موت اول انسان بقلب خنزير لم يعد لغزا غامضا

خبراء أميركيون يعلنون ان رجلا زرعوا في جسمه قلب خنزير معدل وراثيا كان مصابا بفيروس مصدره الخنازير، ما يعد تفسيرا محتملا للوفاة.

واشنطن - أعلن خبراء أميركيون أن الرجل الذي زرعوا في جسمه قلب خنزير معدل وراثيا، كان مصابا بفيروس مصدره الخنازير، ما قد يفسر سبب وفاته لاحقا.

رغم أنّ سبب وفات الرجل في مارس/ آذار ما زال قيد التحقيق، بحسب المركز الطبي في جامعة ماريلند، "عُثر على فيروس مضخّم للخلايا مصدره الخنزير، خلال اختبار محدد عالي الحساسية".

وأضاف بيان صادر عن الجامعة ألا وجود "لدليل يشي بأنّ الفيروس تسبب بالالتهاب الذي أصاب المريض، أو أنّه أصاب أيّ من الأنسجة أو الأعضاء المحيطة بالقلب". لكنّه يضاف إلى أسباب الموت المحتملة، ضمنًا "واقع قصور القلب المتقدم الذي كان يعاني من المريض قبل الزرع".

وكان الخنزير الواهب خضع "للفحوص الخاصة للأمراض مرات عدة" تماشيًا مع بروتوكولات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بينها اختبار أجري قبل نقله إلى ماريلند، ثم قبل إجراء عملية الزرع بعد أيام عدة. وأشار المركز الطبي أنّ الحيوان "نما في مرفق تُعتمد فيه أساليب مصممة لمنع إصابة الحيوانات الواهبة بفيروس مضخم الخلايا ومسببات الأمراض المحتملة الأخرى".

وكان متلقي القلب يعاني من مرض قلب عضال لا يؤهله الخضوع لعملية زرع قلب تقليدية، أو مضخة قلب صناعية.

وتضمنت عملية الزرع الأولى من نوعها إدخال وتعديل بعض جينات من الخنزير المتبرع لمنع جهاز المناعة البشري من رفض العضو، وكذلك إقصاء جين مسؤول عن نمو أنسجة قلب الخنزير للحد من ذلك. وقبل وفاة بينيت، عمل القلب المزروع على نحو جيد لأسابيع عدة من دون أن تظهر مؤشرات لأي حالة رفض مناعية.

اول مريض عاش بقلب خنزير
فيروس مضخم للخلايا في الخنازير ربما قتله

وفي ندوة عبر الإنترنت استضافتها الجمعية الأميريية لزراعة الأعضاء ، تحدث جراح  المريض بينيت، بارتلي غريفيث عن الفيروس ومحاولات الأطباء لمعالجته، وفقا لتقرير "إم آي تي ​​تكنولوجي ريفيو"، الذي نشر لأول مرة يوم الأربعاء الماضي.

وقال غريفيث في الندوة: "لقد بدأنا في معرفة سبب وفاة ديفيد بينيت"، وأضاف: "ربما كان (الفيروس) هو السبب في حدوث هذا الأمر برمّته".

وبعد وقت قصير من الجراحة التي أجراها ديفيد بينيت، راقب الجراح بارتلي غريفيث وفريق عمله تعافيه بشكل متكرر من خلال اختبارات الدم المختلفة، لكن في أحد الاختبارات فحص الأطباء دم بينيت بحثا عن آثار للفيروسات والبكتيريا المختلفة، واكتشفوا وجود "نقطة صغيرة" تشير إلى وجود الفيروس المضخم للخلايا في الخنازير، ومع ذلك، نظرا لأن مستوياته كانت منخفضة جدا، افترض الأطباء أن النتيجة قد تكون خطأ.

وكشف غريفيث أيضا في الندوة عبر الإنترنت أنه نظرا لأن اختبار الدم الخاص كان يستغرق ما يقرب من 10 أيام لإجرائه، لم يتمكن الأطباء من معرفة أن الفيروس بدأ بالفعل في التكاثر بسرعة، ونتيجة لذلك، قد يكون هذا قد أثار رد فعل يعتقد غريفيث الآن أنه من المحتمل أن يكون "انفجارا خلويا"، وهو عاصفة من الاستجابة المناعية المبالغ فيها التي يمكن أن تسبب مشاكل خطيرة.

وتابع، أنه في محاولات لمحاربة عدوى بينيت، مع الحفاظ على إبقاء جهازه المناعي تحت السيطرة، زوده الأطباء بالغلوبولين المناعي الوريدي، بالإضافة إلى "سيدوفوفير"، وهو دواء يستخدم أحيانا لمرضى الإيدز، بعدها ظهرت على بينيت علامات الشفاء بعد 24 ساعة، قبل أن تتدهور حالته مرة أخرى.

وقال غريفيث في الندوة عبر الإنترنت: "أنا شخصيا أشك في أنه طور تسريبا في الشعيرات الدموية استجابة لانفجاره الالتهابي، والذي ملأ قلبه بالوذمة، وتحولت الوذمة إلى نسيج ليفي، ودخل في قصور حاد في القلب الانبساطي".

وقال غريفيث خلال الندوة عبر الإنترنت: "إذا كانت هذه عدوى، فمن المحتمل أن نمنعها في المستقبل".