ميقاتي وجوزيف عون إلى باريس في ذروة التصعيد بين إسرائيل ولبنان

الرئيس الفرنسي يستقبل الجمعة في باريس رئيس الوزراء وقائد الجيش اللبنانيين، على وقع توترات داخلية وإقليمية.

باريس - أعلن قصر الإليزيه اليوم الخميس أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل الجمعة في باريس رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون، على وقع توترات داخلية وإقليمية، فيما تشهد حدود لبنان الجنوبية تصعيدا غير مسبوق من حيث وتيرة ونوعية الهجمات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل.

ويتوقع أن يصل رئيس حكومة تصريف الأعمال ظهر اليوم الجمعة إلى الإليزيه بحسب المكتب الإعلامي للقصر، في وقت يواجه لبنان أزمة سياسية خطيرة ويهدده خطر التصعيد في الشرق الأوسط بعد هجوم إيران على اسرائيل.

وسيكون قائد الجيش الذي التقى نظراءه الأوروبيين في مارس/آذار في إيطاليا سعيا للحصول على مساعدات لقواته حاضرا أيضا، بحسب الرئاسة الفرنسية دون مزيد من التفاصيل.

وقال ماكرون اليوم الخميس في ختام قمة للاتحاد الأوروبي، أيد فيها زعماء التكتل فرض عقوبات جديدة على إيران بعد هجومها على إسرائيل، "علينا أن نراقب استقرار لبنان عن كثب".

وأضاف "قرر المجلس الأوروبي زيادة دعمه للقوات المسلحة في لبنان وسيتم تقديم المساعدة لاتخاذ الخطوات الأساسية اللازمة لاقتصاده وحتى يتمكن من التعامل مع اللاجئين السوريين".

وقال ماكرون "سأستضيف غدا رئيس الوزراء ميقاتي وقائد الجيش عون في باريس لتوضيح خارطة الطريق في هذا الصدد".

ويلعب الجيش دورا حاسما في الحفاظ على استقرار لبنان. ويقيم العماد جوزيف عون علاقات جيدة مع معظم الأحزاب ويُعتبر أحيانا أنه يمثل الحل للأزمة السياسية التي تهز البلاد.

ومثّل قائد الجيش طيلة عقود خيار التسوية كلما دخل لبنان في شغور رئاسي، فباستثناء الرئيس السابق ميشال عون الذي وصل إلى الرئاسة بتسوية العهد أو الصفقة التي أدارها حزب الله، بين عون ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري في 2016، لجأت القوى السياسية لانتخاب قائد الجيش ميشال سليمان في 2008 خلفا للرئيس الأسبق والقائد الأسبق للجيش إميل لحود بعد نحو عامين من الشغور الرئاسي.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لم يتمكن النواب اللبنانيون من الاتفاق على خلف له، مع انقسام البرلمان بين معسكر التيار المؤيد لحزب الله الموالي لإيران وبين خصومه.

ويترأس نجيب ميقاتي حكومة تصريف أعمال لها صلاحيات محدودة، ويقوم بتسيير أعمال البلاد التي تخشى الانجرار إلى صراع واسع النطاق مع إسرائيل.

ومنذ عام 2020، تسعى فرنسا، قوة الانتداب السابقة، لإيجاد حل في هذا البلد الذي يعاني من انسداد الأفق السياسي بشكل متكرر وفي خضم انهيار اقتصادي، دون أن تتمكن من تجاوز الخلافات بين الاطراف.

والرئيس ماكرون الذي حاول مرتين تغيير الوضع بالتوجه إلى بيروت بنفسه، كلف وزير خارجيته السابق جان إيف لودريان هذه المهمة في 2023.

وفشل المبعوث الفرنسي إلى بيروت خلال 3 زيارات أداها إلى لبنان في دفع الفرقاء السياسيين إلى حوار لوضع حد لمتاهة الشغور الرئاسية.  

ومنذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأل يشهد لبنان تبادلا للقصف بشكل منتظم بين حزب الله وإسرائيل. وأعلنت الجماعة اللبنانية اليوم الخميس استهداف تجمعات ومواقع عسكرية عدة شمال إسرائيل، فيما واصلت الأخيرة تكثيف قصفها الجوي والمدفعي مستهدفة عدة منازل في مناطق متفرقة جنوب لبنان.
وتفاقم الوضع مع الهجوم الإيراني على إسرائيل بأكثر من 350 طائرة مسيرة وصاروخا ليل السبت الأحد، مما أثار مخاوف من تصعيد إقليمي جديد.

وأعلنت الدولة العبرية أنها تحتفظ "بحق حماية نفسها" لكنها لم تقدم معلومات عن وسائل وتوقيت وأهداف عملية محتملة.

وقُتل قيادي في حزب الله الثلاثاء في جنوب لبنان بضربة للجيش الإسرائيلي الذي نفذ سلسلة غارات في حين أعلن حزب الله المدعوم من إيران مسؤوليته عن هجمات على شمال إسرائيل.

وعلى لبنان أن يتعامل مع وجود مليوني سوري على أراضيه فروا من الحرب في بلادهم، وهو أعلى عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد السكان، في العالم.