مصر تستعد لإنشاء أولى محطاتها النووية بمدينة الضبعة

محطة الضبعة ستضم أربعة مفاعلات من الجيل "3+" العاملة بالماء المضغوط باستطاعة إجمالية 4800 ميغاواط، بواقع 1200 ميغاواط لكل منها ومن المقرر إطلاق المفاعل الأول فى 2028.

القاهرة - تستعد مصر في السادس من أكتوبر الجاري لبدء تشييد منطقة الضبعة النووية بالتعاون مع روسيا، حيث تقرر أن تشهد البلاد تركيب أول قطعة نووية "مصيدة قلب المفاعل" في تزامنا مع احتفالات أكتوبر.

وتعمل مصر على إنشاء أولى محطاتها النووية بمدينة الضبعة، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بموجب تعاقد وقعته مع شركة "روسأتوم" الحكومية الروسية عام 2015. وتضم المحطة 4 مفاعلات بقدرة 1.2 غيغاواط لكل منها، وتبلغ تكلفة إنشائها 30 مليار دولار، 85 في المائة منها يتم تمويلها عبر قرض روسي بقيمة 25 مليار دولار.

وعرضت قناة "آرتي" اللقطات الأولى لاستعدادات محطة الطاقة النووية في مصر والتجهيزات النهائية قبل تركيب أول قطعة نووية في المفاعل النووي الأول.

وقال السفير الروسي بالقاهرة في تصريحات للقناة الروسية "سيكون هذا رمزا جديدا لصداقتنا مع مصر"، موضحا: "بعد الانتهاء من بناء المفاعل العام المقبل، سيصبح الأكبر في العالم".

ومن المقرر أن يتم صب الأساسات الأولى للمفاعل الرابع في نوفمبر المقبل، بعد الحصول على تصريح الإنشاء من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.

ووقعت مصر وروسيا في 19 نوفمبر 2015 اتفاق تعاون لإنشاء محطة للطاقة الكهرذرية بكلفة استثمارية بلغت 25 مليار دولار قدمتها روسيا قرضا حكوميا ميسّرا للقاهرة.

كما وقع الرئيسان عبد الفتاح السيسي، وفلاديمير بوتين في ديسمبر 2017 الاتفاقات النهائية لبناء محطة الضبعة خلال زيارة الرئيس الروسي للقاهرة.

وستضم محطة الضبعة أربعة مفاعلات من الجيل "3+" العاملة بالماء المضغوط باستطاعة إجمالية 4800 ميغاواط، بواقع 1200 ميغاواط لكل منها، ومن المقرر إطلاق المفاعل الأول فى 2028.

وتوضع "مصيدة قلب المفاعل" أسفل "حلة ضغط المفاعل"، لكل وحدة من الوحدات النووية الأربع، حيث يكون دورها في حالات الحوادث الشديدة، وعند انصهار قلب المفاعل تقوم بالتقاط المواد المنصهرة، التي تحمل مواد مشعة، تصل درجة حرارتها إلى نحو 2000 درجة مئوية، كما تمنع وصولها إلى جوف الأرض.

وبحسب الشركة الروسية، فإن "مصيدة قلب المفاعل" تعد واحدة من أهم الوحدات اللازمة لبناء المفاعل النووي، حيث إنها تعمل على الاحتفاظ بالمواد المنصهرة، وتحافظ عليها وتبردها، كما تضمن تقليل نسب تولد الهيدروجين وتقلص الضغط العالي في حالة وقوع حادث.

وقالت الشركة أنها تشيد محطة الضبعة بأفضل التقنيات عالميا، وبأعلى معايير الأمان والسلامة، التي أكدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبحسب الدكتور أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية، فإنه جرى حتى الآن إتمام الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثالثة في 3 مايو أيار الماضي، بعد أن تم في العام الماضي تحقيق الصبة الخرسانية الأولى للوحدتين النوويتين الأولى والثانية.
وأضاف في بيان أن هذا العام سوف يشهد الحصول على إذن الإنشاء للوحدة النووية الرابعة وبدء أعمال الصبة الخرسانية الأولى لها، كما سيتم تركيب أول معدة نووية بالوحدة الأولى، وهي "مصيدة قلب المفاعل" في السادس من أكتوبر من هذا العام.

وكانت قد ذكرت مصادر مطلعة أنه جرت مباحثات غير معلنة بين شركتين أميركية وروسية مع مسؤولي هيئة المحطات النووية المصرية بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، والتشاور بشأن تقديم عرض رسمي يتضمن إنشاء مفاعلات طاقة نووية صغيرة مع توفير جهات بنكية تتولى تمويل المشاريع بشروط ميسرة.

وتتميز المفاعلات النووية الصغيرة بإمكانية تصنيع أكثر من وحدة توليد طاقة في منشأة واحدة، فضلاً عن سهولة نقلها وتوطينها في مواقع نائية لا يمكن إقامة المفاعلات التقليدية فيها. وتنتج المفاعلات الصغيرة ما يتراوح بين 50 إلى 300 ميغاواط من الكهرباء، وتكلفتها أقل من المفاعلات الكبيرة ويمكن تشييدها وفق مراحل أسرع وبوقتٍ أقل. لكنها في المقابل تولّد إشعاعات نووية أكثر لكل وحدة طاقة تنتجها مقارنةً بالمفاعلات الكبيرة.

ويوجد حول العالم حالياً ثلاث مفاعلات نووية صغيرة ناشطة، تولّد الطاقة الكهربائية في كل من روسيا والصين والهند. و4 مشاريع لمفاعلات نووية صغيرة وصلت لمراحل متقدّمة من الإنجاز في كل من روسيا والصين والأرجنتين.