مقتل الطالبات في حريق في مكة: اتهام «المطاوعة» بانهم وراء الكارثة

الكثير من الاطفال في السعودية، والقليل من اجراءات السلامة

الرياض – اثار مقتل 14 طالبة في تدافع خلال حريق في احد مدارس البنات في مكة المكرمة الاثنين ردود فعل واسعة في الصحف السعودية الخميس فاتهمت اتهمت الشرطة الدينية (المطاوعة) بانها وراء وقوع الكارثة ودعت الى استقالة مسؤول رفيع.
واكدت صحيفة "الاقتصادية" اليومية ان الشرطة الدينية التابعة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية "اعاقت" مغادرة التلميذات المدرسة وقت الحريق بحجة عدم ارتدائهن الحجاب الاجباري في السعودية.
وبحسب الصحيفة فان عناصر الشرطة "حاولوا منع رجال الدفاع المدني من الدخول بحجة عدم الكشف عن الصغيرات" وذلك باعتبار ان الاختلاط ممنوع في السعودية.
وطالبت الصحف باستقالة الرئيس العام لتعليم البنات وهي هيئة حكومية مستقلة يرأسها الدكتور علي المرشد (برتبة وزير بيد انه ليس عضوا في مجلس الوزراء) لعدم تطبيقه قواعد السلامة في المدرسة التي تضم اكثر من 700 تلميذة.
واعتبر الكاتب السعودي عبد العزيز الصويغ من جهته في رسالة وجهها الى ولي العهد السعودي الامير عبد الله نشرتها صحيفة "عكاظ" ان "سبب الكارثة يكمن في العقلية التي تدار بها الرئاسة العامة لتعليم البنات وطريقة التفكير العقيمة التي تتعامل بها الرئاسة مع بناتنا".
وكانت الشرطة اشارت الاثنين الى ان 14 طالبة قتلن واصيبت 50 اخريات بجروح في تدافع جرى اثر حريق في مدرستهن في مكة المكرمة غرب السعودية.
واكد شهود ان الطالبات لم يتمكن من الخروج من المدرسة عندما اندلع الحريق بسبب غياب حارس المدرسة الذي بحوزته مفتاح بابها المقفل.
وتفرض على مدارس البنات السعودية حراسة مشددة وتغلق ابوابها بالمفتاح لمنع دخول اي غرباء او مغادرة اي تلميذة المدرسة بدون اذن.
ونقلت صحيفة "الاقتصادية" عن محضر لهيئة الدفاع المدني ان "اناسا زعموا انهم من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اعاقوا اعمال الاخلاء والانقاذ لطالبات المدرسة".
بيد ان مدير عام الدفاع المدني السعودي اللواء سعد التويجري رفض اتهام الشرطة الدينية باعاقة اعمال الانقاذ وقال للصحيفة "ان فرق الدفاع المدني التي توجهت لمعالجة الحادث لم تتعرض لاي اعاقة لعملها".
واكدت الصحف في المقابل نقلا عن شهادات لضباط في الدفاع المدني ولطالبات شهدن المأساة ان شجارا وقع على مدخل المدرسة بين عناصر الدفاع وافراد قالوا انهم من الشرطة الدينية.
وقال ضباط شاركوا في الشجار لصحيفة "الاقتصادية" ان هؤلاء الافراد "ارغموا الطالبات على المكوث داخل المدرسة وعدم السماح لهن بالخروج بحجة عدم ارتدائهن العباءات واغطية الرأس.
واكدت احدى الطالبات الناجيات لصحيفة الندوة "كان هناك مواطنون يتجمعون للمساعدة على اطفاء الحريق ولكن رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر منعوهم من الدخول مع انهم كانوا يحملون طفايات ومياه لاطفاء الحريق وقد حدثت مشاجرة ومشادة كلامية بين رجال الهيئة ورجال الامن اثناء وقوع الحريق".
وكانت صحيفة الوطن السعودية نقلت عن عدد من أولياء أمور الطالبات ان «المطاوعة» منعوهم من الدخول إلى المدرسة والمساهمة في إطفاء الحريق مما دفع، حسب بعض المصادر، مدرسة وطالبة لإلقاء أنفسهن من النافذة.
ومن جهته قال وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز في تصريحات نشرت الخميس أن المتسبب في وفاة 14 طالبة وإصابة 50 إثر حريق في مدرسة للبنات في مكة في وقت سابق من هذا الاسبوع "سوف يحاسب وسيدفع الدية لاسر الضحايا".
وقال الامير نايف في تصريح لصحيفة عكاظ أن وزارة الداخلية تحقق لتحديد المسئولين عن الحادث.
وقد لقيت 14 طالبة مصرعها كما أصيبت 50 طالبة يوم الاثنين الماضي في التدافع على سلم المدرسة عقب نشوب الحريق. ولم يصل الحريق إلى الفصول الدراسية أو الممرات.
وكانت مصادر قد أرجعت سبب ارتفاع عدد الوفيات والاصابات في الحادث إلى العدد الكبير داخل تلك المدرسة التي تقع في زقاق ضيق وتدافع الطالبات وعددهن 835 طالبة إضافة إلى 55 معلمة في محاولة الهروب من النيران التي نشبت في المبنى المكون من أربع طوابق. وقالت المصادر أن المبنى لا توجد فيه مخارج للطوارئ.
وقال وزير الداخلية السعودي أن المدارس المستأجرة لا تتوفر فيها عناصر الامان لان إنشاءها كان لغرض السكن وليس للتعليم.
يذكر أن غالبية مباني مدارس البنات في السعودية المقدر عددها بحوالي 5712 مدرسة مستأجرة تحتضن أكثر من مليوني طالبة.
وقد وجه أمير منطقة مكة المكرمة الامير عبد المجيد بن عبد العزيز بتشكيل لجنة من إمارة المنطقة والرئاسة العامة لتعليم البنات والدفاع المدني لمعرفة أسباب الحادث.