هل بات بايدن مقتنعا بحتمية تحول إيران إلى دولة نووية؟

الرئيس الأميركي يعمل على تحفيز الإيرانيين على إبطاء تقدم البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم والتخفيف من التوترات في الشرق الاوسط وعينه على ولاية رئاسية جديدة.
وقف وكلاء ايران لهجماتهم على القوات الاميركية في العراق جزء من التفاهمات غير المعلنة
الجمهوريون والديمقراطيون يرفضون توجهات بايدن بشان ايران

واشنطن - بات الأميركيون أكثر اقتناعا بان إيران على وشك الدخول لنادي الدول النووية رغم العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران لمنعها من امتلاك القنبلة النووية لكن يبدو ان الحكومة الإيرانية فرضت أجندتها في النهاية.
ويقول الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط غريغ بريدي في مقال له بمجلة "ناشونال انترست" ان ايران تقترب من ان تصبح دولة نووية وان ادارة الرئيس جو بايدن باتت أكثر اقتناعا بهذا الواقع وهي تتعامل معه.
وأضاف ان الجانب الاميركي يعمل على تحفيز الإيرانيين على إبطاء تقدم البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم والتخفيف من التوترات في الشرق الاوسط فيما يظهر ان هذه الجهود لا تسير على النحو المطلوب.
ويعتقد مراقبون الخطوات المحدودة التي اتخذتها إيران لإبطاء زيادة مخزوناتها من اليورانيوم المخصب لدرجة قريبة من تلك اللازمة لصنع الأسلحة قد تساعد في تخفيف التوترات الأميركية الإيرانية لكن غريغ يؤكد نية طهران لصنع القنبلة النووية وانها ستصل الى ذلك في النهاية.
ووفقا لتقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة فقد خفضت إيران معدل إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة القريبة من درجة 90 بالمئة التي تستخدم في صنع الأسلحة، كما أنها قامت بتخفيف كمية طفيفة من مخزونها المخصب بنسبة 60 بالمئة.
لكن هذا المخزون مستمر في النمو. وتمتلك إيران حاليا تقريبا كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة تكفي إذا تم تخصيبها لدرجة أعلى لصنع ثلاث قنابل نووية وفقا للتقدير النظري للوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أنها تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب بمستويات أقل لصنع المزيد من القنابل.
وأخفقت إيران في الوقت نفسه في التعامل مع مخاوف الوكالة الدولية بشأن آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في موقعين غير معلنين أو إحراز تقدم في إعادة تركيب كاميرات مراقبة على الرغم من الضغوط المستمرة منذ فترة طويلة من جانب الوكالة وقوى غربية للقيام بذلك.
ويسعى الجانب الأميركي وفق الكاتب لإيجاد تفاهمات مقابل التخفيف من العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيرانية لكن غريغ يؤكد بان هذا التوجه لن يحظى بدعم علني من الطبقة السياسية وسيواجه بالجمهوريين المتشددين وكذلك من طيف واسع من الديمقراطيين وحلفاء اسرائيل في المؤسسات الأميركية.
ويقول الكاتب ان ذلك يظل الخيار الأفضل لبايدن الذي يسعى لخفض التوترات في منطقة الشرق الأوسط وطمانة الجانب السعودي والتصدي لتحركاتها الرامية الى رفع اسعار النفط وهو ما يعتبر عائقا امام فوز الرئيس الأميركي الحالي بولاية رئاسية اخرى.
وكانت الولايات المتحدة عقدت تفاهما مع ايران بشان تبادل السجناء مقابل الافراج عن أصول إيرانية تقدر بنحو 6 مليارات دولار وهو اتفاق ووجه بانتقادات واسعة في واشنطن وبات ورقة لانتقاد سياسات الرئيس بايدن.
ويعتقد غريغ ان نتيجة تراجع حدة المواقف الأميركية أمرت "وكلاءها" في العراق بوقف هجماتهم المتكررة على الجنود الأميركيين المنتشرين هناك حيث لم تشهد القواعد الاميركية لاقليلة التي بقيت في بلاد الرافدين هجمات منذ اشهر طويلة.
ويبدو ان الجانبان الإيراني والأميركي يعقدان تفاهمات غير معلنة تقبل من خلالها طهران التواجد الأميركي في العراق والسعودية مقابل تخفيف الضغوط والعقوبات على السلطات الإيرانية والتوقف عن التهديد بالقوة العسكرية.
ولا يعتقد في المنظور القريب ان تحث إدارة بايدن السلطات الإيرانية على التراجع عن البرنامج النووي لتعود الى مستويات قريبة من القيود المفروضة عليها وفق الاتفاق النووي.
ويقول الكاتب الأميركي ان الخطورة في التطورات الحاصلة في المنطقة هو ان تحول إيران لدولة نووية سيكون أمرا حتميا لا يمكن تغييرا ولو بعملية عسكرية.