واشنطن تضغط لإيصال مساعدات للسودان عبر تشاد رغم رفض البرهان

غرينفيلد ستطلب من مجلس الأمن تفويضا لعبور المساعدات من تشاد إذا لم يوفر الجيش السوداني الآليات الكاملة لتوصيل الإمدادات.
سفيرة الولايات المتحدة تتهم الجيش السوداني بعرقلة وصول المساعدات من تشاد إلى منطقة دارفور.
السفيرة الأميركية تؤكد أن طفلا سودانيا يموت كل ساعتين بسبب الجوع

نيويورك - قالت الولايات المتحدة الخميس إنها ستضغط على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات لتوصيل المساعدات إلى الأشخاص الذين يعانون الجوع في السودان وقد تتضمن هذه الإجراءات تفويضا لعبور المساعدات من تشاد إذا لم يوفر الجيش السوداني الآليات الكاملة لتوصيل الإمدادات.
ومع اقتراب مرور عام على الصراع في السودان، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن الطرفين المتحاربين قوضا عمليات توصيل المساعدات وتجاهلا دعوة مجلس الأمن إلى وقف الأعمال القتالية على الفور.
وأبلغت الصحفيين بأن "الوضع في السودان ما زال كارثيا ويتفاقم... الناس يتضورون جوعا".

الوضع في السودان ما زال كارثيا ويتفاقم.. الناس يتضورون جوعا

في المقابل يرى مراقبون أن الجيش السوداني هو من يتحمل مسؤولية استمرار القتال وتداعياته على المدنيين خاصة وان قوات الدعم السريع التزمت بوقف القتال في شهر رمضان في حين استغلت القوات المسلحة ذلك للتصعيد العسكري في عدد من الجبهات خاصة الخرطوم.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليونا، أي نصف عدد سكان السودان، يحتاجون لمساعدات. وفر نحو ثمانية ملايين من منازلهم، وقد تفتك مجاعة كارثية في الأشهر المقبلة بنحو خمسة ملايين.
واتهمت غرينفيلد القوات المسلحة السودانية بعرقلة وصول المساعدات من تشاد إلى منطقة دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع ووصفت الأمر بأنه "حرفيا مسألة حياة أو موت" وهو ما يؤكده مرارا قادة قوات الدعم ويطالبون بإجبار الجيش على الالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية.
وأضافت "في مخيم زمزم في شمال دارفور، يموت طفل كل ساعتين. ويحذر خبراء من أنه في الأسابيع والأشهر المقبلة قد يموت أكثر من 200 ألف طفل جوعا". ودعت الجيش السوداني إلى إعادة الفتح الكامل للحدود على الفور.
ومضت تقول إن الجيش "إذا لم يفعل ذلك، يتعين على مجلس الأمن اتخاذ إجراء سريع لضمان وصول وتوزيع المساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك، إذا لزم الأمر، اتباع آلية عبر الحدود" لتوصيل المساعدات.
وأجاز مجلس الأمن مثل هذه العملية من قبل حين سمح على مدار تسع سنوات بتوصيل مساعدات إنسانية من دول مجاورة إلى ملايين الأشخاص، معظمهم في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
وتقول الولايات المتحدة إن الطرفين المتحاربين في السودان ارتكبا جرائم حرب. وقال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلو يوم الثلاثاء إن واشنطن تتطلع إلى استئناف محتمل لمحادثات السلام في السودان بحلول 18 أبريل/نيسان في السعودية.
لكن قادة من الجيش السوداني على غرار عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة إبراهيم جابر يرفضون وقف القتال قائلا أن القوات المسلحة لن تكون طرفا في إي اتفاق مع السياسيين وأن القوات المسلحة هي الجيش الوطني الوحيد ولن تقبل بأي رديف.
ويأتي هذا الموقف بعد يوم واحد من تصريح لعضو مجلس السيادة السوداني الفريق أول ياسر العطا إنه "لا تفاوض ولا هدنة مع الدعم السريع" ما يعني رفض الحلول السلمية من قبل الجيش.