واشنطن تستخدم الذكاء الاصطناعي لملاحقة إيران في مياه الخليج

مسيرات بحرية تحمل أجهزة استشعار ورادارات وكاميرات يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل بياناتها بطريقة تفوق قدرات التحليل البشرية.
تحركات مياه الخليج تخضع للتحليل بواسطة الذكاء الاصطناعي
التكنولوجيا المتطورة لحسم جولة أخرى من السجال الأميركي الإيراني في مياه الخليج
الحرس الثوري يصادر سفينة "أجنبية" لتهريب النفط في مياه الخليج
واشنطن

يعود الحديث عن برنامج أميركي رائد يهدف إلى تعزيز قدرات البنتاغون على مراقبة مناطق واسعة بمسيّرات جوية وبحرية وباستخدام الذكاء الاصطناعي أيضا.
وصادرت إيران الأسبوع الماضي مسيّرة بحرية تابعة للبحرية الأميركية في الخليج، ثم أفرجت عنها بعد فترة وجيزة من الاحتجاز.
ويشمل البرنامج الأميركي العائد لسنة واحدة فقط، استخدام أنواع عدة من المسيّرات البحرية المعروفة باسم "ي واس في" في المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية وفي الخليج لجمع بيانات وصور ترسل بعدها إلى مراكز مقامة في المنطقة لتحليلها.
ويدخل مضيق هرمز الحيوي في نطاق مسؤولية الأسطول الخامس ، وهو ممر ضيق متصل بالخليج يمر منه حوالي 20 بالمئة من إجمالي النفط.
كما تمتد مسؤولية الأسطول الخامس حتى البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس،وهو ممر مائي يؤدي إلى البحر المتوسط، ومضيق باب المندب قبالة اليمن.
ولم يواجه برنامج البنتاغون أي مشكلة إلى أن حاولت البحرية الإيرانية الاستيلاء على ثلاث مسيرات بحرية من طراز "سايل درون إكسبلورر" طولها سبعة أمتار خلال حادثين وقعا نهاية أغسطس/ آب الماضي وبداية أيلول/سبتمبر الجاري.
ويؤكد الإيرانيون أن هذه المسيرات كانت متواجدة في ممرات بحرية دولية وهي أرادت بذلك "تجنب وقوع حوادث محتملة".
ورفضت البحرية الأميركية الرواية الإيرانية، معتبرة تصرفات طهران "غير مبررة وغير منسجمة مع تصرف قوة بحرية محترفة".
وأضافت أن القوات الأميركية "ستستمر بالتحليق والإبحار والتحرك في أي مكان متاح بموجب القانون الدولي".

تسعى البحرية الأميركية لمنع إيران من إرسال أسلحة بحرا إلى المتمردين الحوثيين وجماعات أخرى وتحرص على تطبيق العقوبات المفروضة على طهران

وتحمل هذه المسيرات البحرية أجهزة استشعار ورادارات وكاميرات وتتحكم بها القوة الخاصة 59 في الأسطول الخامس ومقرها في البحرين. 
وشُكلت هذه القوة العام الماضي لتطوير قدرات المراقبة في هذه المنطقة بفضل المسيرات والذكاء الاصطناعي.
ونشرت البحرية الأميركية وشركاؤها الإقليميون منذ مطلع السنة، مسيرات بطيئة كهذه من طراز وزوارق سريعة تعمل بالبطارية مجهزة بشراع وأجنحة وأجهزة استشعار وكاميرات عدة. وهي مصممة لقضاء عام كامل في البحر لنقل البيانات عبر الأقمار الاصطناعية.
وتشغل شركة "سايل درون" ومقرها سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنا الأميركية حوالى 100 مسيرة في العالم لحساب زبائن بينهم وزارة الدفاع الأميركية ومعاهد مختصة بعلم المحيطات ومصالح أرصاد جوية ومجموعات تدرس مصائد الأسماك والتلوث.
وقالت الناطقة باسم الشركة سوزان راين "بعد مسح كامل لانتاركتيكا في 2019 وبعد الإبحار في عين إعصار من الفئة الرابعة العام الماضي لم تعد هناك أي بيئة بحرية لا يمكن لمسيرتنا أن تعمل في إطارها".
والناطق باسم الأسطول الخامس الكومندان تيم هوكينز إن "المسيرات الجوية متطورة وأثبتت قدراتها، في حين أن المسيرات المشغلة على سطح البحر حديثة العهد لكنها أساسية في المستقبل".
وبينما اكتفى هوكينز بالقول إنها تجمع معلومات "لتحسين مراقبتنا للبحار المحيطة وتعزيز ردعنا الإقليمي"، يرجح مراقبون أن هدفها الرئيسي هو مراقبة التحركات الإيرانية.
وتسعى البحرية الأميركية إلى منع إيران من إرسال أسلحة بحرا إلى المتمردين الحوثيين في اليمن وجماعات أخرى وتساعد كذلك في السهر على تطبيق العقوبات المفروضة على طهران.
وقال هوكينز إن الهدف الأساسي هو أخذ المعلومات التي تجمعها كل المسيرات على أنواعها جوا وبرا وبحرا وتحليلها بسرعة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ويساعد الذكاء الاصطناعي في رصد التحركات غير الاعتيادية الواردة في البيانات التي جمعتها المسيرات والتي قد تفوت المراقبين من البشر.
وأكد "نحتاج إلى الذكاء الاصطناعي لرصد أمور تحتاج إلى انتباه أكبر".
وأبدى هوكينز استغرابه إنه من محاولة الإيرانيين اعتراض بعض هذه المسيرات، مؤكدا أن الولايات المتحدة تقوم بكل شيء في العلن.
ويفيد الجيش الأميركي أن جزءا من البرنامج يقوم على تطوير تكتيكات وقواعد لتشغيل هذه المسيرات بما يشمل معرفة كيفية التعامل مع دول مثل إيران تحاول إخراجها من البحر.
وتشغل الولايات المتحدة حتى الآن هذه المسيرات مع سفن مأهولة تكون على مسافة قريبة للتدخل في حال حصول حادث من هذا النوع.
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني السبت، أن بحرية الحرس الثوري صادرت سفينة "أجنبية" في مياه الخليج كانت تقوم بتهريب الوقود وأوقفت طاقمها.
وأفاد قائد المنطقة الثانية في بحرية الحرس رمضان زيراهي أنه "تم توقيف سفينة أجنبية كانت تحمل على متنها 757 ألف لتر من الوقود المهرّب.
وأضاف إن "أفراد الطاقم السبعة، وهم من الأجانب، تم توقيفهم وتسليمهم إلى السلطة القضائية.
وغالبا ما تعلن القوات الإيرانية توقيف سفنٍ صغيرة وقوارب تهرّب الوقود في منطقة الخليج التي يمرّ عبرها قسم كبير من الإنتاج العالمي للنفط.