ودّع ضغط الدم المزمن بتدخل طبي بسيط

الإجراء الثوري يتلخص بتفجير بعض الأعصاب في الكلى عن طريق إرسال موجات صوتية لمنعها من إرسال إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في اجراء يقدم نتائج تستمر مدة 3 سنوات كاملة.
الكلى تلعب دورًا حيويًا في تنظيم ضغط الدم
علاج يغني أكثر من ثلث المرضى عن تناول أقراص ضغط الدم تماما

لندن - اعادت دراسة جديدة تسليط الضوء على اجراء طبي عصري بوسعه طي صفحة ضغط الدم الحاد والمزمن لسنوات  بتدخل جراحي بسيط.

والإجراء الثوري في غاية البساطة ويستغرق فقط حوالي الساعة ليقدم نتائج تستمر مدة 3 سنوات كاملة كما يقلل مخاطر تعرض المرضى للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ويتلخص جوهر العملية بتفجير بعض الأعصاب في الكلى البشرية، عن طريق إرسال موجات صوتية، لمنعها من إرسال إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الإنسان.

وضغط الدم هو مقياس شدة القوة التي تمارس على جدران الشرايين الناتجة عن تدفق الدم. وكلما زاد الضغط، زادت صعوبة عمل القلب.

ويؤدي الضغط المتزايد أيضًا إلى إتلاف جدران الأوعية الدموية، لذلك يعرض المرضى لمخاطر حدوث جلطات يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وتلعب الكلى دورًا حيويًا في تنظيم ضغط الدم، حيث تقوم بإفراز هرمون يتفاعل مع الهرمونات الأخرى في الجسم لتسبب انقباض الأوعية الدموية. وإذا تم إفراز الكثير من هذا الهرمون، يرتفع ضغط الدم بشكل دائم.

وتستند الطريقة الجديدة على إتلاف الأعصاب في الكلى بشكل متعمد، حيث يمكن بعد ذلك إيقاف المنبهات الصادرة من الكلية، مما يساعد على إعادة الضغط إلى مستويات يمكن التحكم فيها.

ويتم إجراء العملية تحت التخدير الموضعي من خلال قسطرة يتم إدخالها في وعاء دموي عن طريق الفخذ.

ويستخدم الأطباء الأشعة السينية للتنقل عبر الجسم من خلال سلك رفيع يدخل في أنبوب مخصص من خلال القسطرة، حتى يصبح طرف الأنبوب قريبًا من الأعصاب الموجودة في جدران الأوعية الدموية المتصلة بالكلية.

وعند الضغط على زر، يتم توليد موجات صوتية عالية الطاقة لتسخين الأعصاب وتدميرها.

عملية تدوم اقل من ساعة يتم اجراؤها تحت التخدير الموضعي بقسطرة بسيطة 

وبعد العلاج بالموجات فوق الصوتية، فإن أكثر من ثلث مرضى الضغط قادرون على التوقف عن تناول أقراص ضغط الدم تمامًا.

أما بالنسبة للمتبقين قد يخفف بشكل كبير من كمية الأقراص (حبوب ضغط الدم)، مما يقلل من مخاطر الآثار الجانبية لها، التي تتراوح من الإسهال والدوخة إلى الصداع والتعب.

وكان المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية في بريطانيا أفاد سابقًا بعدم وجود أدلة كافية لدعم هذا الإجراء لكنه يخطط الآن لإعادة دراسة قراره بعد ما وصف بـ"ثروة من البيانات الجديدة أثبتت فعالية العلاج".

ويحتاج الأطباء عادةً إلى تدمير ما لا يقل عن ست نقاط لتدمير أكبر عدد ممكن من النهايات العصبية. وعادة ما يُسمح للمرضى بالعودة إلى المنزل في نفس اليوم.

أظهرت النتائج الجديدة التي توصلت إليها جامعة "كوين ماري" بلندن والتي نُشرت الشهر الماضي، أن علاج تفجير الكلى قلل من قراءات المرضى المعرضين لمخاطر عالية والذين فشلوا في الاستجابة للأدوية، على الرغم من تناول ثلاث حبات مختلفة على الأقل كل يوم.