيفية التعبير كون المانجا طريقة حياة".

بدوره قال محمد زاهر "نتطلع إلى ألعاب تمثل العرب وليس شخص يلبس الثياب العربية فقط، فهناك 73 في المئة من اللاعبين في دول مجلس التعاون يفصلون الألعاب التي تعكس الثقافة العربية".

وأوضح فوزي مسمار "بدأت مهنتي في مجال تصميم الألعاب الإلكترونية قبل 21 عاما، ولخبرتي في عملي ذهبت إلى نيوزلاندا واليابان ومن ثم أوروبا حيث عملت بالأستوديوهات وأشرفت على العديد من المشاريع، إضافة إلى أنني أُدرس وأقوم بعمل التصاميم".

وقال "أتمنى تحضير الجيل الثاني من مصنعي ألعاب الفيديو، وعندما أستطيع سأقابل الجميع لأجل أن أخبر الناس في الشرق الأوسط بأنه لا ينقصنا شيء لدينا التعليم ونستطيع أن نعكس ثقافتنا".

وأضاف "في السابق كنت العربي الوحيد الذي يعمل بمجال تصميم ألعاب الفيديو أما الآن فيوجد المزيد من العرب من الشباب والشابات وننظر أن نكون جزءا من النسيج الثقافي العربي".

"ما بعد البيانات: تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشرية"

ناقشت الجلسة الخامسة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية محور "ما بعد البيانات: تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشرية"، قدمتها عالية يعقوب الباحثة في مجالي الذكاء الاصطناعي والفلسفة ورئيس منصة "تيك كواليا" لدى شركة سينابس أناليتكس، بمشاركة نديم صادق المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "شيمر آي"، وبريسلاف ناكوف أستاذ في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهدى الخزيمي مديرة جامعة نيويورك أبوظبي للأمن الإلكتروني، حيث تطرق المشاركون لعدة مواضيع تناولت تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة النشر، والتحديات التي تواجهها.

وقال نديم صادق إن الذكاء الاصطناعي أمر مبهر للإنسان، لأنه سريع الأداء، فنحن لم نكن معتادون على ذلك، فكان البحث فيما مضى يستغرق مدة طويلة، أما الآن فهو سريع جدا ومدهش لدرجة تشعر البعض بالذعر، كما كانت القدرة على التدجين مرتبطة بالإنسان، والآن نرى الآلة تقوم بهذا الأمر عوضا عنه، إنها لحظات نادرة على مر التاريخ، فقد أدت إلى ازدهار البشرية بدون عمل.

كما تحدث نديم عن الجوانب الأخلاقية والنفسية لتأثير الذكاء الاصطناعي على الحياة اليومية للبشر، لافتا إلى أهمية الحديث عن التشريعات لاستخدام هذا التطور في مجالات مثل السلاح، وإطلاقها للعنان في مجالات أخرى مثل التعامل مع الطفل على سبيل المثال.

من جهته، استعرض بريسلاف ناكوف بعض التحديات الأساسية التي تواجه الشباب من صناع المحتوى والمؤلفين، مشيرا إلى أن بعض الطلاب لديهم لغات حديثة متطورة وهم يستخدمونها بشكل جيد في النصوص، ولكن يجب عدم المبالغة في الأمر كونه يعقّد الجمل أكثر من اللازم، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي يقوم بكتابة رسالة إلكترونية طويلة جدا، لكن معناها لا يتجاوز كلمتين، كما أنه قد ينتج محتوى ليس ذو قيمة، لذلك أرى أنه لا يمكن الاستغناء عن البشر، بل علينا إيجاد طرق للتعاون بين الآلة والعقل البشري، لأن الذكاء الاصطناعي بالنسبة لي هو بمثابة "طيار مساعد".

وأوضح ناكوف، في معرض حديثه عن التشريعات في مجال الذكاء الاصطناعي، بأن التطور التكنولوجي يأتي سريعا بينما يأتي التشريع بطيئا، لذلك علينا التثقيف بالتكنولوجيا، وتعريف الناس بالنافع منها والضار، وما ينبغي أخذه، وما ينبغي تركه منها.

وتحدثت هدى الخزيمي عن تأثر الذكاء الاصطناعي على النمو الاقتصادي، مشيرة إلى أهمية الوعي بأن هذا السياق ليس محدودا بتأثير الذكاء الاصطناعي نفسه، وإنما بتأثير الناشئة على العالم من خلال بناء تكنولوجيات جديدة وليس استهلاكها فحسب.

ولفتت هدى إلى أهمية الجانب الأخلاقي في موضوع الذكاء الاصطناعي وأنه يجب علينا الاعتراف بأننا كبشر قد وصلنا إلى الحافة من التطور التكنولوجي، إذ يجب أن تستخدم التكنولوجيا لجعل الحياة أسهل وأكثر إنتاجا وبشكل أخلاقي في ذات الوقت، إذ أن هنالك فجوة بين ما تقدمه التكنولوجيا وبين التشريعات والسياسات، وعلينا تحقيق التوازن بين هذين الأمرين.

المشاركون يستعرضون تطور أذواق المستهلكين في عصر إنشاء المحتوى عبر المنصات المتعددة

أجمع المشاركون في الجلسة الأولى من "حوارات مبتكرة" التي أقيمت ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للنشر والصناعات الإبداعية، على أهمية القصة والسرد في العمل السينمائي، وذلك خلال الحوار الذي جاء بعنوان "أسرار صناعة السينما: العلاقة الديناميكية بين الأدب والتطويع السينمائي" وشارك فيه كل من الممثل أحمد حلمي والمخرج السينمائي مروان حامد والروائي وكاتب سيناريو أحمد مراد.

أدار الحوار عيسى المرزوقي مقدم برامج إخبارية ومذيع على سكاي نيوز عربية، واستهله أحمد حلمي بالحديث عن تعريب الأفلام. وقال "لا أميل إلى تعريب الأفلام فهذا يدل على فقر في الأفكار، ولا يعني نجاح الفيلم في بلد معين نجاحه في بلد آخر، وإن حدث وتم تعريب العمل يجب أن يكون أفضل من العمل الأصلي".

بدوره قال أحمد مراد "إن الناس في العادة تعيش القصة ومن الممكن أن نقدم منها سينما وأدب مثل قصص 'ألف ليلة وليلة' التي أظهرتها خمس حضارات بأكثر من أسلوب. وركز على استناد الكُتاب والمخرجين على التاريخ"، مبينا "أن الكاتب يستوحي وهناك ثقة بالتاريخ وكأنه حاضر الآن، مع العلم أن التاريخ قد يكون وجهة نظر". ومن وحي تجربته أكد مراد على أن كتابة السيناريو تختلف عن كتابة الرواية.

وفي حديثه، أكد أحمد حامد على أن النجاح يبدأ من القصة، وفسر "إن فيلم الفيل الأزرق بكل أجزائه لا يعتمد على التقنيات والإبهار السينمائي بقدر اعتماده على القصة". ومن ثم انتقل للحديث عن الإنتاج السينمائي التاريخي.

وقال "يتطلب منا العمل التاريخي إعادة بناء كل شيء من شوارع وملابس وفنون قتالية مع حرصنا على عدم الإفراط في المعلومات التاريخية للحفاظ على السرد".

واستعرضت الجلسة الثالثة من جدول أعمال المؤتمر موضوع "تطور أذواق المستهلكين في عصر إنشاء المحتوى عبر المنصات المتعددة"، حيث شارك في الجلسة مازن حايك مستشار إعلامي والمتحدث الرسمي والمدير السابق لمجموعة إم بي سي، ومعاذ شيخ الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ستارز بلاي، وآشلي رايت نائبة الرئيس للتسويق والنمو لشركة OSN، الذين ناقشوا التحولات الجذرية التي طرأت على استهلاك المحتوى وميول المستهلكين، كما تطرقوا إلى كيفية تحقيق التوازن بين ما يطمح إليه المستهلك من محتوى متنوع وهادف.

وطرحت الإعلامية زينة صوفان كبيرة مذيعي الأعمال في تلفزيون الشرق للأخبار، التي أدارت دفة الحوار، على المشاركين عدة أسئلة حول تجارب شركاتهم مع المحتوى وميول المستهلكين، واستهل مازن الحايك حديثه بالتأكيد على جمالية وأهمية اللغة العربية، بمفهومها الشامل وبما تحتويه من عادات وتقاليد وقيم، مؤكدًا الاعتزاز بها إذ استطاعت المنافسة والدخول إلى الأسواق العالمية وإثبات حضورها في ظل تطور التقنيات المختلفة. كما تطرق إلى التحديات التي رافقت عملية تطوير المحتوى عبر المنصات المتعددة وإيصالها إلى الجمهور، منوّها إلى أن المنصات التقليدية ولاسيما التلفزيون شهدت تراجعا في الأداء وفقدت شعبيتها بين الجمهور، الذي هرب إلى منصات أخرى أصبحت تقدم له محتوى يلبي احتياجاته من حيث المضمون ومن حيث التفاعل.

بدوره تحدث معاذ الشيخ عن خصوصية منطقة الخليج العربي بالنظر إلى غيرها من المناطق الأخرى في العالم، فهي متعددة الجنسيات ومتنوعة الشرائح، ونحن بدورنا نحاول تقديم محتوى يناسب هذه البيئة وكافة الشرائح وأذواق المستهلكين بناءاً على دراسات معمقة.

كما نوه إلى معضلة التمويل والتحديات التي يواجهونها في هذا الصدد، لافتا إلى أهمية الشراكة مع الشركات والمؤسسات المختلفة، مشيرا إلى الشراكة مع اتصالات ودو الذي حقق فائدة كبيرة للشركة والمستهلك على حد سواء، كما تطرق إلى موضوع المواهب، مشيدا بتجربة مسلسل "كابوس" الذي تم إنتاجه في أبوظبي للفنان محمد رمضان، وحقق نجاحا باهرا وعائدات كبيرة لم تحققها أعمال أنتجت في هوليوود.

وقالت آشلي رايت إن تحول شركات صناعة المحتوى من الإعلام إلى مجال التطبيقات ساهم في التطور بشكل كبير، وقد حصل هذا الانخراط والتحول في مرحلة ما بعد جائحة كورونا حيث أصبحت هنالك حاجة للخروج من وجهة النظر والصناعة التقليدية، ودفعت رغبة وميول المستهلكين إلى إنشاء محتوى أو برامج قصيرة إلى حدوث تحول إيجابي وانخراط مع المجتمع بشكل أكبر.