هواجس المسرح على طاولة 'الكتابة للطفل مسؤولية'

جمعية مسرح الشعب بحمام سوسة تنظم ندوة فكرية ترمي الى تحريك السواكن وتفعيل الحوار داخل العائلة الكبرى لمسرح الطفل من كتاب ومخرجين وجمعيات ومربين للنهوض بهذا المجال.
مداخلات متعددة وتوصية بنشر كتاب الندوة وجائزة قيمة تحمل اسم المسرحي كمال العلاوي

في سياق نشاطها الابداعي المسرحي والثقافي الفكري وتحت اشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة وبالتعاون مع الجامعة التونسية للمسرح ودار الثقافة علي الدوعاجي وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح نظمت جمعية مسرح الشعب بحمام سوسة ندوة فكرية بعنوان " الكتابة للطفل مسؤولية.. المسرح نموذجا" وذلك يوم الأحد 27 مارس/اذار بقصر البلدية بالجهة.

وكانت المداخلات متنوعة حيث افتتح الأستاذ محمد مرجان رئيس الجمعية أشغال الفعالية مشيرا الى الحراك الذي يشهده مسرح الطفل من خلال تجربة الجمعية وأهمية الندوة في تحريك السواكن وتفعيل الحوار داخل العائلة الكبرى لمسرح الطفل من كتاب ومخرجين وجمعيات للنهوض بهذا المجال معلنا عن العمل على نشر أعمال الندوة في كتاب وبعث مسابقة في الغرض تحمل اسم المسرحي كمال العلاوي وفيها جائزة قيمة ويتم اخراجها مسرحيا في عمل فني من قبل جمعية مسرح الشعب.

وانطلقت المداخلات العلمية بعد الاطلاع على معرض عن نشاط الجمعية.

وترأس الجلسة العلمية للندوة الأستاذ نجيب اللجمي.

واهتمت مداخلة الأستاذ حافظ الجديدي بمسائل متصلة بالتأطير وهواجس التنشيط المسرحي بدور الشباب والثقافة ومضامين الخطاب ودور الجمعيات المسرحية في جلب اهتمام الطفل الى اللعب على الشخصيات ورسمها القريب منه وصولا الى أهمية مساهمة النصوص المسرحية في نشر ثقافة القيم.

الأستاذ كمال العلاوي اهتم في مداخلته بما يكتب للطفل من حيث اللغة والتييل والشروط والتقنية والحس الأدبي والمسرح بما هو أحد الوسطاء ضمن تعريفات قال انها تتكرر وتعاد متسائلا لماذا نرتبط بأحداث مرت عليها سنوات وشخصيات دون التجدد والابتكار طارحا تجربة الفنان العالمي شارلي شابلان ونجاح ما يقدمه للأطفال والكبار حيث نلمس عصارة الابداع الفني الموجه للطفل مبرزا ضرورة ربط علاقات قوية مع الطفل مذكرا بتجربة المسرحي زهير بن تردايت في هدا المجال من خلال عمله الأخير ضمن مسرح الادماج حيث عبور الجسر في دلالاته العميقة.

الأستادة آمنة الدشراوي اهتمت في مداخلتها بمسرح الطفل والتكنولوجيات الحديثة.. العلاقة والحدود حيث أشارت الى مسرح الطفل الآن وهنا في زمن تحكمه فلسفة التشييء بما يحيل الانسان الى شيء في ثقافة السوق مشيرة الى أهمية انفتاح المسرح والفنون على التكنولوجيات الحديثة حيث أن الطفل جاهز لتقبل المعلومات واتقان اللغات وفق تعاطيه مع الهواتف وتطبيقاتها ومحتواها من فيديوهات وغيرها وأكدت على قيمة حماية الأطفال في ظل قصور الرقابة  والتوحش لتشكيل وعي وبناء شخصية ايجابية ورأت أن الضرورة تقتضي معاودة السؤال وهو ماذا نريد  وضبط الأهداف التربوية والذهاب للطفل بدل جلبه الينا.

وفي مداخلة الأستاذ أيمن حسن تم التطرق الى مسألة مهمة تتصل بموضوع الطفل في المسرح من خلال رؤية تاريخية وشعرية، وكانت مداخلة الأستاذ الناصر الكسراوي مهتمة بالتنشئة الاجتماعية حيث أشار الى ماهية هذا الطفل المعني بهذا المسرح فالطفل الافريقي مختلف عن الطفل العربي والطفل الغربي وهكذا...و أشار الى العوامل الأجتماعية والتربوية الفاعلة في شخصية الطفل وهذا كله وغيره يجب أن يكون في ذهن الكاتب للأطفال.

الأستاذ عمر دغرير تطرق في مداخلته الى بمسرح القصيدة وتأثير الشعر في تكوين الناشئة متحدثا عن خصائص مسرحة القصيدة وتأثير الشعر في بناء الشخصية لدى الناشئة مستعرضا نماذج من الشعر التي تتصل بسياق الفكرة المطروحة من ذلك قصائد للشاعر أحمد شوقي وما فيها من رسائل وعمق ثقافي تربوي وانساني مبرزا كذلك أهمية الجانب الجمالي والوعي بطقوس الكتابة للطفل نحتا للحلم خارج الزمان والمكان ..منتهيا الى أن مسرحة الشعر تسهم في تنمية الوعي والتأمل المعرفي للطفل.

الأستاذ رضوان شبيل اهتم في مداخلته بالكلمة في الطفولة المبكرة قبل أن تصبح متأخرة حيث كانت له تجارب متحدثا عنها وفق الأشتغال على الفضاء المدرسي مبرزا دلالات عنوان الندوة والكلمات المفاتيح فيه وهي الكتابة والطفل والمسؤولية والمسرح مبرزا من خلال شريط مصور خصائص الكتابة للأطفال والعمل على توظيف ملكاتهم على الركح مستعرضا شخصية الحكواتي ودوره التربوي عند الأطفال متحدثا كذلك عن الدراسات الأوروبية في هذا المجال ورأى الحل الجذري في الاهتمام بالطفولة المبكرة والعناية بها.

واختتمت الندوة بنقاش عام جاء على عديد النقاط والمسائل المطروحة في المداخلات المقدمة وتم تكريم عدد من الفاعلين الثقافيين والمسرحيين وتلا الأستاذ كمال بوعوينة التوصيات العامة للندوة التي منها بالخصوص نشر كتاب الفعالية والمحاضرات والجائزة المذكورة ومزيد العناية بالجانب العلمي الثقافي على غرار هذه الندوة.

هذا وقد نظمت جمعية مسرح الشعب بالتعاون مع دار الثقافة علي الوعاجي فعاليات "ربيع مسرح الطفولة بحمام سوسة " في  دورة المرحومة زمردة رزيقة وذلك خلال الفترة من 17 الى 20 مارس/اذار 2022  ومن الأعمال المقدمة لجمهور الأطفال عرض مسرحية "طنين" نص وإخراج وسام سليمان انتاج جمعية مسرح الشعب بحمام سوسة بالمركز الثقافي بسوسة وفكرة العمل تقول "دمسال  نحلة عاملة رتبة 0051 يرفض الانصياع لقانون ونواميس الخلية... هو يحلم بأن يكون فنانا يجوب المرج الأخضر ليقدم أجمل العروض وأعذب الألحان... مصيبة كبرى الدبابير تهاجم الخلية وتدمرها... اصابع الاتهام توجه لدمسال بصفته عارس الحدود المسؤول الأول... المسكين يجد نفسه مجبرا على الرحيل والهرب خوفا من بطش الملكة والمستشارة الملكية، وهناك في المرج الاخضر يلتقي بالصرار "دوندزين" ويشكلان فرقة موسيقية وتبدا المغامرة".

هذا العمل لجمعية مسرح الشعب يعرض بعدد من الجهات بتونس كما تعمل الجمعية على تنظيم عدد من اللقاءات في مجالات الآداب والفكر والثقافة والفنون.