ياسر مدخلي يجرّب مع المتفرج بكوميديا 'صادق النمك'

العرض الديودرامي يمزج بين الكوميديا الارتجالية والتفاعل الجماهيري لتقديم فرصة لتحفيز المتفرجين للتمثيل من أماكنهم ولعب دور الاتصالات الهاتفية على برنامج إذاعي يقدم لهم وسط مفارقات تحدث في الاستديو جوا فكاهيا.

تستمر عروض الكوميديا السعودية "صادق النمك" من إخراج ياسر مدخلي، والتي تقام حاليا في مدينة جدة كل خميس على مسرح نوق cafe noug، وهي الكوميديا التي كتبها د.غازي القصيبي الوزير والسفير الأسبق للسعودية في لندن، والمستوحاة من الشخصية الشهيرة "أبو شلاخ" المعروفة بالكذب المبالغ فيه.

تقدم هذه العروض المسرحية قالبا مبتكرا ويعد أحد أهم التجارب المسرحية التي أنتجتها "مسرح كيف" خلال السنوات الماضية، حيث استطاع المخرج والدراماتورجياسر مدخلي أن يمزج في هذا العرض الديودرامي بين الكوميديا الارتجالية والتفاعل الجماهيري في "مسرح المقهى" لتقديم فرصة لتحفيز المتفرجين للتمثيل من أماكنهم، ولعب دور الاتصالات الهاتفية على البرنامج الإذاعي الذي يقدم لهم وتصنع المفارقات التي تحدث في الاستديو جوا فكاهيا في فضاء مسرحي أعد ليضع الجمهور في داخل الحدث، وبالذات عندما يلامس بمضمونه التناقض بين ما المسموع وما يحدث فعلا أمام أعينهم.

يؤدي الأدوار محمد بحر وهو ممثل سعودي وكاتب درامي مميز وله مسيرة طويلة في المجال مع عدد من شركات الإنتاج والمؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية، وبجانبه الممثل رامي الأحمدي المدير التنفيذي لمسرح كيف وأحد مؤسسي هذا الفريق، ويصنع هذا الثنائي من المسرح الصغير مساحة حميمية لطيفة، يقدمان من خلالها طاقة إبداعية من الكوميديا بالتفاعل مع مشاركات الجمهور حول موضوعات تتناول الاقتصاد العالمي والشعر والرياضة والسفر والصيد الجائر والحب من منظور مختلف والتعايش واضطرابات العلاقات الإنسانية، وذلك ضمن إطار التطبيقات الاجتماعية التواصل الاجتماعي والضغوط اليومية التي تواجه المجتمع في محاولة لإعادة التفكير في نظرتنا للأشياء بشكل ساخر، وأن العالم لا يحتاج هذه الجدية المفرطة في زمن تتزايد فيه الاضطرابات بفعل الرأسمالية وتداعياتها السلبية بالذات، بالإضافة إلى الإسقاطات التي سيطرحها الجمهور في إطار الارتجال والتفاعل.

المسرحية مدتها ساعة تماما وتقدم في مقهى، وهي مشروع قابل للتجول والانتقال بمرونة لتنفيذه في فضاءات مختلفة في المقاهي والمناطق السياحية والمرافق العامة، وهي عبارة عن لقاء إذاعي بين شخصيتين "صادق النمك" والمذيع "عارف يدري".

وقد صرح بطل العرض محمد بحر بأن مشاركته في هذا العرض تعتبر تجربة مميزة، وقال"بالنسبة لي كممثل أخذتني لمساحات لم أطرقها من قبل أثرت وأثّرت، سهلها صعب وصعبها سهل، تركيبة معقدة وسلسلة في نفس الوقت لا حدود معينة تتقيد بها ولا فضاء واسع تبحر فيه، هذا التضاد هو أكثر ما يميز هذا العمل إضافة إلى خصوصية التجربة مما ينقلها إلى أن تصبح عامة مستقبلا، العرض يتنامى وينضج عرض بعد عرض بتسارع فاق توقعاتنا كمشاركين في العمل وحتى البعض من الجمهور الذي حضروا أكثر من عرض، تجربة تستحق التشريح والتحليل والدراسة، وهذا نتاج تراكمي لتجارب ياسر مدخلي ضمن إطار "مسرح كيف" عبر تجربته الطويلة والممتدة منذ تأسيسه وحتى اليوم".

ووصف المدير التنفيذي والممثل رامي الأحمدي هذه التجربة بالفريدة وتضاف إلى سلسة تجارب مسرح كيف وأضاف "بالنسبة لي تجربة جديدة تعزز لدي مهارات الارتجال والتعاطي مع الجمهور بقالب تفاعلي ممتع، متعة العرض وتجدده واختلافه وتنوعه بأسئلة الحضور وتفاعلهم والذي يعطي العرض جمال وتوسع في المواضيع والأطروحات، من خلال العروض السابقة وجدنا ردة فعل جميلة أشادت بالعرض وبالتجربة ولدينا الكثير من الطموحات لتعزيز هذا الشكل الجديد المبتكر وتعميم هذه التجربة بنطاق أوسع".

يدير هذه التجربة ويقدمها ويشرف على تنفيذها مؤسس "مسرح كيف" ياسر مدخلي وهو الباحث والمخرج المسرحي السعودي الحائز على العديد من الجوائز في المشاركات المحلية والخارجية والإشادات التي قدمها العديد من النقاد والأكاديميين كمسرحي أبدع في تكوين أسلوبه الخاص لمسرح ينطلق من نظريته حول التجربة معتمدا على أساليب البحث العلمي في التعامل مع جمهور المسرح بشكل مميز؛ يرتكز على فهم المجتمع ومتغيراته لصناعة تجربة مسرحية تنسجم حسب مضامينها مع أبعاد التفكير وطرق التلقي.

يذكر أن مدخلي كتب على حسابه في تويتر "نحن بحاجة لمسرح عالمي جديد، ويكاد يكون مسرح كيف إرهاصته الأولى، وفي صادق النمك نعيد تدوير الدهشة في مسرح المقهى" هذه التجربة على المتفرجين ليقدم فرصة للتفاعل مع أبطال العرض حيث يعتمد العرض على تقديم كوميديا تفاعلية تتيح المجال للجمهور للتمثيل من خلال مداخلات صوتية مع اللقاء الإذاعي المجسد على المسرح وذلك لاستفزاز شخصية "صادق النمك" الذي يبالغ في أكاذيبه وادعاءاته وهو يجيب على أسئلة المذيع "عارف يدري"، حيث يهدف العرض إلى الضحك بسخرية من التناقضات التي تعيشها الشخصيات.