نجوم زائفة تكشف أن الزمن كان أبطأ بخمس مرات في بداية الكون

الباحثون يستعينون ببيانات جُمعت على مدار عقدين لقياس هذه الظاهرة المسمى تمدد الزمن الكوني.

باريس - أظهرت دراسة علمية حديثة أن الوقت كان يمرّ أبطأ بخمس مرات في مراحل الكون المبكرة.

واستخدمت هذه الدراسة للمرة الأولى أجساما كونية ساطعة جدا تُعرف بالنجوم الزائفة لتأكيد هذه الظاهرة الغريبة.

وأوضح عالم الفيزياء الفلكية بجامعة سيدني والمعد الرئيسي للدراسة جيراينت لويس لوكالة فرانس برس أنه بحسب نظرية النسبية التي طرحها ألبرت أينشتاين، يُفترض بسبب توسع الكون "أن نلاحظ نمو الكون البعيد في حركة بطيئة".

واستخدم الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها الاثنين مجلة "نيتشر أسترونومي"، ملاحظاتهم عن نجوم تُنهي حياتها في الانفجار، تُعرف بالمستعرات العظمى (سوبرنوفا)، لإظهار أن الوقت بدا وكأنه يمر أبطأ بمرتين عندما كان الكون في نصف عمره الحالي، وهو 13.8 مليار سنة.

ووفق نتائج الدراسة الجديدة التي استخدمت الكوازارات (النجوم الزائفة)، وهي أكثر إشراقا بشكل لا يضاهى، لتعود إلى ما يصل إلى مليار سنة بعد ولادة الكون، فإن الوقت يبدو أنه يتدفق هناك أبطأ بخمس مرات.

وقال البروفيسور لويس "يبدو أن كل شيء يسير في حركة بطيئة" لمن يراقب هذه الحركة اليوم، ولكن "إذا كان بإمكاني نقلك بطريقة سحرية عشرة مليارات سنة إلى الوراء لإسقاطك بالقرب من أحد هذه النجوم الزائفة، ومشاهدة ساعة التوقيت الخاصة بك، فسيبدو كل شيء طبيعيا"، مشيرا إلى أن "الثانية ستكون ثانية".

وحلّل لويس وعالم الإحصاء من جامعة أوكلاند النيوزيلندية بريندون بروير، بيانات من 190 نجما زائفا جُمعت على مدار 20 عاما، وذلك لقياس هذه الظاهرة، التي تسمى تمدد الزمن الكوني.

وتُعرف النجوم الزائفة، وهي نوى مجريّة بها ثقب أسود فائق الكتلة في مركزها، بأنها أكثر الأجسام سطوعا وطاقة في الكون، ما يجعلها "منارات عملية جدا لرسم خرائط الكون". بحسب البروفيسور لويس.

وكانت الصعوبة تكمن في تحويلها إلى ساعات كونية سهلة الاستخدام مثل المستعرات العظمى التي توفر إشارة واحدة لكنّها موثوقة بمرور الوقت.

بالنسبة للكوازارات، حقق الباحثون هدفهم بفضل عدد كبير من البيانات، إضافة إلى تقدم أُحرز أخيرا في الفهم الإحصائي للأحداث العشوائية.

في هذه الحالة، نجح الباحثون في تفسير الصدمات المتعددة التي تحدث عندما يمتص الثقب الأسود للنجم الزائف المادة.

وقد شبّه لويس ذلك بعرض للألعاب النارية، حيث يبدو أن البخاخات الكبيرة تنفجر عشوائيا، لكن عناصرها "تتألق ثم تتلاشى" وفق وتيرة زمنية محددة ومنتظمة.

وقال لويس "لقد حللنا عرض الألعاب النارية هذا، وأظهرنا أن النجوم الزائفة أيضا يمكن استخدامها كمنارات زمنية للكون في مراحله المبكرة"، وبذلك أثبت الباحث أن "أينشتاين على حق مرة أخرى".

وقد فشلت محاولات سابقة لاستخدام النجوم الزائفة لقياس نظرية تمدد الزمن الكوني، بعدما أدت إلى "اقتراحات غريبة"، بينها أن الكوازارات لم تكن كائنات بعيدة بالدرجة التي أظهرتها الملاحظات.

كما أن الدراسة الجديدة "تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح" من خلال إظهار أن هذه الأجسام تخضع أيضا لقوانين الكون.