وكالة وطنية للترويج عالميا لـ"المغرب أرض الأنوار" قبل المونديال والكان

المكتب الوطني للسياحة يتحوّل إلى الوكالة المغربية للسياحة بهدف تعزيز جهود الترويج استعدادا للحدثين الرياضيين الدوليين، فيما ارتفع عدد السياح الوافدين على البلاد بنسبة 39 بالمئة.
الرباط تسابق الزمن لتعزيز تنافسية وجهة المغرب على الصعيدين العالمي والمحلي

الرباط - تبذل الحكومة المغربية جهودا حثيثة لإنهاء تراتيب تحويل المكتب الوطني للسياحة إلى الوكالة المغربية للسياحة مطلع العام المقبل، فيما انطلقت حملة الترويج للوجهة المغربية التي أُطلق عليها "المغرب أرض الأنوار"، ضمن استعدادات المملكة لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، وسط توقعات بنجاح منقطع النظير للتظاهرتين الرياضيتين بالنظر إلى تجنّد المملكة للحدثين الدوليين الكبيرين اللذين سيعززان رصيد البلاد كأحد أهم الوجهات الآمنة للاستثمار والسياحة.

وكشفت وزارة السياحة المغربية نهاية الأسبوع الماضي عن خطة لإنشاء "وكالة تخدم استراتيجية الدولة في مجال الترويج السياحي وتزويد هذه المؤسسة بالوسائل التي تمكنها من أداء مهامها بشكل فعال وتعزيز تنافسية وجهة المغرب على الصعيدين المحلي والعالمي". 

وتتضمن حملة "المغرب، أرض الأنوار" إقامة شراكات جديدة وتعزيز قيمة الوجهات والسلاسل على الأسواق المحلية والأجنبية بالإضافة إلى إنشاء 10 مكاتب جديدة للمكتب الوطني المغربي للسياحة في الخارج ومضاعفة حجم الرحلات المبرمجة، فيما تسعى السلطات إلى تكثيف التسويق لاستقطاب شركاء تجاريين جدد والرفع في الرحلات المباشرة انطلاقا من البلدان التي يتدفق منها السواح.

وراكم المغرب، القوة الناعمة في شمال أفريقيا والمنطقة العربية، نجاحات كبرى في تنظيم التظاهرات الدولية، معتمدا على مقومات عالمية وبينة تحتية متطورة وكان آخرها اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدوليين التي احتضنتها مدينة مراكش الشهر الماضي.

وأعلنت المملكة عن برنامج عاجل لتشييد ملعب لكرة قدم بمواصفات عالمية في بلدة بنسليمان، الضاحية الشمالية للدار البيضاء، بكلفة تناهز 5 مليارات درهم (نحو 460 مليون دولار)، كما ضبطت السلطات المغربية خطة لإعادة تأهيل ستة ملاعب في الدار البيضاء والرباط ومراكش وفاس وأغادير وطنجة لتكون جاهزة لاحتضان بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.

ويوفر المغرب كافة الظروف الملائمة لإنجاح الحدثين الرياضيين الدوليين الكبريين، إذ أطلق خلال الآونة الأخيرة طلب عروض لاقتناء 200 طائرة لتحويل شركة الخطوط الملكية المغربية إلى ناقل جوي عالمي يحتل المركز الأول في أفريقيا، كما يستعد لتهيئة عدة مطارات في المملكة للتجاوب السريع مع متطلبات مونديال 2030.

المغرب يشهد تحولات ضخمة على كافة المستويات
المغرب يشهد تحولات ضخمة على كافة المستويات

وبات المنتخب المغربي رقما صعبا، بعد الإنجاز الذي حققة "أسود الأطلس" في مونديال قطر بفوزهم الباهر على أعتى المنتخبات، في وقت أشادت فيه تقارير دولية بأداء المغاربة مؤكدين أن التميز لم تأت من فراغ بل نتيجة تخطيط محكم واستثمارات في المجال برعاية ملكية.

ويأتي فوز المغرب باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال تتويجا لخطة مغربية طموحة ضبطها العاهل المغربي الملك محمد السادس تركز على الاستثمار في البنية التحتية الرياضية عبر إنشاء مراكز التدريب والأكاديميات وتشجيع اللاعبين ودعمهم.  

وتم الرفع في موازنة وزارة السياحة في مشروع قانون المالية للعام المقبل 2024 بنحو 27 في المئة بهدف إنجاح الترويج للوجهة المغربية، في وقت يتوقع المغرب استقبال 26 مليون سائح سنويا حتى عام 2030.

ويتطلع المغرب إلى تعزيز تموقعه السياحي في العالم من بوابة تنظيم كأس العالم لكرة القدم في العام 2030 مع جاريه إسبانيا والبرتغال وفي كأس أمم أفريقيا 2025.

وأعلنت وزارة السياحة المغربية اليوم ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى البلاد بنسبة 39 بالمئة على أساس سنوي، خلال الشهور العشرة الأولى من العام الجاري وذكرت في بيان أن 12.3 مليون سائح توافدوا على المملكة من يناير/كانون الثاني الماضي إلى نهاية أكتوبر/تشرين أول.
ولفت البيان إلى أن "الشهر الماضي لوحده شهد استقبال 1.2 مليون سائح، مسجلا زيادة بنسبة 3 بالمئة مقارنة مع نفس الشهر من 2022".
ونقل البيان عن وزيرة السياحة المغربية فاطمة الزهراء عمور قولها "تم تجاوز عتبة 12 مليون سائح على الرغم من التحديات التي واجهت البلاد بعد زلزال الحوز"، مضيفة "نطمح للوصول إلى 14 مليون سائح بنهاية العام الجاري، خاصة أن هذه النتائج مشجعة على مواصلة الجهود المبذولة في مجال الترويج السياحي وعلى مستوى تنويع الأسواق المُصَدِّرَة للسياح".
وفي 31 يناير/كانون الثاني 2023 قالت الحكومة المغربية إن 11 مليون سائح زاروا البلاد خلال 2022 بكامله.

وتجاوزت عائدات السياحة خلال الـ9 أشهر الأولى من العام الجاري 80 مليار درهم، مسجلة أعلى مستوى لها في الخمسة أعوام الماضية، وفق أرقام رسمية.