هجوم إسرائيلي محدود يستهدف أصفهان الإيرانية

طهران - قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن إسرائيل هاجمت إيران، في حين ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية في وقت مبكر من اليوم الجمعة أن القوات الإيرانية دمرت طائرات مسيرة، وذلك بعد أيام من شن طهران ضربة انتقامية بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.
وأفاد أحد المصادر بأن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم لكن إسرائيل أبلغتها قبل تنفيذه.
وذكرت وكالة فارس للأنباء أن دوي ثلاثة انفجارات سُمع بالقرب من قاعدة عسكرية في مدينة أصفهان بوسط البلاد. وصرح مسؤول إيراني بأنه لم يكن هناك هجوم صاروخي وأن الانفجارات جاءت نتيجة تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إنه بعد منتصف الليل بقليل "شوهدت ثلاث طائرات مسيرة في سماء أصفهان. وجرى تفعيل نظام الدفاع الجوي وتدمير هذه المسيرات في السماء". وأضاف لاحقا أن الوضع في أصفهان طبيعي ولم تقع أي انفجارات على الأرض.

من جانبها قالت صحيفة "جروزاليم بوست" العبرية، إن إسرائيل هاجمت بصواريخ أطلقت من طائرة، الجمعة، "أصولا" للقوات الجوية في أصفهان وسط إيران.
وأضافت دون أن تحدد مصدر معلوماتها "علمنا أن طائرة بعيدة المدى أطلقت صواريخ أصابت أصولًا للقوات الجوية في أصفهان بوسط إيران، في وقت مبكر من صباح الجمعة".
وتابعت "يتناقض هذا مع التقارير الأولية التي تفيد بأن الهجوم تم تنفيذه بواسطة صواريخ أرض-جو أو طائرات دون طيار بعيدة المدى، تابعة لإسرائيل".
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانيّة الجمعة بأنّ المنشآت النوويّة الموجودة في أصفهان بوسط إيران "آمنة تماما" ناقلة عن "مصادر موثوقة" أنّ "المعلومات المنشورة في بعض وسائل الإعلام الأجنبيّة حول وقوع حادثة في هذه المنشآت، غير صحيحة". ويوجد موقع نطنز النووي، وهو محور برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، في أصفهان.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وقوع أي ضرر في المواقع النووية الإيرانية في الهجوم قائلة في منشور على إكس إنها تواصل مراقبة الوضع عن كثب وتدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس بأقصى درجة، مشددة على أن المنشآت النووية لا ينبغي أن تكون أبدا هدفا في الصراعات العسكرية.

ومع الحديث عن تهديد المفاعلات الايرانية نفى المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف صحة التقارير التي تواترت بشأن إلحاق أضرار بمبنى مفاعل ديمونة الإسرائيلي، جراء الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل مطلع هذا الأسبوع.
وقال العميد لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) قوله الليلة الماضية إن "هذا الادعاء بانه يأتي ضمن الحرب النفسية للعدو".
وشدد على أن "مفاعل ديمونة لم يكن ضمن أهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني خلال الهجوم الأخير على أهداف صهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن نشر مثل هذه الأخبار يعتبر كذبا كبيرا وعملا مشؤوما يأتي ضمن الحرب النفسية للعدو لحرف الرأي العام".

وقال محلل إيراني للتلفزيون الرسمي اليوم الجمعة إن الطائرات المسيرة الصغيرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان أطلقها "متسللون من داخل إيران" فيما قالت كالة أنباء "تسنيم" عن "مصادر مطلعة" أن "لا تقارير عن هجوم من الخارج" وقع في إيران.
وطلبت السفارة الأميركية لدى إسرائيل الجمعة من موظفيها وعائلاتهم الحد من تنقلاتهم في البلاد، بعد ساعات من الهجوم.
وجاء على موقع السفارة الإلكتروني أن "من باب الحذر الشديد عقب تقارير أفادت عن شن إسرائيل ضربة داخل إيران، لا يمكن لموظفي الحكومة الأميركية وأفراد عائلاتهم التنقل لدواعٍ شخصية" خارج مدن تل أبيب والقدس وبئر السبع "حتى إشعار آخر".
ونظرا إلى البيئة الأمنية "المعقدة" التي "يمكن أن تتغير بسرعة" قد تقوم السفارة "بفرض قيود أو منع" الأشخاص المعنيين من السفر إلى أجزاء من إسرائيل ومدينة القدس القديمة والضفة الغربية المحتلة، على ما جاء في المذكرة.

واعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أن الهجوم المنسوب إلى تل أبيب في إيران، فجر الجمعة، "ضعيف" حيث كتب زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، في منشور على منصة "إكس" كلمة واحدة وهي "ضعيف".
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الجمعة، إلى تجنب التصعيد في الشرق الأوسط وذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقدته فون دير لاين مع رئيس وزراء فنلندا بيتري أوربو، بمدينة لابينرنتا جنوب شرق فنلندا.
وقالت "علينا أن نفعل كل ما هو ممكن حتى تمتنع جميع الأطراف عن التصعيد في المنطقة" مضيفة "من الضروري للغاية أن تظل المنطقة مستقرة، وأن تمتنع جميع الأطراف عن اتخاذ مزيد من الإجراءات".
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه لا يسعه التكهن بشأن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل نفذت هجوما على الأراضي الإيرانية مضيفا "إنه وضع متطور، لن يكون من المناسب لي التكهن حتى تصبح الحقائق أكثر وضوحا، ونعكف على التحقق من التفاصيل مع الحلفاء".
واضاف "أي تصعيد كبير ليس من مصلحة أحد. ما نريد رؤيته هو أن يسود الهدوء كل أنحاء المنطقة".

ودعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى وقف التصعيد في أعقاب غارة على مدينة أصفهان الإيرانية، وقال إن برلين ستعمل مع شركائها في هذا الصدد.
وقال شولتس للصحفيين اليوم الجمعة "يظل وقف التصعيد الأولوية في المستقبل القريب. وسنتحدث أيضا عن هذا الأمر مع جميع أصدقائنا وحلفائنا وسنعمل معهم في هذا الاتجاه".
ودعت تركيا جميع الأطراف اليوم الجمعة إلى الامتناع عن الخطوات التي قد توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وذلك بعد تقارير عن أن إسرائيل شنت هجوما على إيران ردا على هجوم طهران عليها.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن أولوية المجتمع الدولي يجب أن تكون "وقف المذبحة في غزة وضمان السلام الدائم" في المنطقة من خلال إقامة دولة فلسطينية.
وأضافت "يزداد وضوحا أن التوتر الناجم في الأساس عن الهجوم الإسرائيلي غير القانوني على السفارة الإيرانية في دمشق قد تتحول إلى صراع دائم".

من جانبه قال الكرملين إنه يتابع التقارير حول الانفجارات في إيران ودعا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس" لمنع المزيد من التصعيد
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "ندعو الجانبين إلى ضبط النفس والامتناع عن أي عمل يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد في هذه المنطقة الحساسة".
من جهة أخرى صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو أبلغت اسرائيل بأن "إيران لا تريد تصعيدا".
وأكّدت الصين معارضتها لكل الأعمال التي تؤدي "إلى تصعيد التوتر". وقال ناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان إن بكين "اطّلعت على المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام" لكنه شدد على أن "الصين تعارض كل الأعمال التي من شأنها تصعيد التوترات".
وردا على سؤال عما إذا كانت بكين تعتزم العمل على خفض التوتر، أكد أن الصين "ستواصل لعب دور بناء لخفض التصعيد".
من جهة أخرى، دعت الصين رعاياها في إيران إلى توخي الحذر بسبب الوضع الأمني الذي "يتطور بسرعة". وقالت السفارة الصينية في إيران في بيان إنها "تدعو مرة أخرى مواطنيها وكذلك الشركات الصينية في البلاد إلى اتخاذ الاحتياطات الأمنية ومراقبة تطور الوضع عن كثب والتأكد من سلامتهم".

وعبرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان اليوم الجمعة عن قلقها بشأن التوترات الإقليمية ودعت إلى "أقصى درجات ضبط النفس" لتجنب تداعيات خطيرة.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم الجمعة إن الأعمال الانتقامية بين إسرائيل وإيران يجب أن تتوقف، محذرا من خطر التصعيد الإقليمي.
وأفاد ناطق باسم وزارة الخارجية العمانية، اليوم الجمعة، إن سلطنة عمان تتابع استمرار التوتر في الإقليم وتدين الهجوم الإسرائيلي هذا الصباح على إقليم أصفهان كما تدين وتستنكر اعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة في المنطقة.
وأضاف أن سلطنة عمان تناشد مجددا المجتمع الدولي بضرورة معالجة أسباب وجذور التوتر والنزاع عبر الحوار والدبلوماسية والحلول السياسية، والتركيز على جهود وقف إطلاق النار في غزة والاحتكام للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية من أجل استعادة الأمن والاستقرار والسلام الشامل للمنطقة بأسرها، وفقا لوكالة الأنباء العمانية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم الجمعة إن مصر عبرت عن "قلقها البالغ" تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران. وحذرت مصر أيضا من "عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة وآثارها الخطيرة علي أمن وسلامة شعوبها".
وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن شركات الطيران غيرت مسارات رحلاتها سريعا فوق إيران وحولت رحلاتها إلى مطارات بديلة أو أعادت الطائرات إلى نقاط انطلاقها اليوم الجمعة بعد إغلاق المجال الجوي ومطارات في أعقاب هجوم إسرائيلي على إيران.
وأغلقت إيران مطاراتها في طهران وشيراز وأصفهان بعد الهجوم وسمحت للرحلات الجوية بتجنب الجزء الغربي من مجالها الجوي لبضع ساعات بعد الهجوم، وفقا لموقع فلايت رادار 24 لتتبع الرحلات الجوية.
وبحلول الساعة 0445 بتوقيت غرينتش، أعيد فتح المطارات والمجال الجوي ورفعت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية إشعارات الإغلاق المنشورة على قاعدة بياناتها.
وتزامنا مع الهجوم على الأراضي الإيرانية قال نشطاء سوريون إن ضربات استهدفت مواقع للجيش السوري في السويداء بجنوب البلاد الجمعة.
وأكد ريان معروف مسؤول تحرير موقع "السويداء 24" الذي يغطي أنباء من محافظة السويداء وقوع "قصف على كتيبة رادار تابعة للجيش السوري".
وقالت إسرائيل إنها سترد على الهجوم الذي شنته إيران في بداية الأسبوع واستخدمت فيه مئات الطائرات المسيرة وصواريخ ردا على غارة يعتقد أنها إسرائيلية على مجمع سفارتها في سوريا. وأُسقطت معظم المسيرات والصواريخ الإيرانية قبل وصولها إلى الأراضي الإسرائيلية.
وأثار محللون ومراقبون مخاوف بشأن مخاطر اتساع نطاق حرب إسرائيل في غزة إلى أنحاء المنطقة.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد حذر إسرائيل قبل ضربة اليوم الجمعة من أن طهران سترد "بقوة" على أي هجوم على أراضيها.
وأخبرت إيران مجلس الأمن الدولي أمس الخميس بأنه "يجب إجبار إسرائيل على وقف أي مغامرات عسكرية أخرى ضد مصالحها" في الوقت الذي حذر فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الشرق الأوسط يمر "بأقصى اللحظات خطورة".
وانخفضت الأسهم الآسيوية وعوائد السندات اليوم الجمعة في حين قفزت عملات الملاذ الآمن والذهب والنفط الخام. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت دولارين إلى 88.86 دولار للبرميل، وربح الدولار على نطاق واسع، وصعد الذهب واحدا بالمئة بينما هبطت العقود الآجلة للمؤشر ستاندرد اند بورز 500.