قوات الدعم السريع تطوّق الفاشر بعد نفاد صبرها إزاء تصعيد الجيش

مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يتواصل مع جميع الأطراف لتهدئة التوتر في آخر معاقل الجيش السوداني.

الخرطوم - قال المتحدث باسم الأمم المتحدة اليوم الجمعة إن المنظمة تشعر بقلق متزايد بشأن تصاعد التوتر في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور السودانية وسط تقارير تفيد بأن قوات الدعم السريع تطوق المدينة، مما يشير إلى هجوم وشيك محتمل على آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور.

وأضاف المصدر نفسه أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتواصل مع جميع الأطراف لتهدئة التوتر في المنطقة.

والفاشر هي العاصمة الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".

ويأتي تحرك قوات الدعم السريع باتجاه الفاشر ردّا على التصعيد الذي ينتهجه الجيش السوداني وسعيه إلى تأجيج الأوضاع في المناطق التي تسيطر عليها قوات حميدتي.

وحرصت الدعم السريع طيلة الفترة الماضية على إبقاء الاشتباكات بعيدة عن المدنيين في المدينة، لكن الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه قاموا بمهاجمتها على مشارفها.

وتعدّ الفاشر مركزا تاريخيا للسلطة، فيما يثير القتال من أجل السيطرة على المنطقة مخاوف من تأجيج التوترات العرقية الناجمة عن النزاع الذي شهدته في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في بيان إن "المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك قلق بشدة لتصاعد العنف" في مدينة الفاشر وحولها "حيث قتل عشرات الأشخاص خلال الأسبوعين الأخيرين".

وأضاف البيان أن 43 شخصا على الاقل، بينهم نساء واطفال، قتلوا في المعارك بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بمساندة ميليشيات داعمة لكل من الطرفين، منذ 14 أبريل/نيسان، حين بدأت الدعم السريع تقدمها في اتجاه الفاشر.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في أبريل/نيسان 2023، تجددت أعمال العنف في إقليم دارفور غرب.

وتابع البيان أن "المدنيين عالقون في المدينة، الوحيدة في دارفور التي لا تزال تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية ويخشون أن يتم قتلهم إذا حاولوا الفرار".

وأشار إلى أن "هذا الوضع الكارثي يفاقمه نقص خطير في المواد الأساسية لأن إيصال السلع التجارية والمساعدة الإنسانية بات محدودا جدا بسبب المعارك، وشاحنات التسليم لم تعد قادرة على أن تعبر بحرية المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع".

وقال البيان أيضا "يدعو المفوض الأعلى إلى احتواء التصعيد فورا في ظل هذا الوضع الكارثي وإنهاء النزاع الذي يدمر البلاد منذ اكثر من عام".

ودعا تورك أيضا إلى "التحقيق في كل الانتهاكات والتجاوزات المحتملة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الانساني بهدف ضمان حق الضحايا في الحقيقة والعدالة والتعويضات".

وحذرت الخارجية الأميركية الأربعاء من هجوم "وشيك" محتمل على الفاشر وقال المتحدث باسمها ماثيو ميلر إن "الولايات المتحدة تدعو كل القوات المسلحة في السودان إلى أن توقف فورا الهجمات على الفاشر".

وتشكل الفاشر مركزا للمساعدات الإنسانية في دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة. وتضم المدينة عددا كبيرا من اللاجئين وبقيت حتى الآن في منأى نسبي من المعارك. لكن القرى المحيطة بها تشهد مواجهات وقصفا منذ منتصف الشهر الماضي.