ماكرون يطرح مجددا مقترح إرسال قوات إلى أوكرانيا رغم الرفض الأوروبي

الرئيس الفرنسي يشير إلى ضرورة التفكير في إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا في حال اخترق الروس خطوط الجبهة.

باريس - أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجددا استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا معتبرا في مقابلة نشرتها "ذي إيكونوميست" اليوم الخميس أنه ينبغي طرح هذه القضية في حال اخترقت موسكو "خطوط الجبهة" وإذا طلبت كييف ذلك، رغم أن الدول الأوروبية رفضت هذه المبادرة، فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حرب نووية في حال تنفيذها.

وقال الرئيس الفرنسي للمجلة البريطانية "في حال اخترق الروس خطوط الجبهة وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع".

وأضاف أن "استبعاد ذلك من الآن يعني أننا لم نستخلص العبر من السنتين الماضيتين" عندما استبعدت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في البداية إرسال دبابات وطائرات إلى أوكرانيا بعد الغزو الروسي لها في فبراير/شباط 2022 قبل أن تغير رأيها على ما أفاد.

كما اعتبر أن روسيا "دخلت في منطق الحرب الشاملة" ويجب منعها من الانتصار في أوكرانيا، وإلا "فلن يكون لدينا أمن في أوروبا".

وردا على سؤال بشأن ما أدلى به ماكرون، قال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو إن تصريحاته "تهديدية"، فيما أوضح لقناة "أل سي إي" أنه "في حال نشر قوات أجنبية على الأرض الاوكرانية، سيتسع نطاق الحرب. هذه ليست حربنا، تصعيد النزاع سيكون خطرا للغاية" وكرر موقف بلاده بوجوب "وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات السلام".

وكان الرئيس الفرنسي قد أثار الجدل بدعوته في فبراير/شباط الماضي إلى إنشاء تحالف جديد لتزويد أوكرانيا بصواريخ وقنابل متوسطة وطويلة المدى، معتبرا أن هناك إجماعا واسعا على فعل المزيد وبشكل أسرع.

واقترح ماكرون إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا من أجل هزم روسيا، لكن مقترحه لم يجد أي تفاعل إيجابي من طرف دول الاتحاد الأوروبي التي نأت بنفسها عن هذه المبادرة.

والأسبوع الماضي شدد في خطاب بشأن مستقبل أوروبا على أن "الشرط الذي لا غنى عنه للأمن الأوروبي هو ألا تنتصر روسيا في الحرب العدوانية في أوكرانيا"، فيما وصف سلوك موسكو بعد غزوها لأوكرانيا بـ"الجامح".

وكان الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر الدول الأوروبية من اندلاع حرب نووية في حال أرسلت قوات للقتال في أوكرانيا، مشددا على أن بلاده "تمتلك الأسلحة اللازمة لضرب أهداف في الغرب".

بدوره أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "مجرد إثارة هذا الاحتمال يشكل عنصرا جديدا مهما جدا في الصراع".

ورفضت عدة دول غربية فكرة إرسال قوات إلى أوكرانيا ومن بينها ألمانيا، فيما أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أنه لن "يتم إرسال أي جندي إلى أوكرانيا سواء من الدول الأوروبية أو من الحلف الأطلسي"، موضحا أن "ما تم الاتفاق عليه منذ البداية ينطبق أيضا على المستقبل، وهو أنه لن تكون هناك قوات على الأراضي الأوكرانية مرسلة من الدول الأوروبية أو دول الناتو".

وفي سياق متصل قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس إن روسيا استخدمت أكثر من 300 صاروخ ونحو 300 طائرة مسيرة من طراز شاهد وما يزيد عن 3200 قنبلة موجهة في هجمات أبريل/نيسان على أوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي في منشور على تطبيق تيليغرام "القوة وحدها بإمكانها ردع هذا الإرهاب، قوة شعبنا، قوة الوحدة العالمية، قوة الضغط على روسيا، قوة أنظمة الدفاع الجوي المقدمة لأوكرانيا، قوة جنودنا المتمسكين بمواقعهم على الجبهة".

وكثفت روسيا في ربيع العام الجاري ضرباتها على البنية التحتية المدنية ومنشآت الطاقة في أوكرانيا، بينما كانت كييف تنتظر مساعدة إضافية من حلفائها وسط ضعف دفاعاتها الجوية. وتقول موسكو إنها تقصف الأهداف العسكرية المشروعة فقط.