مباحثات تركية مصرية لتعزيز التقارب

وزير الخارجية التركي يؤكد خلال لقاء نظيره المصري أن التعاون بين أنقرة والقاهرة ينعكس بفائدة كبيرة على شعبي البلدين.

أنقرة - أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال زيارة يؤديها اليوم السبت إلى أنقرة أن القاهرة تعمل على توثيق التعاون مع تركيا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، فيما دشّن البلدان صفحة جديدة في العلاقات بعد قطعية امتدت على أكثر من عقد بسبب دعم تركيا لجماعة الإخوان والحملات الإعلامية ضدّ القاهرة.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر مع نظيره المصري إن التعاون بين أنقرة والقاهرة ينعكس بفائدة كبيرة على شعبي البلدين، لافتا إلى أنه "من هذا المنطلق أظهر البلدان إرادة للارتقاء بالعلاقات أكثر".
وذكر فيدان أن الإرادة في هذا الاتجاه ظهرت على مستوى القادة خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في فبراير/شباط الماضي، مشيرا إلى أنه تم التوقيع في القاهرة على إعلان مشترك بشأن إعادة تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.
وأفاد بأن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تركيا بمناسبة اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى مدرجة على جدول الأعمال.

بدوره قال وزير الخارجية المصري "نتطلع للقاء قريب بالقاهرة لترتيب انعقاد المجلس التعاون الاستراتيجي وترتيب زيارة الرئيس المصري إلى تركيا في المستقبل القريب".
وتابع "نحن بصدد دراسة إطار قانوني واسع من الاتفاقيات والانتهاء منها تحضيرا لاجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي".
وبشأن القضايا الإقليمية، أكد شكري سامح أنه "يجب التعامل بجدية لمنع تهجير الفلسطينيين والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وسعت تركيا خلال العامين الماضيين إلى إنهاء التوتر مع مصر، إذ أدارت ظهرها للإخوان وأجبرت قنوات إخوانية تبث من إسطنبول على التوقف عن مهاجمة الحكومة المصرية وإلغاء برامج دأبت على التحريض والعنف.

ومهّدت المصافحة التاريخية بين السيسي وأردوغان خلال مونديال قطر الطريق إلى المصالحة بين البلدين وإنهاء سنوات من العداء، فيما انتظرت السلطات المصرية خطوات جادة لتدشين صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.  

وكثفت تركيا خلال الآونة الأخيرة من جهودها لإنهاء عزلتها الإقليمية واستعادة ثقة شركائها العرب والخليجيين لإعادة إنعاش اقتصادها وتنشيط سوقها التي هجرتها الاستثمارات الأجنبية بسبب سياسات أردوغان الخارجية العدائية التي أدت إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.

وردا على سؤال حول التداعيات المحتملة للتوتر بين تل أبيب وطهران على المنطقة، قال فيدان إن "الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والدعم الغربي غير المشروط له هو أحد الأسباب الرئيسية لمشكلة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط".
وأكد ضرورة التركيز على هذه المشكلة الجوهرية قائلا "أولويتنا الأولى يجب أن تكون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ صيغة حل الدولتين"، محذرا من أنه "إذا لم يحدث ذلك فإن التوتر في المنطقة سيستمر في التصاعد".
وأردف "إذا لم يتم حل هذه الأزمة كما ينبغي، وإذا لم يُمنح الفلسطينيون الدولة والاستقلال والسيادة التي يستحقونها، فإن مثل هذه الأزمات ستتواصل في منطقتنا على نحو متزايد".
وأكد على أن مقولة بعض الدول "هذه الأمور تحدث فقط في الشرق الأوسط، ولن يكون لها أي تأثير علينا"، تندرج تحت بند "ترف القول".
وأوضح أن كل ما يحدث على صعيد فلسطين يحرك خطوط صدع عالمية وأن التطورات في المنطقة من شأنها التأثير على كل جزء من العالم.