واشنطن تصادر شحنة نفط إيرانية مع جمود محادثات فيينا

شحنة النفط التي ضبطتها اليونان وصادرتها الولايات المتحدة هي الخامسة التي يجري مصادرتها ونقلها لأميركا بعد مصادرة أربع شحنات وقود إيراني في 2020 كانت متجهة لفنزويلا.
واشنطن تزيد الضغوط على طهران بعد تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي
طهران تستدعي القائم بأعمال سفارة اليونان احتجاجا على احتجاز ناقلة نفط إيرانية
اليونان احتجزت ناقلة نفط إيرانية كانت ترفع علم روسيا

أثينا/دافوس - ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة صادرت شحنة نفط إيرانية كانت على متن سفينة يديرها طاقم روسي، مضيفة أن الشحنة ستُرسل إلى الولايات المتحدة على متن سفينة أخرى.

وتأتي هذه التطورات وسط تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع جمود في محادثات فيينا النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران وبوساطة دول شريكة في الاتفاق المعروف باسم "خطة العمل المشتركة".

واحتجزت السلطات اليونانية في الشهر الماضي السفينة بيغاس التي ترفع علم إيران وعلى متنها طاقم روسي يضم 19 فردا قرب ساحل جزيرة إيفيا الجنوبية بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي.

وقالت السلطات إن السفينة احتُجزت تطبيقا لعقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب غزو أوكرانيا، لكن تم الإفراج عن السفينة في وقت لاحق بسبب الالتباس حول العقوبات على مالكيها.

وبقيت الناقلة التي أعيد تسميتها باسم 'لانا' في أول مارس/آذار وترفع العلم الإيراني منذ أول مايو/أيار، بالقرب من المياه اليونانية منذ ذلك الحين. وكانت قبل ذلك الحين ترفع العلم الروسي.

وقال مصدر في وزارة الشحن اليونانية اليوم الخميس إن وزارة العدل الأميركية "أبلغت اليونان بأن الشحنة على السفينة هي نفط إيراني"، مضيفا "نُقلت الشحنة إلى سفينة أخرى تستأجرها الولايات المتحدة"، من دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

يأتي هذا التطور بعد أن فرضت الولايات المتحدة أمس الأربعاء عقوبات على ما وصفته بأنه شبكة تابعة للحرس الثوري الإيراني مدعومة من روسيا لتهريب النفط وغسل الأموال، حتى في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

وأكد مصدر غربي آخر مطلع حدوث واقعة المصادرة وقال إن الشحنة تم نقلها إلى الناقلة 'آيس إنرجي' التي ترفع علم ليبيريا والتي تديرها شركة الشحن اليونانية ديناكوم.

وأشار مصدر في ديناكوم إلى أن "نقل النفط جار من السفينة إلى آيس إنرجي التي ستبحر بعد ذلك إلى الولايات المتحدة".

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء إرنا أمس الأربعاء أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال في السفارة اليونانية في طهران عقب ضبط شحنة السفينة التي كانت "ترفع علم جمهورية إيران الإسلامية في المياه اليونانية. وتم إبلاغه باعتراضات طهران الشديدة".

وأظهرت بيانات آيكون لتتبع السفن أن آيس إنرجي أبلغت اليوم الخميس عن موقعها بالقرب من إيفيا. وكانت بيغاس من بين خمس سفن اختصتها الولايات المتحدة بالذكر في 22 فبراير/شباط، قبل يومين من الغزو الروسي لأوكرانيا، في إطار عقوبات أوسع ضد بنك برومسفياز الذي وصفته واشنطن بأنه يلعب دورا مهما لقطاع الدفاع الروسي.

وجرى في وقت لاحق تحديد المالك الروسي للسفينة وهو شركة ترانسمورفلوت في الثامن من مايو/أيار.

وقالت جماعة "متحدون ضد إيران النووية" الأميركية التي تراقب حركة الناقلات المرتبطة بطهران، إن بيغاس قامت بتحميل حوالي 700 ألف برميل من النفط الخام من جزيرة سيري الإيرانية في 19 أغسطس/آب 2021.

وقبل هذه الحمولة، نقلت بيجاس أكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط الإيراني في عام 2021، وانتهى الأمر بأكثر من 2.6 مليون من تلك البراميل إلى الصين، بحسب تحليل لجماعة "متحدون ضد إيران النووية".

وفي عام 2020، صادرت واشنطن أربع شحنات من الوقود الإيراني كانت متجهة إلى فنزويلا ونقلتها بمساعدة شركاء أجانب لم يتم الكشف عنهم إلى سفينتين أخريين أبحرتا بعد ذلك إلى الولايات المتحدة. وجاءت هذه المصادرات بعد أن أمرت محكمة محلية أميركية بمصادرة الشحنات التي يشتبه في أنها غير قانونية.

ودخلت إدارة الرئيس جو بايدن في محادثات غير مباشرة لإحياء اتفاق 2015 الذي تخلى عنه الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي رفعت بموجبه القوى العالمية عقوبات مالية دولية عن طهران مقابل قيود على برنامجها النووي.

وبدت محادثات إحياء الاتفاق النووي قريبة من النجاح في مارس/آذار، إلا أن الآمال تحطمت بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة ومسألة ما إذا كانت واشنطن سترفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمتها للإرهاب.

وقال مبعوث الولايات المتحدة بشأن إيران أمس الأربعاء إن فرص إحياء الاتفاق النووي توصف بأنها ضعيفة في أحسن الأحوال وإن واشنطن مستعدة لتشديد العقوبات على إيران.

وحض حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني الخميس، الرئيس الأميركي جو بايدن على رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران والتخلي عن سياسات "الضغوط القصوى" لسلفه دونالد ترامب من أجل إحياء الاتفاق النووي.

وجاءت تصريحات عبداللهيان بعد يوم على إعلان الموفد الأميركي الخاص المكلف بملف المحادثات النووية مع إيران روب مالي، أن احتمالات نجاح المفاوضات أقل من احتمالات فشلها.

وقال عبداللهيان خلال مشاركته في منتدى الاقتصاد العالمي في دافور بسويسرا إن "الأهم هو ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية بطريقة فعالة. الأهم أن سياسات الضغوط القصوى من عهد ترامب ... يجب إزالتها"، مضيفا "إذا كنتم تتحدثون عن مباحثات مباشرة، عليكم أن تثبتوا لنا أنكم مختلفون عن الرئيس ترامب".

ووعد الاتفاق النووي المبرم عام 2015 خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما وكان بايدن حينها نائبا للرئيس، برعاية الدول العظمى، بتخفيف العقوبات الاقتصادية عن إيران التي بحسب مفتشين كانت تلتزم بالقيود الشديدة المفروضة على برنامجها النووي.

وانسحب ترامب من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض عقوبات أحادية الجانب واسعة النطاق وتطال قطاع النفط الإيراني، متوعدا بتركيع طهران.

والأربعاء قال مالي، الذي قاد محادثات غير مباشرة مع إيران في فيينا على مدى أكثر من عام، إن نهج ترامب فشل بشكل واضح مع تكثيف طهران أنشطتها النووية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق.

وقال أمام أعضاء مجلس الشيوخ إن إدارة بايدن ما زالت تدعم اتفاق 2015 النووي وهي على استعداد لرفع العقوبات إذا نجحت في التوصل إلى اتفاق لإحيائه، غير أنه أضاف أن "مطالب إيرانية مبالغ فيها" تقلل من احتمالات النجاح.