هند صبري تخذل غزة بانسحابها من برنامج الأغذية العالمي

إعلان الممثلة التونسية استقالتها كسفيرة للنوايا الحسنة احتجاجا على 'تجويع' غزة، يجد فيه رواد المواقع الاجتماعية تهربا من تحمل المسؤولية.

القاهرة - أعلنت الممثلة التونسية هند صبري استقالتها من منصبها الشرفي في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كسفيرة للنوايا الحسنة، احتجاجا على استخدام "التجويع والحصار كأسلحة حرب" في قطاع غزة.

كان يمكن لهند صبري أن ترفع صوتها عاليا بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة لدعم احتياجات غزة الغذائية بدلا من استقالة لن تقدم -كحركة احتجاجية- عبثية شيئا لأهل غزة.

واعتبار بعض متابعي هند صبري قرارها صادم وغير حكيم ولا يخدم الوضع الراهن في غزة، وأن استقالتها تعكس تهونا وخذلانا للفلسطينيين.

وعلى الرغم من أن الفنانة التونسية أكدت في بيانها أنها لن تتخلى عن دورها "الإنساني والمجتمعي"، وستقوم به "بصيغ أخرى ومختلفة"، فإن استقالتها وجدت استنكارا ممن وجدوا فيها هروبا وتنصل من المسؤولية وموقفا سلبيا لا يخدم ما استقالت من أجله.

ويذهب بعض رواد المواقع الاجتماعية إلى أن هذا الوقت الحرج لا يحتاج استعراضات بقدر ما يحتاج ثباتا وتحملا للمسؤوليات، وأن دور هند صبري كسفيرة للنوايا الحسنة من المفترض أن يظهر الآن بالذات حتى تكون صوت للفلسطينيين وإيصال مطالبهم وليس الاستقالة والتخلي عن مسؤوليتها.

وكانت صبري كتبت عبر حسابها على منصة إكس ليل الأربعاء باللغتين العربية والإنجليزية "بعد 13 عاما من العمل الإنساني عبر العالم… أستقيل من برنامج الغذاء العالمي"، متابعة "أكتب ذلك بقلب مثقل وحزن عميق؛ حيث قررت التخلي عن دوري كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة".

ونشرت صبري بيانا أكدت فيه محاولاتها "الدعوة والضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار الإنساني والفوري في قطاع غزة، والاستفادة من نفوذ البرنامج لمنع استخدام التجويع كسلاح حرب".

وأضافت "مع ذلك، فقد تم استخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب على مدى الأيام الستة والأربعين الماضية ضد أكثر من مليوني مدني في غزة".

وأوضحت أنه "خلال الأسابيع الماضية، شهدت وشاركت تجارب زملائي المتفانين في برنامج الأغذية العالمي، في الإحساس بالعجز لعدم قدرتهم على القيام بواجبهم على أكمل وجه كعادتهم دائما تجاه الأطفال والأمهات والآباء والأجداد في غزة، ولم يكن بوسعهم إلا عمل القليل في مواجهة آلة الحرب الطاحنة التي لم ترحم المدنيين الذين يحاصرهم الموت".

ومن جهته، وجّه برنامج الأغذية العالمي الشكر إلى صبري ووصفها في بيان الخميس بأنها "ألهمتنا حقا باستجابتها السريعة لحالات الطوارئ… ومكنت مساهماتها برنامج الأغذية العالمي من تقديم المساعدات الغذائية في الوقت المناسب لمن هم في أمسّ الحاجة إليها خلال الفترات الحرجة".

ويعيش 2.4 مليون فلسطيني تحت حصار مطبق تفرضه إسرائيل منذ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، ردّا على هجوم حركة حماس غير المسبوق على الدولة العبرية والذي اندلعت الحرب على إثره.

وفي بيان الأربعاء أكدت الفنانة التونسية "حاولت إيصال صوتي على أعلى مستوى في برنامج الأغذية العالمي والانضمام لزملائي في المطالبة باستخدام ثقل البرنامج، مثلما فعل بنجاح في السابق، للدعوة والضغط بقوة لوقف إطلاق النار الإنساني والفوري في قطاع غزة".

وأضافت "كنت على يقين من أن برنامج الأغذية العالمي الذي حصل على جائزة نوبل للسلام قبل ثلاث سنوات فقط بعد أن كان مشاركا نشطا في قرار الأمم المتحدة رقم 2417 الذي أدان استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، سوف يستخدم صوته بقوة كما فعل في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية المتعددة".

وفي انتقاد مبطن للبرنامج أعربت صبري عن خيبة أملها قائلة "مع ذلك، تم استخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب على مدى الأيام الـ46 الماضية ضد أكثر من مليوني مدني في غزة".

وشددت على أن "هذا السلاح قتل حتى الآن أكثر من 14 ألف شخص، وأصبح أكثر من 1.6 مليون شخص بلا مأوى، ودُمرت نصف المباني، وقصفت المستشفيات والمدارس التي من المفترض أن تكون ملاجئ آمنة"، لافتة "لذلك كله أعلن استقالتي، وأتمنى لجميع زملائي في برنامج الأغذية العالمي السلامة والسلام، مع تأكيدي أنني لن أتخل عن دوري الإنساني والمجتمعي، لكنني سأقوم به بصيغ أخرى".

وقدمت هند صبري العديد من الأعمال السينمائية والدرامية وبرز ظهورها بشكل خاص على الساحة الفنية المصرية عندما اختارتها المخرجة المصرية إيناس الدغيدي عام 2001 لتكون بطلة فيلمها "مذكرات مراهقة" بعد دورها في الفيلم التونسي-الفرنسي "صمت القصور".

وفي أيار/مايو عُرض فيلمها "بنات ألفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي ونافس على السعفة الذهبية خلال الدورة السادسة والسبعين للمهرجان، كما أنه رشح للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم عالمي في الدورة السادسة والتسعين للجائزة الفنية الأشهر عالميا.