مستقبل الوقود الأحفوري ملف شائك لن يحسم في مؤتمر المناخ

تعارض وجهات النظر بشأن الوقود الأحفوري ينعكس في الخيارات المفتوحة التي تتراوح من الدعوة إلى الخروج المنظم والعادل إلى عدم التطرق إليه على الإطلاق.

دبي - عبرت عدة بلدان نامية عن استنكارها لما وصفته بأنه "نفاق" لدى الدول الغنية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وكندا، التي لا تمثل قدوة يمكن الاحتذاء بها في ما يتعلق بالاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري في حين ترغب في أن تتخلى الدول الفقيرة عنه.

وما زالت كل الخيارات مطروحة على الطاولة في اليوم السادس من مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين للمناخ، بين الاستغناء عن الوقود الأحفوري أو تجنب التطرق إليه تمامًا، في حين تستمر معاناة العالم جراء تبعات التغير المناخي.

وقالت جنيفر مورغن، مبعوثة ألمانيا للمناخ "هدفنا واضح. مصادر الطاقة المتجددة هي المستقبل، ونهاية عصر الوقود الأحفوري يجب أن تصبح أمرًا ملموسًا هنا في مؤتمر الأطراف".

وقال المبعوث الأميركي جون كيري لقناة CNA "أنا واثق من أننا سنتوصل إلى حل وسط سنتقدم بفضله في الاتجاه الصحيح".

وكان وزير الطاقة السعودي حاسمًا بقوله إنه يعارض أي اتفاق يتعلق بخفض الوقود الأحفوري، معبرًا عن تمسك الأطراف التقليدية بمواقفها.

وطالبت عدة أصوات من الدول النامية، الدول الغنية بالالتزام بتقديم مساعدات مالية أكبر بكثير تمكنها من الاستثمار في الطاقات المتجددة وعملية التحول.

وقال الكوبي بيدرو لويس بيدروسو رئيس مجموعة 77 والصين التي تضم البلدان النامية والناشئة لوكالة فرانس برس "إذا اكتشف بلد فقير النفط، كيف يمكننا أن نقول له إنه لا يستطيع استغلاله، إذا لم يساعده أحد؟". وتعد مجموعة 77 والصين أساسية في المفاوضات بين الشمال والجنوب.

ولخصت النسخة الثانية الواقعة في 24 صفحة صباح الثلاثاء من مسودة تشكل أساسًا للمناقشات التي ستقود إلى تبني النص النهائي في ختام مؤتمر الأطراف، الخيارات المختلفة التي طرحتها حوالى 200 دولة تتفاوض في دبي.

وينعكس تعارض وجهات النظر في الخيارات المفتوحة بشأن مستقبل الوقود الأحفوري وتراوح من الدعوة إلى "الخروج المنظم والعادل من الوقود الأحفوري" إلى عدم التطرق إلى الموضوع على الإطلاق، الأمر الذي ينذر بمفاوضات شائكة حتى 12 كانون الأول/ديسمبر، الموعد المقرر لاختتام المؤتمر.

والموضوع الآخر الذي يتعين على المفاوضين خوضه هو بشأن تضمين النص هدف مضاعفة الطاقات المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 أو عدم التطرق إليه.

وقالت لورانس توبيانا التي صاغت اتفاق باريس التاريخي عام 2015 "ليس لدينا حاليا أي وضوح في الرؤية حول التوازن في الاتفاق من خلال النصوص المقترحة، لأن كل الخيارات مطروحة. ... لا يمكننا أن نرى نقطة التوازن لأن كل شيء مطروح على الطاولة".

وأضافت "من ناحية، هذا أمر طبيعي في هذه المرحلة من المفاوضات، لكنه ينذر بأنها ستكون صعبة خصوصا لأننا نتحدث عن المشكلة الكبرى المتمثلة في الوقود الأحفوري وبطريقة مباشرة تمامًا".

وتظاهر العشرات عند مدخل المؤتمر المنعقد في معرض دبي تحت أشعة الشمس الساطعة صباح الثلاثاء، أمام صورة كبيرة لكوكب الأرض المشتعل. وهتف المتظاهرون "أخرجوا الملوثين!".

وحصل ما يقرب من 2500 من أعضاء جماعات الضغط التي تعمل لصالح شركات الوقود الأحفوري على اعتماد للمشاركة في المؤتمر، وفق ما أفاد تحالف من المنظمات غير الحكومية الثلاثاء.

وقال توماس هارمي جوزيف من الشبكة الأميركية غير الحكومية Indigenous Environmental Network  "ليس لدي أي ثقة في أن مؤتمر الأطراف سينجح (إذا) واصلت الأمم المتحدة في السماح لقطاع الوقود الأحفوري" بقيادة المناقشات.

وحذر علماء من مشروع الكربون العالمي الثلاثاء من أنه "بات حتميًا" أن يتجاوز العالم عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار على نحو "مستمر"، وهناك احتمال بنسبة 50 بالمئة لأن يحدث ذلك في غضون سبع سنوات فقط.

ووصل متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين لأول مرة في يوم واحد في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، ومن المتوقع أن يلامس عام  2023 عتبة 1.5 درجة مئوية في المتوسط، لكن اتفاق باريس يرتكز على ارتفاعات ثابتة على المدى الأطول، وليس على مدى يوم أو سنة.