'مرار بطعم الشوكلاتة' ينكأ جراح التنمر الوظيفي

المخرج المصري مصطفى وفيق يكشف في هذا الحوار أضرار العلاقات المهنية السامة ويسلط الضوء على مسؤولية الفنان في تغيير الواقع الاجتماعي.

الرباط - تدور أحداث فيلم "مرار بطعم الشوكولاتة" للمخرج المصري مصطفى وفيق، حول شخصية "جهاد" وزميلها "سيد"، إذ تعاني "جهاد" من معاملة مديرهما "عادل منصف" وتفضيل زميلتهم الكسولة "جميلة" عليهم.

العمل من تأليف وإخراج مصطفى وفيق وبطولة كل من وئام سام، وعمر عسران، وولي حنا، وعلي الشرشابي.

تم عرض الفيلم في سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية كجزء من برنامج نادي السينما المستقلة التابع لصندوق التنمية الثقافية ، وسيعرض في 20 أيار/ ماي 2024، ضمن فعاليات جمعية تنمية الإبداع السينمائي وفنون الاتصال.

وفي هذا السياق قامت "ميدل ايست اونلاين" بحوار مع المخرج المصري مصطفى وفيق حول كواليس فيلمه الاخير، وفيما يلي نص الحوار:

كيف تنعكس تجربة التنمر الوظيفي التي تعيشها شخصية "جهاد" و"سيد" على الواقع الاجتماعي الحالي؟

هذه القصة استوحيتها من مشاهد حقيقية تحدث في المجتمع، فكثيراً ما نرى في بعض المؤسسات والشركات موظفين متفانين في عملهم، وعلى الرغم من هذا يكونون ضحية للمحسوبية.

هل تروّج لرؤية معينة حول العدالة الاجتماعية من خلال تناول قصة التنمر والتمييز في العمل؟

طبعاً، فإن التنمر الوظيفي من شأنه أن يؤثر بالسلب على رغبة الموظفين في العمل، ما يدفعهم إلى الغضب من مكان عملهم والبحث عن مكان آخر، كما يفقد صاحب العمل مهارتهم وكفائتهم، فالموظفين هم رأس مال الشركات الأساسي.

كيف يمكن أن يلعب الفن والسينما دورًا في تحفيز المجتمع على التفكير في قضايا مثل التنمر الوظيفي؟

الفن الصادق هو الذي ينبع من نسيج المجتمع ويعبر عنه، ولا يشترط أن يقترح حلول، إذ يكفي فقط إلقاء الضوء على مشكلة معينة، كما حدث مع أفلام مثل "جعلوني مجرماً" و"كلمة شرف" ومسلسل "تحت الوصاية" الذي تشرفت بأن أكون ضمن فريق مساعدي الإخراج فيه، أما فيلمنا هذا فيهاجم المحسوبية في مجال العمل ويطرح أهم نقاطه السلبية.

هل كنت تستهدف جمهورًا معينًا عند صنع الفيلم؟ وهل تأمل أن يتأثر هذا الجمهور بالعمل؟

على الرغم من أن أحداث الفيلم تدور في شركة وتخص مرحلة متوسطي العمر، إلا إنني وفريق العمل تعمدنا تبسيط طريقة عرض الفكرة حتى تصل للجميع، وذلك من خلال جعله صامتاً وساخراً بشكل يحاكي أفلام الرسوم المتحركة القديمة، وتعمدنا أيضاً ألا نحدد مجال عمل الشركة محور الأحداث في الفيلم.

هل استخدمت أسلوبًا معينًا أو رموزًا لتعزيز التأثير العاطفي والفهم العميق لتجربة الشخصيات؟

نعم كما سبق أن قلت في السؤال السابق، هذا الفيلم صامت وساخر بشكل يحاكي أفلام الرسوم المتحركة القديمة، وذلك لكي يجعل المشاهد يرى مشكلة في حياتنا اليومية، ولكن بشكل يجعله يسخر منها، كما أن فكرة الفيلم الصامت تطلبت من الممثلين مجهوداً كبيراً، فهو أصعب من التمثيل بحوار، وذلك لإبراز مشاعر الشخصيات، وايضا لعبت الموسيقى التصويرية لزميلنا محمد قابيل دوراً كبيراً في إضافة شكل من خفة الظل على العمل.

كيف يمكن للفيلم أن يلعب دورًا في تشجيع المجتمع على محاربة التمييز في محيط العمل؟

نعم، هذا يحدث من خلال تتابع مشهدي النهاية عندما نرى أثر تمييز المدير "عادل" على كل من شخصيتي "جهاد" و"سيد"، وكيف ستصير شخصيتيهما في النهاية، وأعتقد أن الأثر النهائي هو الأقوى في إيصال الرسالة.

هل تعتبر أن الفنان لديه مسؤولية اجتماعية ليفضح الظلم والتنمر من خلال أعماله؟

الفن هو جزء من حياتنا اليومية، لذلك عندما يعبر عنها الفنان بأسلوبه يصبح فناً راقياً وصادقاً، وأتفق أيضاً أن الفن الترفيهي مطلوب، ولكن لا نمزجهما معاً كي نحصل على عمل ممتع وفي نفس الوقت يناقش قضية مهمة، وبالتالي فإجابتي هي نعم، الفنان مسؤول عن التعبير عن مشاكل وقضايا المجتمع الذي يعيش فيه.

هل ترى أن التغيير في مواقف الناس تجاه التنمر يمكن أن يبدأ من خلال تأثير الأفلام والقصص الفنية؟

بالطبع، فكثير من الناس يتأثرون عندما يشاهدون عمل فني صادق يعبر عنهم ونابع من قضايا مجتمعهم.

هل كنت تتوقع التفاعل العاطفي والاستجابة الاجتماعية التي حصلت عليها من الجمهور عند عرض الفيلم؟

نعم، ونحن نسعى لتنظيم عروض اخرى خلال الشهور القادمة بإذن الله.

هل تعتبر أن  الاداء التمثيلي يمكن أن يلعب دورًا في تشكيل مفاهيم المجتمع ؟

نعم، إذا كان جيدا، فأنا مؤمن بدور الممثل البارع في تشكيل ثقافة المجتمع لأنه يكون أكثر تأثيرا.