لبناني يكتب قصص الحياة على انستغرام

قصص قصيرة للكاتب والناشط اللبناني وصانع المرطبات رجا فرح تدور حول الثورة وانفجار بيروت والكتابة تعتبر وسيلة علاجية بالنسبة له وبالنسبة لآخرين أيضا.

بيروت - رجا فرح كاتب لبناني وناشط وطاه محترف للمعجنات بدأ في رصد وتتبع ما يجري في بلاده عندما خرجت احتجاجات على مستوى البلاد ضد الساسة والنخبة الحاكمة قبل أكثر من عامين.
ونشر فرح أول قصة قصيرة عبر فيها عن مشاعره على حسابه على إنستغرام المسمى (أوه.ماي.هابينيس) في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وبعد أن اجتذب في البداية مئات المتابعين اتسعت قاعدة جهوره خلال الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في 2020 وبعد انفجار مرفأ بيروت ووصل الآن لما يزيد عن 20 ألف متابع لحسابه ممن يحبون قراءة قصصه القصيرة التي لا تزيد عن 150 كلمة.
 

ويحكي فرح كيف بدأ "خلال الثورة كنت أكتب إن لم يكن يوميا فكل يومين أو ثلاثة. عندما بدأ الإغلاق بسبب كورونا، كنت جبيس هذه الشقة بمفردي وقررت أنني أحتاج أن أفعل شيئا.. شيء يحفزني حقا ويدفعني للاستيقاظ في الصباح".
وتابع قائلا "قررت أن أبدأ في كتابة قصص قصيرة وكأنه كان تحد لذاتي في 150 كلمة أول أقل... ولست بالضرورة مستلهمة من الثورة كما كانت قليلا في البداية، لقد كنت أستلهمها من لبنان أكثر من الثورة. وبالتالي بدأت أكتب والناس بدأوا يشعرون بما أكتب ويرون أنفسهم فيه". ويقول الكاتب البالغ من العمر 43 عاما إن الكتابة كانت وسيلة علاجية بالنسبة له، وما يدعو للدهشة أنها كانت كذلك لآخرين أيضا.
وقال من شقته في بيروت وهو يشرح التفاعل الكبير مع القصص التي ينشرها "أعتقد أن قراءة أمر كان يدور ببالك بالفعل ولم تتمكن من التعبير عنه والتعامل معه يساعدك نوعا ما على استيعابه. وأعتقد أن هذا هو السبب أن الناس شعرت برابط مع ما أكتب".
وفي مايو/أيار العام الماضي، نشر فرح لنفسه أول كتاب بعنوان "291 يوما: قصص من الثورة وحتى انفجار بيروت" الذي يجمع كل ما كتب بين هذين الحدثين البارزين في لبنان.
ومن بين قصصه القصيرة الأقرب لقلبه قصتان هما "أيام الأحد في بيروت" و"زنود الست" والأخيرة تتحدث عن أن شعور الثورة له مذاق أطيب من حلوى زنود الست.
ويعمل فرح حاليا على رواية، وعلى الرغم من أنه لا يبيع مخبوزاته في الوقت الحالي فهو لا يزال يحضر الحلويات في المنزل ويصف الخبز بأنه أكثر ما يمنحه السكينة.