نذر حرب أوسع تلوح من جنوب لبنان

صحيفتان فرنسيتان تتحدثان عن تطورات متسارعة على الحدود بين إسرائيل ولبنان قد تنزل إلى حرب أوسع نطاقا.

باريس - سلطت صحيفة 'ليبيراسيون' الفرنسية الضوء على التصعيد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل على الحدود بين الجانبين، متحدثة عن حرب في طور التشكل في المنطقة في ظل تبادل القصف بين الطرفين وتسارع التطورات هناك.

وقالت إنه من الغرب إلى الشرق على الحدود يتحدث السكان عن صراع يتسارع باستمرار، في وصف يأتي قبل أن تشن بريطانيا والولايات المتحدة هجمات على معاقل الحوثيين في اليمن حلفاء حزب الله وإيران.

ورغم الخسائر التي تكبدها حزب الله حتى الآن في ضربات إسرائيلية خلفت نحو 140 قتيلا من عناصره بينهم قادة ميدانيون كبار، لا تزال ردود الحزب محدودة ما يشير إلى تردده في توسيع نطاق الحرب إما بقرار من الحاضنة الإيرانية أو بسبب مخاوف من هجوم إسرائيلي قد يدمر لبنان الواقع تحت وطأة أسوأ أزمة مالية وسياسية في تاريخه.

ولم يعد حزب الله يحظى بنفس الشعبية التي كان يتمتع بها بعد حرب 2006، فيما يخشى أن تؤدي حرب جديدة مع إسرائيل إلى مشاكل داخلية أكثر تعقيدا.

وبحسب تحقيق الصحيفة الفرنسية التي قام فريقها بجولة في قرى بجنوب لبنان بينها قرية ياطر بشرق الناقورة (يبلغ عدد سكانها ألف نسمة)، يقوم عناصر من الحزب بدوريات مراقبة على دراجات نارية.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي تحولت عدة قرى في جنوب لبان بينها ياطر لضربات إسرائيلية أسفرت عن تدمير بعض الأحياء فيها وحولتها إلى مدن أشباح، حيث "يزداد الصمت ثقلا مع مرور الكيلومترات وفي قرية عيترون، دمرت الطائرات الإسرائيلية حيا كاملا ، كل ما تبقى من المنازل هو كومة من الأنقاض الرمادية المتشابكة ويقوم اثنان من رجال حزب الله بجولات على دراجات نارية لمراقبة المكان"، بحسب وصف 'ليبيراسيون'.

وأشارت كذلك إلى انتشار الخراب ليس في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله فقط بل إلى قرى القليعة والخربة ودير ميماس المسيحية، بينما اعتبرت إحدى سكان هذه المنطقة أن الهجمات الإسرائيلية هي رسالة مفادها أن "ما يحدث في غزة يمكن أن يحدث لنا جميعا".

وفي سياق غير بعيد عما أوردته 'ليبيراسيون'، تحدثت صحيفة 'لوفيغارو' عن حرب غريبة تدور على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فيما يراقب الإسرائيليون على الجبهة الشمالية عن كثب التهديد الذي يشكله حزب الله، مشيرة إلى أن الجماعة الشيعية تمارس منذ أكتوبر/تشرين الأول ضغوطا شديدة على إسرائيل.

وقالت اليومية الفرنسية "إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات وهجمات الطائرات بدون طيار أمر يحدث يوميا مما دفع بالحكومة الإسرائيلية وبسرعة كبيرة إلى إصدار مرسوم يأمر بإجلاء السكان في شريط مساحته 5 كيلومترات على طول الحدود مع لبنان واضطر حوالي 60 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم على عجل وما زالوا غير قادرين على العودة إلى ديارهم".

ونقلت عن نيسان زئيفي أحد سكان المنطقة قوله إن "عناصر حزب الله موجودون في كل مكان والمنطقة العازلة موجودة الآن في إسرائيل".

ويتوجس الإسرائيليون سكان المنطقة الشمالية من تكرار سيناريو هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي شنته حماس على المناطق الإسرائيلية في غلاف غزة. وقال زئيفي إنه وبعض سكان المنطقة شكلوا مجموعة ضغط لضمان عدم تكرار سيناريو هجوم أكتوبر آخر في الشمال.

ويطالب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 حزب الله بالانسحاب شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من الحدود. لكن الحزب يرفض هذا الطرح ويؤكد أن إسرائيل لا تملك خيار فرض شروطها في المنطقة.

ويأتي ذلك بينما كثف مسؤولون غربيون من تحركاتهم في الفترة الأخيرة لمنع تطور التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى حرب أوسع نطاقا.