العداء الساجد مو فرح: بريطانيا وطني

لندن
انه يصلي
انه يصلي

حملت سجدة العداء البريطاني المسلم محمد أو "مو" فرح بعد احرازه الميدالية الذهبية في سباق عشرة آلاف متر في دورة الألعاب الاولمبية المقامة في لندن، مع قبلة زوجته الحامل أمام مئات الآلاف من الجمهور وتحت أضواء العدسات، رسالة تاريخية حول التسامح، ورفض التشدد.

وأرخت العدسات بعد فوز فرح المولود في الصومال وعاش في بريطانيا منذ ان كان عمره 8 سنوات، لمشاعر الفخر في بريطانيا، مثلما رسمت صورة ان المسلمين في هذا البلد المتعدد الأعراق يسهمون في بنائه ويعتزون ببريطانيتهم التي منحتهم الكرامة والمستوى المتميز من التعليم والمعيشة.

وتكشف ثنائية السجود على أرض الملعب للمتسابق المسلم، شكره للسماء بعد الانجاز التاريخي كتعبير عن اسلامه، وتقبيله لزوجته تانيا أمام الجمهور والعدسات، ثنائية الاعتزاز باصوله وانفتاحه على العالم المتحضر.

وقال فرح في اشارة الى بريطانيته "إنه وطني الذي نضجت فيه، لا يوجد أفضل من أن تصبح بطلا أولمبيا.. هذه بلادي".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
   
  شكرا لله  
 

ونزلت زوجته تانيا الحامل مع ابنته الى أرض الملعب وتبادلت العناق والقبل معه في مشهد معبر ينم عن الامتزاج المجتمعي ورفض صور التخلف والتشدد، المقترنة بحلقات ضيقة من المسلمين البريطانيين.

 

وتلقى فرح "29 عاما" عناقا بعد اللحظة الرياضية الأبرز في حياته، مدعوماً بالجماهير المحتشدة، في ما بدا وأنه اللحظة الأكثر صخباً في تاريخ ألعاب القوى.

وأحرزت بريطانيا ست ميداليات ذهبية في يوم واحد، من بينها ميدالية مو فرح المسلم في انجاز هو الاول منذ دورة لندن الاولمبية الأولى في 1908.

وأصبح فرح أول عداء يفوز بهذا السباق على أرضه بعد أن قطع المسافة في 27 دقيقة و30.42 ثانية متفوقا على الأميركي غالين روب صاحب الفضية، الذي شكل حصوله على الفضية مفاجأة بعد ان سجل 27 دقيقة و30.90 ثانية.

وامتدح مو فرح العداء المولود في الصومال، شريكه الأميركي في التدريبات ومدربه الكوبي لمساعدته في منح بريطانيا أول ميدالية ذهبية في سباق 10 الاف متر، في ليلة ستبقى خالدة في تاريخ الأولمبياد.

وقال فرح "لقد رأيت جيس (في إشارة الى فوز العداءة البريطانية جيسيكا اينيس بذهبية) وعرفت أنها فازت، الأجواء كانت مختلفة تماما، كان هناك ضجيج هائل.. بدا الأمر وكأن شخص ما أعطاني عشرة فناجين من القهوة.. كنت منفعل للغاية وكنت أدرك أن عليّ أن أفعل شيئا".

وأضاف "إذا لم توجد هذه الجماهير وهذه المساندة ما كنت لأفوز، إنها أفضل لحظة في حياتي".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
   
  سعادة عائلية  
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
     
     
 

 

وولد فرح في مقديشيو ثم رحل إلى بريطانيا في سن الثامنة، بعد فترة قصيرة عاشها في جيبوتي، وبينما لم ينس جذوره، أكد فرح انه بريطاني الهوية.

وتم اكتشاف موهبة فرح في العدو من خلال مدرس فيزياء في المدرسة.

وتدرب في كينيا واثيوبيا معقلي سباقات المسافات الطويلة، وانتقل في العام 2011 إلى الولايات المتحدة ليتدرب تحت قيادة مدربه المولود في كوبا البرتو سالازار، الفائز بلقب ماراثون نيويورك ثلاث مرات في ثمانينيات القرن الماضي، بينما يتقمص الأميركي غالين روب شخصية شريكه التدريبي.

وفاز فرح بالميدالية الذهبية لسباق 5000 متر في بطولة العالم 2011 مما أهله للمشاركة الأولمبية.

وأجمع فرح وروب على أنهما يخططان للمنافسة أمام العداءين الأفارقة أصحاب القوة، الذين دائما ما يستخدمون النواحي الفنية للفرق.

وأكد فرح "منذ انضمامي لهذه المجموعة حظيت بمساندة هائلة.. لقد تدربت في اثيوبيا، كينيا وأميركا.. تعلمت الكثير.. إذا أردت أن تكون الأفضل عليك أن تتدرب بأقصى قدرة لك".

للتواصل مع كرم نعمة

[email protected]